بداية لكم جميعا جزيل الشكر.... جزاكم الله خيرا، لقد بعثت برسالتي هذه من قبل، ولكن لم أتلق إجابة قاطعة ولذلك أعيد إرسالها مرة أخرى
دكتور... أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري تخرجت من سنتين ووقتها كنت إلى حد ما ملتزم بفضل الصحبة الصالحة....
ولكن لا أعلم ما الذي حدث فجأة... لا أدري كيف وقعت في براثن تلك العادة الذميمة المسماة العادة السرية.... الواقع يقول إني مداوم عليها منذ عام ونصف تقريبا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
منذ ذلك الحين وأنا في حالة نفسية سيئة جدا جدا... لا أتخيل أني بعد أن كنت أداوم على الصلاة في المسجد وأحفظ القرآن وأغض بصري ولا أتحدث مع فتاة أبدا أن يصل بي الحال لتلك الحال.... كنت أحلم بأخت ملتزمة فاضلة نكون سويا بيتا مسلما تغلف أركانه المودة والحب والالتزام بما أمر الله ورسوله...
ولكن الآن ضاعت هذه الأحلام وأصبحت حزينا محبطا كما تدهور أدائي في العمل... أحاول الابتعاد وأنا إن شاء الله أشعر أني قادر على ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى...
سؤالي... هل لي أن أتزوج؟؟ أم سيكون ذلك ظلم للأخت التي ربما أتزوجها خاصة أني أشعر بضعف على الجانب الصحي (الجنسي) وضعف ليس بالهين، أود أن أذكر أيضا أني الآن شبه قادر على البدء بمراسم الزواج من الناحية المادية
أرجوكم ساعدوني بالنصيحة؟؟ هل قابلت حضرتك يا دكتور مثل حالتي؟؟؟
هل استطاعت أن تنهض من جديد وأن تمارس حياتها من جديد؟؟ جزاكم الله خيرا مقدما
6/5/2025
رد المستشار
الأخ العزيز "أحمد" من المعروف أن العادة السرية ليست من مكارم الأخلاق وليست من الفضائل وقد اختلف فيها العلماء من الناحية الدينية فبعضهم حرمها وبعضهم أجازها بشروط في ظروف الضرورة حين يصعب الزواج أو حين الخيار بينها وبين الوقوع في الفاحشة.
وبعضهم وجد أنها من الأشياء المسكوت عنها خاصة وأنه لم يرد حديث صحيح فيها.
أما من الناحية الطبية:
فإن العادة السرية تصبح مشكلة إذا أخذت شكلا قهريا وسواسيا بحيث يداوم الإنسان على فعلها ولا يستطيع مقاومتها إذا أراد أو إذا كانت بشكل فيه إسراف شديد يؤدي إلى حالة من الإجهاد والتعب أو إذا أصبحت بديلا عن الطرق المشروعة لإخراج هذه الطاقة الجنسية التي أودعها الله في الإنسان لتدفعه للزواج والإنجاب وعمارة الحياة.
من كل ما سبق نستطيع القول بأنك ستقوم بجهد إيجابي لكي تمنع الإسراف في ممارستها ولكي تحفظ طاقتك للعمل والعبادة وتختزنها للزواج حين يتيسر إن شاء الله.
أما إذا كنت تحت ضغط شديد للرغبة وحدث ما حدث أو كنت بين خيارين أحدهما العادة السرية والآخر ارتكاب الفاحشة فإن العادة السرية هنا تعتبر أخف الضررين ولكن بشرط ألا تلجأ إليها كحل سهل وألا تستخدمها لاستثارة غرائزك أكثر وأكثر.
كما ننبهك إلا أنك تستنزف قوتك مرتين، المرة الأولى حين تسرف في ممارسة العادة السرية، والمرة الثانية حين تجلد ذاتك وتحقر من نفسك بعد ممارستها، لهذا يتوجب عليك السيطرة على هاتين القوتين الهدامتين إسرافك في الممارسة وجلدك لذاتك بعدها.
ومن هنا تبدأ من الآن في توزيع طاقاتك بحيث توجهها في مسارات إيجابية كالعبادة والعمل والتخطيط والإعداد للزواج وممارسة الرياضة البدنية والأنشطة الاجتماعية حتى لا تترك طاقة تتوجه بكاملها في اتجاه الغريزة الجنسية فتستنزف طاقتك بلا فائدة.
وهذه الحالة موجودة كثيرا لدى الشباب في هذه الأيام حيث يتأخر الزواج وتكثر المثيرات في كل مكان ولهذا أصبحت مشكلة ضاغطة على نسبة غير قليلة من الشباب.
وحين تصبح ممارسة العادة السرية فعلا قهريا لا يستطيع الإنسان التخلص منه أو مقاومته فإن ذلك يستوجب علاجا طبيا يساعد الشخص على التحكم ويخفف من ضغط هذه الغريزة الجامحة عليه.
واقرأ أيضًا:
العادة السرية بين الطب والدين (1-2)
العادة السرية وموقع مجانين
إدمان مواقع الإباحية والعادة السرية أيهما نعالج؟
العادة السرية برنامج إيقاف