أريد أن أخبركم على آخر المستجدات..
لقد عاد من أنتظر من الخارج لمدة السنة تقريبا، ولقد جاء لزيارتي إلى موقع العمل، ولكن لا يريد أن يخبرني ما بداخله، مع العلم أنه يعرف بأني أريده زوجا، ولقد هاتفني عدة مرات وفي المكالمة الأخيرة لمحت له بأن الوقت قصير، وأنه لا يوجد لدي الجهد والوقت لأنتظر أكثر، ما كان من رده هو وبطريقة غير مباشرة أنه نفسه أطول ويريد المقاومة فهمت منه أنه معجب بي.
ولقد سافر من أخرى على أساس يريد الإقامة بالخارج في محاولة منه في الحصول على فرصة للعمل بالخارج، وأنا متعلقة به ما فهمته منه أنه معجب بي، وقال لي إن الحل بيدك والقرار يعود إليك، ولكن غير متأكدة من صحة كلامه هل هو صادق أم يكذب؟
استخرت الله ليساعدني في محنتي، وطلب مني أن أرسل له "إيميل" ولكن طلبت منه أن يرسل هو أولا وحتى الآن لم يراسلني، وأخاف أن أكون قد صغرت في نظره؛ لأنه لا يحب الفتاة التي توضح له أنها معجبة به، ولكنه هو الذي جرني إلى هذا، ويشهد الله عليه أنه كان بطريقة غير مباشرة في الحديث ولكنها مفهومة.
أرجوكم ساعدوني إلى متى الانتظار؟ وأنا قد انتظرت من سنوات عمري أربع سنوات، سنوات عمري راحت هدرا وأنا أنتظر.. أرجوكم انصحوني؛ لأني قليلة الخبرة هل أرسل له "إيميل" أم أنتظر مراسلته هو أولا؟ أرجو الرد عليّ بسرعة، وشكرا لكم.
2/4/2025
رد المستشار
الأخت العزيزة "hana" أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك، أسأل الله أن يخفف عليك كثيرا من لوعة القلق واللهفة والانتظار، وأن يهديك إلى ما يصلح حالك وأن يصوبنا في الرد عليك بما يساعدك ويسعدك إن شاء الله.
تبدئين استشارتك بداية تنم عن ثقة منك بأننا نعرف الموضوع حين تقولين: (أريد أن أخبركم على آخر المستجدات لقد عاد من أنتظر من الخارج لمدة السنة تقريبا)، فأنت تفترضين أننا نعرف أوائل المستجدات، بل والله جعلتنا نشك في أننا أجبنا على مشكلة لك من قبل ولا تسعفنا الذاكرة، ثم اتضح أن هذا لم يحدث ويبدو أنك أكثر نقاءً وبراءة من المفترض وجوده في حاصلة على الماجستير، ولذلك تكلمت معنا وأنت تشعرين أننا معك وما دمنا معك فلابد أننا نعرف!
هكذا كانت بداية ردي عليك –ما سبق من سطور- ثم عرفت ابنتنا محررة الصفحة أنك أنت صاحبة مشكلة قسمة ونصيب ولا سحر وعفاريت، وبذلك كان علي أن أستعيد من ذاكرة القرص الصلب حكايتك، فإذا بها حكاية بنت طيبة من بناتنا لم يأتها رزق الزواج بعد، ولسبب أو آخر هي مكتئبة أو قلقة أو الله أعلم بها لكنها تخاف أن يكون ذلك الذي تعاني منه بسبب السحر أو العفاريت، وقمنا بالرد عليها بما ألهمنا الله من قول...
ولكن إفادتك القديمة لم تشر إلى ذلك المنتظر الغائب الذي عاد، أليس كذلك؟ إذن، لم تشيري في المرة الأولى إلى ما اشتكيت منه في الثانية ولم تشيري في الثانية لشيء يدل على الأولى، وعلى أي حال، أهلا بك وقد ازددت براءة وقلة حيلة عما كنت من قبل، ستبقى إجابتي عليك إذن كما كانت لأخبرك بأول المستجدات التي لم تخبرينا بها من قبل.
وهذه بقية الإجابة:
أول المستجدات أقوله لك أنا يا أختي فمثلك مثل كثيرات من البنات موجودات بيننا لكنهن وإن تفوقن في أي من مجالات الحياة أجدهن متمكنات من كل شيء بشرط أن يكونَ بعيدا عن أمور الحب والزواج، بمعنى أن العاقلة الراجحة المتميزة في كثير من المجالات لا تعرف ألف باء العلاقة مع رجل، أول المستجدات إذن أنك لا تعرفين ألف باء العلاقة مع من رأيت فيه زوجا مناسبا، وهكذا كنت منذ سنوات عدة (على الأقل أربعة)، وما تزالين حتى يوم كتبت لنا!
