سؤال بسيط أكرمكم الله: هل حُب الشباب للفتاة – ما دام لا يصل إلى فعل الفاحشة – فتنة يجب التخلص منها؟
أم شعور يجب أن نباركه، ونستجيب له؟
29/4/2025
رد المستشار
الأخ الكريم، لو أنك تتابع صفحتنا هذه، وتقرأ إجاباتنا بانتظام؛ لعرفت أن سؤالك ليس بسيطًا على الإطلاق!!
ما زلنا يا أخي نحاول معالجة الموضوع على نحو تفصيلي؛ لننفض عنه ما علق به من غبار، وما تعلق به مما ليس منه؛ فجعله عيبًا أو خطيئة عند البعض، وعبثًا وتلاعبًا بالقلوب، وتضييعًا للوقت عند الآخرين.
ونكرر لعل في التكرار مزيد توضيح وإفادة، إن ميل القلوب وتآلف الأرواح هو أمر خارج عن الإرادة، إنه قدر مثل كل الأقدار، ونصيب يصيب الإنسان، ورزق يسوقه الله إليه، والحكم الشرعي يبدأ من حيث يبدأ الفعل.
إذن على مستوى الشعور والعاطفة والميل القلبي لا يصح حديث عن حلال أو حرام، إلا إن كان ميلا إلى كافرة أو أنثى من المحارم، وعندها نقول: إن هذه شهوة شيطانية يجب مدافعتها، وحتى في هذه الحالات يكون الحرام في دعم المدافعة، وليس في أصل الميل الخارج عن الإرادة كما قلنا.
والطريق إلى فعل الفاحشة يمتلئ بمقدمات كثيرة هي من الفاحشة؛ لأن الفاحشة لا تكون إلا بها، ومنها الخلوة المحرمة، والنظرة تلو النظرة، والخضوع بالقول، وإبداء الزينة، وغير ذلك من المثيرات التي تنتقل بنا من مساحة العاطفة إلى مساحة الشهوة وإثارة الغرائز.
وبالجملة، فإن الحب العاطفي بين الشاب والفتاة إن كان بعيدًا عن الأعين، ولا يحظى بغطاء من ارتباط رسمي أو خطة ارتباط واضحة يعلمه الأهل، وإذا تخطت هذه العلاقة حدود ما حدده الشرع بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، فإن هذا الحب يكون ضرره أكثر من نفعه، هذا إن لم يجلب في المستقبل آلاما كثيرة وأخطاء فادحة.
فإذا كان الحب على النحو الإيجابي الذي ذكرناه فهو شعور جميل واتجاه عظيم نطرب له ونحتفي به، ونقول مع صحابة رسول الله في الزمن الأول: لا نرى للمتحابين أفضل من الزواج.
أما إن كان على طريقة الأفلام العربي نظرة فابتسامة فموعد فلقاء في الشر ومواعدة ومخادنة، ورغبات تجمح بصاحبها بعيدا عن الهدف والارتباط، وتخلط بين العاطفة الراقية التي خص الله بها الإنسان والأفعال المحرمة التي يعرض عنها حتى الحيوان، فهذا نرفضه تماما.
إذا كان حبا على طريقة السلف الصالح وعصر النبوة الأول فأهلا به ومرحبا، وإن كان حبا على الطريقة الحديثة فهو ليس فتنة فحسب بل إنه الفتنة بعينها.
ونرجو منك مراجعة مشكلة سابقة لنا خاصة بتساؤلك هذا وعنوانها هو
جدلية الحب والالتزام… تلبيس إبليس!
سؤال وإجابة: عن الولد والبنت
وأخيرا... هل كلامنا واضح أم ما زال يحتاج إلى مزيد توضيح؟!!.