السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
أنا شاب عندي 31 سنة، تعرفت على فتاة ذات خلق ودين ومواظبة على الصيام والصلاة في وقتها، ولكن للأسف أمي ترفضها لسبب واحد وهو أنها من محافظة أخرى، ونحن من محافظة أسوان، ولا نتزوج من خارج المحافظة أو العائلة أو البلد، مع العلم بأنني ارتبطت بهذه الفتاة منذ 7 سنوات ولكن أمي ترفض مبدأ الزواج من الخارج، ومع العلم بأنني صليت صلاة استخارة ليلة القدر قبل الماضية ووجدتها في المنام وكنت في ذلك اليوم قد ختمت بقدرة الله قراءة القرآن للمرة الثالثة وبعد ضغط من أمي قمت بخطبة فتاة لي بها صلة قرابة ومعرفة منذ 30 سنة وأكثر، وبعد خمسة أشهر فقط قمت بفسخ الخطوبة.
علمًا بأن خطيبتي تحبني حب جنون وأمي لها علاقة قوية جدا مع أهلها لمدة تزيد على أربعين سنة، ولكم أن تتصوروا مدى المشاكل التي تعرضت لها قبل فسخ الخطوبة وبعدها، مع العلم بأن الفتاة التي أحبها والداها متوفيان وأخوها الأكبر متزوج بمحافظة أخرى وأختها أيضا متزوجة، ولها أخ قد حصل على معهد ولا يعمل وكثير المشاكل مع أخته (حبيبتي) ودائما يطلب منها فلوسا وتضطر أن تعطيه بعد ضغط خوفا من بطشه؛ أي أنه لا يوجد لها أي أحد في الدنيا غير الله سبحانه وتعالى ثم أنا.
أرجوكم أفيدوني، هل أرضي أمي وأرجع إلى خطيبتي السابقة خوفا على صحتها وعلى العلاقة التي تهدمت بين العائلتين، مع العلم بأنها تحبني حب جنون، أم أحارب أمي وأضغط عليها حتى توافق على الزواج من زميلتي هذه؟
وأخيرا..
هل أرضي قلبي أم أرضي أمي؟
26/5/2025
أنا شاب عندي 31 سنة، تعرفت على فتاة ذات خلق ودين ومواظبة على الصيام والصلاة في وقتها، ولكن للأسف أمي ترفضها لسبب واحد وهو أنها من محافظة أخرى، ونحن من محافظة أسوان، ولا نتزوج من خارج المحافظة أو العائلة أو البلد، مع العلم بأنني ارتبطت بهذه الفتاة منذ 7 سنوات ولكن أمي ترفض مبدأ الزواج من الخارج، ومع العلم بأنني صليت صلاة استخارة ليلة القدر قبل الماضية ووجدتها في المنام وكنت في ذلك اليوم قد ختمت بقدرة الله قراءة القرآن للمرة الثالثة وبعد ضغط من أمي قمت بخطبة فتاة لي بها صلة قرابة ومعرفة منذ 30 سنة وأكثر، وبعد خمسة أشهر فقط قمت بفسخ الخطوبة.
علمًا بأن خطيبتي تحبني حب جنون وأمي لها علاقة قوية جدا مع أهلها لمدة تزيد على أربعين سنة، ولكم أن تتصوروا مدى المشاكل التي تعرضت لها قبل فسخ الخطوبة وبعدها، مع العلم بأن الفتاة التي أحبها والداها متوفيان وأخوها الأكبر متزوج بمحافظة أخرى وأختها أيضا متزوجة، ولها أخ قد حصل على معهد ولا يعمل وكثير المشاكل مع أخته (حبيبتي) ودائما يطلب منها فلوسا وتضطر أن تعطيه بعد ضغط خوفا من بطشه؛ أي أنه لا يوجد لها أي أحد في الدنيا غير الله سبحانه وتعالى ثم أنا.
أرجوكم أفيدوني، هل أرضي أمي وأرجع إلى خطيبتي السابقة خوفا على صحتها وعلى العلاقة التي تهدمت بين العائلتين، مع العلم بأنها تحبني حب جنون، أم أحارب أمي وأضغط عليها حتى توافق على الزواج من زميلتي هذه؟
وأخيرا..
هل أرضي قلبي أم أرضي أمي؟
26/5/2025
رد المستشار
حين نقوم بعمل تدريب في موضوع ما نتعرض للأسئلة من المتدربين، ولقد أدرك كل من يقوم بالتدريب أن هناك سؤالا نصفه بأنه سؤال خطأ؛ حين يكون طرحه للنقاش غير منطقي، أو حين يكون غير متناسق أو متناغم مع السياق السوي السليم، أو حين يتكون من جزأين لا يوجد بينهما رابط، فاسمح لي أن أقول لك إن سؤالك الأخير جمع بين الأسباب الثلاثة لذا فهو سؤال خطأ!
فلا صلة ولا علاقة منطقية بين الاختيارين في سؤالك الأخير، فلو ظلت الأعراف والتقاليد الاجتماعية محض اختراع ألفه البشر وتعاملوا معه على أنه يكاد يكون أمرًا إلهيًّا دون وقفات ضابطة ووقفات عادلة فعلى الدنيا السلام، ولا أسوأ عند الله عز وجل من صلاحيات يعطيها الله بأمر إلهي لبشر ويستخدمها في موضع الخطأ، فالله سبحانه وتعالى أعطى للأم مكانة عظيمة، وأقر لها وللأب منزلة خاصة تميزهم عن باقي البشر في حياة أبنائهم، ولكن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يستخدمها الآباء سوطا يجلدون به أبناءهم فيكون الأبناء أول المتضررين والحانقين، بل والكثير منهم يقع في محظور الخروج عن أمر البر بهما بسبب ذلك الاستخدام السيئ.