تقولين بمنتهى البراءة إنك في المكالمة الأخيرة لمحت له بأن الوقت قصير، وأن لا يوجد لديك الجهد والوقت لتنتظري أكثر، فهل كان واضحا لدى الطرف الآخر ما الذي تنتظرين؟............؟ وهل كان واضحا لك أنت ما الذي كان أو ما زال الطرف الآخر ينتظره؟..............؟ من متعلقة به تعرف أنه يودّ الهجرة إلى الخارج (أو الهجرة بالعمل إلى الخارج)، وهي مستعجلة وهو طبعًا مستعجل ولكن كلاهما يستعجل أمرا مختلفا؟
ليست المشكلة أن نفسه طويل ويريد المقاومة، المشكلة أنك بينما تعرفين جيدا ما تريدينه منه، فإنك لا تعرفين حقيقة ما يريده هو منك، فأنت تريدينه زوجا وهو يريدك غير ذلك، ربما صداقتك وربما مجرد علاقة مع فتاة ترغب فيه، والله أعلم بنيته، لكن الشواهد تشير إلى أن التقدم للزواج منك ليس من بين نواياه أصلا، تخيلي!
تقولين فهمت من رده وبصورة غير مباشرة: أنه نفسه طويل ويريد المقاومة، فهل نفسه طويل في تأجيل مصارحتك بحقيقة ما يريد؟ أم نفسه طويل في تفادي الوقوع بشرك الزواج؟، أم نفسه طويل في تأجيل التصريح بالحب؟ نفسه طويل في الإصرار على الوصول إلى ما يريد منك ولا تعرفينه بعد؟؟
كذلك تقولين إنك فهمت منه أنه معجب بك؟ وللحق أقول لك إن هذه واضحة بل هي ثاني شيء واضح في رسالتك بعد وضوح أنك تريدينه زوجا، ولكن هناك فرقا بين العشق والحب والإعجاب فهل تعرفين ذلك الفرق؟ وهل تدركين أن الرجل قد يعجب بنصف من يرى من النساء لكنه يتزوج واحدة إن تزوج.
وحين تقولين (وقال لي إن الحل بيدك والقرار يعود إليك)، فهل سألت نفسك ما هو المطلوب من فتاة ليكون حلا لمسألة أن يتقدم أحدهم للزواج منها؟ وما هو الذي تمتلكه لرجل تحبه وتتمناه، -وهو يعرف- قبل أن يصبح زوجها؟ ما هو الذي أسعدك يا أختي إلى درجة أنك أصبحت (غير متأكدة من صحة كلامه) وتتساءلين: (هل هو صادق أم يكذب)؟
إن المطلوب منك غالبا هو مطلوب صعب بل محرم أن تفرطي فيه، فهل تدركين؟ هل أصبح شيئا واضحا لك الآن؟
إن عليك أن تنهي ذلك الانتظار؛ لأنك قد تضرين نفسك نفسيا على الأقل (أكثر مما كان) إذا أنت تماديت أصلا في هذه العلاقة لأكثر من أن تخبريه أنك في انتظاره في بيت أبيك،... واقرئي كثيرا من القرآن وراجعي علاقتك بربك جيدا واقتربي منه تكسبين، وعليك أن تفكري جديا في صقل نفسك بالمعارف في علم النفس والاجتماع وفي فقه العلاقات الإنسانية، وإذا دهمك الشوق أو التمني أو أتعبك الانتظار خالفيه ولا تهاتفيه!
وهذا رد على سؤالك الأخير هل أرسل له إيميل أم لا؟ كفي إذن -تماما- عن أي اتصال به، وربما يفيدك أن تقرئي شيئا أو وجهة نظر عن خبرة في كيف يرى آدم وحواء بعضهما البعض:
رجل وامرأة (1-4)
رجل وامرأة وآذان صاغية
واعلمي أن من ذكاء الأنثى قدرتها على الإخفاء والتستر، والتعبير عن مشاعر الحب من بنت لشاب نادرا ما يستقيم إذا هي تفضلت بالبدء به على الأقل في الحالات التي تنتظر البنت فيها الزواج، فهناك اشتراط فطري يزيد الأنثى جمالا والذكر حيرة بشأنها واهتماما فيها ورغبة.... ماذا أقول يا ابنتي ليست المسألة سقوطا بنظره لأنك قلت له أنت ولو بمواراة، إنما المسألة أنك تسهلين عليه الطريق ليضغط عليك أكثر، وأخشى أن يكونَ في اتجاه لا تحبينه!
أقدر ما يحدث لك ولا أستهين بصعوبة الأمر ولكن الكي والبتر يكون أحياناً هو الدواء والمنقذ الوحيد لشفاء الإنسان واسترداد عافيته وإنقاذ من الموت وأنت أيضا لا حل في مشكلتك إلا إغلاق هذه الصفحة الآن من حياتك، وتحمل الآلام والأوجاع الآن أحسن بكثير من ألم الندم في الوقوع في المحظور لاحقاً.
أتمنى أن يهديك الله وأن يخفف عنك، وتابعينا بالتطورات الطيبة.