السلام عليكم
أشكركم جزيل الشكر على الجهود التي تبذلونها.
أنا فتاة جامعية عمري 21 سنة، تمت خطبتي من ابن عمي بالطريقة التقليدية، وكنت مترددة.. إلا أن الأسباب التي دفعتني لأقدم على هذه الخطوة ما يلي:
أولا: الصفات التي يتمتع بها، فهو طيب القلب، كريم، طموح، مثقف، يحبني كثيرا، ووضعه المادي جيد، أما بالنسبة لتدينه فلا أعرف إلا عن طريق أهله أنه يصلي وحسن الخلق.
ثُانيا: كلام أهلي عن حسن خلقه.
ثالثا وهو الرئيسي: أنني كنت مخطوبة من شاب قبله، تعلقت به كثيرا لكن لم تستمر خطبتي بسبب الفحوصات الطبية التي أظهرت وجود مرض وراثي يحول دون زواجنا، ولن تتخيلوا الحزن الذي سكن قلبي حينما افترقنا على الرغم من أن الفترة لم تتجاوز الشهر، وعندما علمت بزواجه كانت صدمة صاعقة جعلتني أتهور وأندفع وأقبل بخطبتي من ابن عمي دون التمهل والتروي في تفكيري، لكن هاأنذا أدفع ثمن ذلك؛ فبعد شهرين من خطبتي شعرت أنني لا أكن له أية مشاعر، وبدأت مشكلتي مع نفسي بأني لست قادرة على حبه مع العلم بأنني بذلت جهدا كبيرا لأتقبله.
أشعر بأنه كلما كلمني على الهاتف أعد الثواني لكي تنتهي مكالمتي معه، وكثيرا ما أتجاهل اتصالاته ورسائله على الرغم من أنه يعيش في الخارج، تبعا لذلك يجب أن أكون على تلهف واشتياق إليه.. لكنني لا أشعر بهذه المشاعر نهائيا، مع العلم بأنني جلست معه بعد الخطبة حوالي عشرة أيام قبل أن يسافر، لعلها كانت غير كافية لأتعلق به، لكن أعطيت فرصة لنفسي فلا أريد التسرع في الحكم على مشاعري، وقررت أن أجعل الأيام تحكم بمشاعري تجاهه، وبعد ذلك تم عقد قراننا قانونيا.
لكن تبين لي أنني ازددت تمسكا بقراري داخليا بأن لا مجال لوجود مشاعر تجاهه، حتى أنني لا أتقبل وجودي معه في غرفة واحدة، وندمت على اللحظة التي وافقت بها على الارتباط به وواجهت أهلي بذلك وأنني لا أريده، فتلقيت ملومات كثيرة وكلاما قاسيا، مثل: لن تجدي إنسانا مثله، أنت الآن تعدين متزوجة قانونيا وسوف يكتب مطلقة، وما سيقوله الناس ومن سيطرق بابك مجددا.
لذلك تحولت مشكلتي إلى مصيبة وفكر يراودني كل يوم وكل ساعة كيف سأفسخ خطبتي منه؟
وبعد فترة شعر خطيبي ببرود مشاعري تجاهه فصارحني بشكل واضح وانفعالي بعض الشيء، فقال لي بصريح العبارة هل تريدينني؟ فشعرت بأنني عاجزة تماما عن الرد وتهربت من السؤال واختصر هو مكالمته بشكل حاد ثم عاود الاتصال بي واعتذر عما قاله.
لكن فيما بعد فكرت في كلام أهلي وقررت أن أكتب إيجابياته وسلبياته لعلها ترشدني إلى إجادة الصواب فرأيت بأن كفة الإيجابيات غلبت على السلبيات، وأحب أن أطلعكم على هذه السلبية وهي الشكل، فشكله عادي بالنسبة إلي وهذه السلبية جعلتني لا أرى كل المحاسن التي يتمتع بها.
أتعذب كثيرا، لا أشعر بطعم السعادة مع أنني يجب أن أكون في قمة الفرح لأن عرسي بعد أشهر، أتمنى أن أجد الجواب الشافي عندكم، وسؤالي: كيف أفكر بشكل صحيح وأعتبر الشكل صفة ثانوية؟ وهل أقرر الاستمرار معه أو فسخ الخطبة؟ وكيف سأواجهه هو وأهلي خصوصا أنه ابن عمي؟ وجزاكم الله خيرا
29/4/2025
رد المستشار
ابنتي
أصدقك جدا حين قلت: إنني ازددت تمسكا بقراري داخليا بأن لا مجال لوجود مشاعر تجاهه.
أنت قررت أنك لن تعطيه مشاعر، ربما لأنك أعطيت مشاعرك من قبل ثم صدمت، ربما لأن قرار الارتباط به كان بهدف محدد في نفسك وهو أن تثبتي لخطيبك السابق أنك قادرة على الزواج وبسرعة وأن هناك من يطلبك.