فالبر ليس مرادفا للطاعة العمياء الخرقاء ولكن معناه كما أراده الله سبحانه "الأدب" الجم في التعامل مع الأهل، ومعنى ذلك أنه يمكن للابن أن يقول: "لا".. ويخالف الأهل في أمر ما -خاصة إذا أوضح لهما أنه سيتحمل المسؤولية التامة عن اختياره- ولكن تبقى "طريقة" التعبير عن رفضه هي المحك الحقيقي والذي يحاسب عليه للدرجة التي تضعه تحت طائلة العقاب على كلمة "أف" إن قالها، أو إذا نظر للأهل نظرة غضب أو تجرؤ!.
فالأمر على المستوى العام يحتاج لكسر القواعد الاجتماعية التي لم ينزل الله بها من سلطان، وعلى مستواك الشخصي يحتاج منك قرارا جريئا دون الوقوع في فهم خاطئ للعقوق؛ لأنه غير صحيح، ولكن أمك حين ترى منك إصرارا مهذبا وتحملا حقيقيا لمسؤولية اختيارك ورغبتك في الحصول على رضاها سيخضع قلبها للحق، وستُعلي قيمة سعادتك على قيمة العرف والتقاليد؛ فالكرة في ملعبك كما يقولون، وإليك تلك النقاط لتعيها:
- تقرب من والدتك بمدخل الرجاء في الاستعانة بها على مشكلتك، وأنك تحتاج منها الوقوف بجانبك وليس ضدك، وأنك ليس لك سواها تعينك، وأنك بدونها حزين مكلوم.
- وضح لها برفق أنك حاولت من أجلها مرة أن ترتبط بمن أرادت ولكنك لم تستطع فلماذا لا تحاول هي من أجلك؟!
- أوضح لها كم تشتريك فتاتك وكم تصبر على رفض أمك لها وتحملها لمرورك بتجربة الارتباط بأخرى ومع ذلك انتظرتك وستنتظرك؛ فهي جديرة بالاحترام وجديرة بأن تحمل اسمك وتضع قلبك بين يديها لتحافظ عليه، ففتاة أخرى كان من الممكن أن تقاوم حبها لك وتضع كرامتها فوق كل اعتبار.
- ذكّرها بذكريات سعيدة ومواقف جيدة مرت بها مع أسرة فتاتك، فقد مر أربعون عاما على عشرتها معهم فمن المؤكد أن فيهم ما يمكنك إبرازه ولكن برفق ودون تحفز.
- تحدث معها برفق عن أن إصرارها في موضوع زواجك من فتاة معينة ليس له صلة بأوامر الله سبحانه.
- أخيرا إذا أصرت على رأيها فأوضح لها بحسم واضح ودون أن تتغير طريقة معاملتك لها أو ودك لها بأنك ستحترم رغبتها في عدم الزواج من تلك الفتاة ولكنك لن تتزوج ممن لا ترغب ولو دام ذلك شهورا وشهورا؛ لتثبت لها أنك جاد فعلا فيما تقول وأنك لن تتزوج إلا من فتاتك ولكن برضاها ومباركتها، فكثيرا ما يصر الأهل على موقفهم حين يرون من أبنائهم بعض الخنوع أو قابليتهم للضغط فيزدادون ضغطا للحصول عما يتصورونه أفضل.
- لا مانع من بعض "التمثيل" المشروع، وأقصد أن توضح لها بملامحك وتصرفاتك أنك حزين وتتألم فلا تأكل كثيرا ولا تضحك، ولا تشاركهم الحياة كما كنت من قبل.
- تخير بعض الأوقات المناسبة لمناقشة رفضها للزواج بمن تحب ومن تحبك لسنوات طويلة فائتة بموضوعية حتى تضعها أمام حديث العقل وأمام عذاب قلبك، خاصة مع عدم وجود مانع يخص الأخلاق أو الدين أو عدم معرفتها لها جيدا لأنها كلها من المعطيات الجيدة للزواج السعيد وليس العكس.
- الاستعانة بأحد الأقرباء أو الحكماء من عائلتك ليكون سندا لك في إقناعها، خاصة لو كان له مكانة وكلمة لديها.
- دعاء الله سبحانه وتعالى بأن يهدي قلب والدتك ويريها عذاب قلبك من أجل فتاتك، مع تعاملك اللطيف جدا معها لتستطيع أن تفكر في مناخ سليم فتقر بالحق وتقول في نفسها إنك نعم الابن البار رغم إصرارها على موقفها فتهدأ وتبارك زواجك من فتاتك بإذنه تعالى.
- أخيرا فكرة المقاومة والقدرة على اتخاذ قرار تقتنع به، وتنفيذه ليس جديدا عليك؛ فلقد قمت بذلك من قبل حين خضت مشاكل ومعارك لفسخ خطبتك، فلم لا تخوضها مرة أخرى للقرب من محبوبتك؟ ولكن تذكر بالأدب والرفق.
اقرأ أيضًا:
حائرة بين أمي وقلبي: رهان العمر
مابين أمي وحبي.. أين أنا؟
من أسرة صغيرة: أنا راغب، ووالدي يرفض
رفض الأهل ليس أهم الجوانب