بداية أسأل الله أن يدعم هذا الموقع وهذه الخدمة التي تُقدم لنا جميعا.. أنا أعاني من مشكلة، وأتمنى أن أستطيع شرحها باختصار: الآن أعيش في أمريكا، وخطبت فتاة رائعة من مصر (بلدي الأصلي)، وتم هذا باتباع توصياتكم التي تؤكد على الأخذ باعتبارات العقل والقلب معا.
أنا أعمل هنا وكذلك أدرس في الماجستير، والمشكلة أنني أريد أن أتزوج بأسرع وقت ممكن، والحمد لله كل شيء هنا جاهز للزواج أو يمكن تجهيزه في وقت قصير، ولكن من الصعب جدا على خطيبتي أن تأتي هنا؛ لأنكم بالطبع تعرفون أنه بعد ما حدث في العام الماضي أصبح حضور أي شخص من الشرق الأوسط غير مرحب به، وفي نفس الوقت إذا فكرت في النزول لإتمام الزواج والبقاء مع عروسي.. فكم من الوقت سيمكنني أن أترك عملي ودراستي؟ وبالطبع تدركون صعوبة ذلك.
لكنني أريد أن أكون عادلا معها ومع نفسي. علاقتنا تنمو بشدة رغم أننا لم نتعرف إلا منذ 4 أشهر فقط، ولقد نسيت أن أذكر لكم أنني كنت قد تزوجت فتاة أمريكية منذ سنتين ولم أوفق في هذا الزواج للأسف؛ لأنني لم أستخدم العقل عند الاختيار، واعتمدت على اعتبارات القلب والرغبة، ولقد استمر هذا الزواج لمدة 5 شهور وبعد ذلك انفصلنا، والآن أنا أفكر في أن أبقى مع زوجة المستقبل لعدة شهور في موطني ثم أعود بعد ذلك إلى أمريكا بمفردي، وهذا بالطبع سوف يؤثر على دراستي، وسأضطر لأن أبحث عن عمل آخر ومنزل جديد، أنا أعلم أن الإنسان لن يحصل على كل شيء في وقت واحد، ولكنني أحتاج مساعدتكم بشدة لأعرف ما هو الأفضل بالنسبة لي، لقد تأثر تركيزي في الدراسة بشدة؛ وذلك لأن هذه المشكلة تشغل تفكيري، هل تفضلون أن أبقى لفترة قصيرة في موطني؟ وما هي المدة التي ترشحونها؟
وإذا فعلت ذلك فهل تتوقعون تكرار نفس السيناريو كل عام بالرغم من عدم تفاؤلي؛ لأنني لن أستطيع أن أحضرها لأمريكا قبل مرور 4 سنوات على الأقل؟
جزاكم الله خيرا.
5/4/2025
رد المستشار
الأخ الكريم.. نشكرك على دعواتك لنا، وندعو الله سبحانه أن يجعلنا دائما عند حسن ظنك بنا، وأن يتقبل عملنا وجهدنا خالصا لوجهه الكريم.
هناك أمر غير واضح في رسالتك؛ فأنت تعتبر أن استقدام زوجتك أمر مستحيل الآن، ولكنك لم توضح أين تكمن الصعوبة؟ هل تقصد صعوبة الحصول على تأشيرة؟ بالطبع أنا أدرك صعوبة الحصول عليها في هذه الظروف، ولكنني سألت كثيرا، وتأكدت أن الأمر ليس مستحيلا كما تصفه، والسعي للحصول على هذه التأشيرة سوف يكلل بالنجاح بعون الله، وخصوصا أنك تعمل وتدرس هناك، ومن الطبيعي أن تستقدم زوجتك.
هل تكمن الصعوبة المتصورة في الخوف على زوجتك من أي مضايقات محتملة بسبب ارتدائها للزي الإسلامي؟ إن هذا لا يحدث، وإن المحجبات هناك لا يتعرضن لمضايقات، وبفرض أن هذا يحدث فإن هذا الأمر يُرجع فيه لقسم الفتوى، مقدار علمي في هذا الأمر أن الفقهاء قد أفتوا بجواز أن ترتدي المرأة زيًّا لا يلفت الأنظار إليها (كأن ترتدي غطاء للرأس وكوفية وبالطو واسعا) بحيث تحقق المراد من ستر الجسد مع تجنب الظهور بالمظهر المخالف للأجانب الذي قد يعرضها للأذى.
الأخ الكريم.. من المؤكد أن السعي في استقدام زوجتك وبقائها معك هو أفضل الحلول بالنسبة لك، وواجبك ألا تألو جهدا في تحقيق هذا الأمر، وقد تختار أن ترتب أمورك وترتب أوراقها ثم تنزل في إجازة قصيرة لتتم الزواج وتعود بها سريعا إلى مقر عملك ودراستك، وقد يكون الأفضل لك أن يتم عقد الزواج بتوكيل والدك أو أخيك، ثم تلحق بك هي بعد أن تنهي أوراقها.
فإذا تعذر هذا الأمر فقد يكون من الأفضل لك ولظروف عملك ودراستك أن تحرص على أن يتزامن نزولك لإتمام الزواج مع أي إجازة طويلة؛ وذلك حتى لا يؤثر هذا على عملك ودراستك، وبالطبع يمكن أن يتكرر هذا كل عام حتى تفلح في استقدام زوجتك أو تنهي دراستك، وإذا لم تتمكن من إحضار زوجتك فقد يكون من الأفضل لكما أن تسارع في الانتهاء من دراستك، وتنزل للإقامة والعمل في موطنك الأصلي مع زوجتك.
الأخ الكريم، من الواضح أن العلاقة بينك وبين خطيبتك علاقة توطدت عبر الهاتف أو الإنترنت، وهذه العلاقة تخلو من المعايشة الحقيقية، فتروَّ وادرسْ أمورك جيدا، وحاول أن تتعرف عليها أكثر وعلى عيوبها وميزاتها، ووطن نفسك على أن الفترة الأولى من الزواج ستكون فترة استكشاف يتعرف فيها كل طرف منكما على الآخر، وصعوبة هذه الفترة عليها ستكون بالطبع أكثر من صعوبتها عليك؛ لأنها تحاول أن تتأقلم مع شريك الحياة الجديد ومع ظروف الغربة، فاحرص على أن تكون عونا وداعما لها، وندعو الله سبحانه أن يجمع بينكما في الخير، وأن ييسر لكما إتمام الزواج في أقرب وقت ممكن حتى يهدأ بالك. وتابعنا بالتطورات.