السلام عليكم
والذي روحي بيده ما عدت أعرف إن كانت تلك الروح لي أم أنها تخص كل من أتى ليأنس بها قليلا؟ معلقٌة هي في حب من لا يدري ما تمر به، لا تعرف إلا شعور الانقباض، متعبة من كثرة الدموع التي لم تكن تعرف أنها تستطيع أن تذرفها يومًا، تعلم أن مظهرها خفي، ولكن لِمَ تشعر أن كل من ينظر إليها يرى ضعفها وانكسارها؟
تتساءل إن كانت تستحق ذلك الألم؟ أم أنها تستحق من يعرف أنها أطهر مما تتظاهر أنها عليه؟ يعرف القليل ما تمر هي به، ولكنهم لا يستطيعون أن يستمعوا لما تريد قوله، جزءًا منها يتظاهر بأنها لا تعرف ما تريد أن تقول، والجزء الآخر يصارع لقوله، تستمع للنصائح ودموعها تجري أنهارًا بداخلها، تصطنع الابتسامة أمامهم حتى لا يشعروا أنها بتلك الهشاشة، بذلك الضعف، هي التي طالما جاهدت لتظهر بمظهر القوية التي لا يقهرها بشر، قهرها بشر.
لا تستطيع التمييز إن كان ذلك بسبب أنها المرة الأولى التي تمر فيها بتلك الأحداث، تلك المشاكل، ذلك الفيض من المشاعر التي لم تكن تعتقد أنها تحمله بداخلها، تلك التي لم تتردد لحظة فيما سبق أن تهجر أقوامًا من الناس كأن لم يُخلقوا أبدا، جاءت هنا وشُلت حركتها، كأنها تمثال... يستطيع أن يحرك عينيه، يديه وجسده ولكن لا يقوى على الحراك من مكانه، يجاهد، أقسم لك أنه يجاهد للحركة ولكنه لا يستطيع، ينتظر تلك اللمسة التي اعتاد عليها، تلك النظرة التي لها أن تذيب تيبسه، تلك الابتسامة التي يمكن أن تحركه بلادًا، ولكن أين هم؟ كأنهم لم يوجدوا يومًا.
أعلم أن الروح لا قلب لها فما لي أشعر أن قلب روحي يعتصر ألمًا، يرجوني أن أخفف ألمه ولكن كيف لي وأنا أيضًا لا أحتمل الألم؟
كيف لك أن تخفف ألمًا أنت مسببه وسببه؟
23/04/2025
رد المستشار
صديقتي
الحب الحقيقي لا يسبب الآلام وإنما يسببه التعلق مع إغفال حقيقة مهمة: هذه المشاعر لا توجد ولا يمكن أن توجد بدونك... المعنى الذي أعطيته أنت للأمور أو للشخص هو ما أدى إلى وجود المشاعر... أهمية أي حدث تأتي منك أنت... أنت محقة في أن تقولي إنك سبب الألم ومسببته... بالتالي، سوف يقل الألم ويتلاشى تدريجيا إذا ما اخترت أنت هذا وقررت قرارا واضحا صارما بالمضي إلى الأمام.
إن كانت هذه هي المرة الأولى، فعليك أن تفهمي أن هذا في حد ذاته يجعل هذه التجربة ناقصة... ناقصة معلومات وخبرة ومشاعر متزنة... التجارب الأولى تبدو وكأنها فارقة وفاصلة ونهائية ولكن هذا غير صحيح... بقليل من الفهم والخبرة سوف تكتشفين أن هذا الألم ليس بالقدر الذي تحسينه الآن.
المكوث في الألم أو التحرر منه مسألة اختيار وصبر واستمرارية في خلق والمحافظة على حالة عاطفية متزنة... الحب يدفع إلى الأمام وإلى الأعلى حتى ولو لم يشبع أو يكتمل باستمرار علاقة.
عظيم أن تكون لديك مشاعر جياشة وفيض منها ولكن يجب أن تشاركيها وتتبادليها مع من يستحقها ويقدرها ويريد مشاركتها ومبادلتها معك... مشاعرك أغلى من أن تهدر.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
واقرئي أيضًا:
سيكولوجية الحب: كان غيرك أشطر!
بنت 17 تكتوي بلآلام الحب والفراق!
عذاب الحب: علاقتنا كالأزواج تقريبا!