الخلاصة أنك في كل الأحوال لم تفكري إطلاقا في الزواج، هذه العلاقة المقدسة العظيمة بما يليق بها. ثم زدت الطين بلة وتركت نفسك ليتم العقد عليك... لماذا؟؟ وكان من الممكن أن تواجهي أهلك ليس برغبتك في الطلاق كما فعلت... بل بتأجيل العقد لأنك لم ترتبطي به أو تتعرفي عليه.
هل أنت إنسانة أنانية؟؟؟ ربما..
لقد فقدت خطيبك الأول الذي ظللت معه لمدة شهر لسبب خارج عن إرادته.. فهو لم يغدر بك.. ولم يأت أي تصرف به نذالة أو خسة.. على العكس يبدو أن أهلك هم من رفضوا إتمام الزواج حين اكتشفوا وجود مرض وراثي لدى هذا الشاب، وهو قرار مقبول جدا.. خصوصا أنكما لم تكن بينكما لا قصة حب ولا سنوات من الارتباط... القصة كلها كانت شهر.
على ما يبدو أنك توقعت أن ينهار هذا الشاب.. ويصبح غير قادر على الارتباط لمدة شهور وربما سنوات من الصدمة التي أصابته لأن زواجكما لن يتم، ولكنه شاب عادي وعاقل.. لم يستطع الارتباط بإنسانة فوجد غيرها تقبله وانتهى الأمر بالنسبة إليه، فأوجعك جدا قراره.. لماذا؟؟؟ لماذا لم تتقبلي زواجه وتتمني له الخير؟؟؟ ثم أضفت لشعورك بالصدمة الصاعقة مسؤولية إيلام شخص آخر.. كان صادقا وأمينا ونزيها وتقدم إليك..
قفي مع نفسك يا ابنتي وقفة عادلة.. أنت ترغبين في الزواج من ابن عمك، ولا تكرهينه.. ومشاعرك تجاهه إيجابية جدا، ولكنك فتاة مدللة، أو ربما رائعة الجمال واعتدت أن يأتيك الخطاب من كل اتجاه؛ فالشيء الوحيد الذي استوقفك هو هذه الجملة: "وما سيقوله الناس ومن سيطرق بابك مجددا، لذلك تحولت مشكلتي إلى مصيبة".
فأنت لا تجدينها مصيبة أن ترتبطي بشخص تكرهينه -هذا على حد قولك- ولكن المصيبة هي ماذا سيقول الناس ومن الذي سيتقدم إليك مرة أخرى!.
جاءتك الفرصة لتصارحيه بهدوء على الأقل لتطلبي منه تأجيل العرس حتى تعتادي عليه.. وتنسجمي معه، وأمامك سبب منطقي جدا وهو أنه يعيش في الخارج ولم تتعرفي عليه بما يكفي ليكون بينكما ارتباط بالمشاعر؛ لماذا صمتِ ولم تفتحي فمك بأي إشارة أو معنى؟ لماذا تركته يشعر بتأنيب الضمير بأنه تسبب في إزعاجك وإيلامك؟ وبدل الخوف من زواجك الذي سيتم بعد شهر كان بيدك تأجيله إلى زيارته القادمة بطريقة لطيفة خصوصا أنه هو من فتح باب الحديث.
وفي النهاية اكتشفت أنك لا ترين فيه أي محاسن لمجرد أن شكله عادي... ترى ما معنى الشكل العادي وغير العادي يا ابنتي؟؟؟ من في الكون شكله غير عادي؟؟؟؟ هل أنت شخصيا شكلك غير عادي... مبهر وفاتن وهذا كما قلت لك ما جعل لديك كمًّا من الأنانية لا بأس به.
ابن عمك شاب على حد قولك رائع وكله صفات إيجابية، ولا أنصحك بكل هذه الجفوة وسوء المعاملة؛ وإلا فقد تدفعين ثمنها يوما ولا تجدين من يعينك، وأمامك اختيار واضح ومحدد: أن تتزوجيه بعد أن تقفي مع نفسك وتؤنبيها على ما فعلت في حقه، وتستمتعي بميزاته الجميلة وبفرحة أهلك وأهله وهم في النهاية عائلة واحدة... أو أن تصري على تأجيل الزفاف وربما يدفعه هذا لأن يطلقك وتنتهي قصتك المحيرة، ولا تخافي يا ابنتي فالأيام تمر والناس تنسى.. وستعيشين وتتزوجين..ابنتي
واقرئي أيضًا:
خطيبي وتقلب مشاعري ماذا أفعل؟
زوجي الرائع.. لي معه مشكلتان
شكل خطيبي وأناقته ومظهره!