أنا أبلغ من العمر 20 عاما وأحب شخصا حبا كبيرا، وهو يحبني أكثر بكثير، ومن بعد 7 سنوات من الحب الخالص تقدم لطلب يدي من أهلي، المشكلة أن أهلي لم يوافقوا عليه من دون مقابلة الشاب أصلا لمجرد معرفة اسم عائلته، فأنا من عائلة كبيرة وهو أيضا عائلته في وضع ممتاز، ولكن حصل في عائلته مشكلة من حوالي 30 سنة.. وهى قتل أحد أفراد عائلته لأحد من أفراد العائلة، ليس من أسرته نفسها، إنما من العائلة، يعني أعمامه أو ما شابه، وأنا في عائلتي ينظرون إلى نسب العائلة وليس إلى الشخص، لدرجة أن أبي لم يوافق على مقابلته لمجرد معرفة اسم عائلته.. على الرغم من أن الشاب محترم جدا وعلى خلق ولا ينقصه أي شيء ولا يعيبه أي عيب.
والمشكلة أنني لا أقدر على مواجهة أبي وأطلب منه أن يقابله فقط، أنا لا أقدر العيش مع إنسان غيره، ماذا أفعل مع أهلي؟ أرجوك ساعدني.
هوالآن سوف يحاول مرة أخرى مع أهلي و لكن ماذا نفعل لإقناعهم أنه ليس له ذنب فيما حصل، وأنه ليس له علاقة، وأنه مختلف؟ ولماذا يحمل ذنب عائلته؟ أخبروني كيف أتصرف؟ وما عليه هو أن يفعل؟
أنا محتاجة أن أعيش معه هو.. وأن أكمل حياتي معه.. وما رأي الدين بمثل هذه المواقف؟أنا سأموت من التفكير.. تعبت.. تعبت.. تعبت.. ولا أستطيع تحمل فكرة أن أعيش مع إنسان آخر غيره أبدا.
أتمنى الرد بسرعة.. فأنا أعيش حالة نفسية صعبة جدا.. وأريد حلا .
29/5/2025
رد المستشار
ابنتي..
أتمنى أكون قد فهمت الموضوع بطريقة صحيحة.. أنت تحبينه من 7 سنوات، وعمرك الآن 20 عاما؛ أي أن مشاعرك نحوه تفتحت مذ كنت في الثالثة عشرة. هذه ليست سن يقرر فيها الإنسان مصير حياته؛ لأنه شخصيا غير قادر على اتخاذ قرارات يتحمل مسؤوليتها، ليس عن عجز أو ضعف، بل لأسلوب التربية الخاطئ الذي يربي الأبناء إلى أن يقتربوا من العشرين وهم غير مقدري لمعنى المسؤولية والحرية وتحمل نتيجة اتخاذ القرار.
إذن يا ابنتي أنا أشك في قدرتك على الحكم الصحيح على هذا الشخص من هذا المنطلق.. فقد كنت صغيرة جدا.. وأنت الآن تحبينه، وعين المحب عن كل عيب كليلة، كما يقولون، أخشى ألا يكون بكل هذه المواصفات القياسية التي ذكرتيها عنه وأنه فعلا لا ينقصه أي شيء، فإن هذه الكلمة وهذه الشهادة تعتمد على عجزين وليس عجز واحد؛ عجز الخبرة المفقود بالسن الصغيرة، وعجز المنطق الموجود نتيجة للحب الجارف الكبير كما تصفينه.
هذا ما يحتاج إلى تفكير هادئ بروية لإعادة رؤية الشاب مرة أخرى، والتفكير في صفاته وخصاله؛ لأنني أتصور أن مهمة إقناع والديك بضرورة إعطاء الشاب فرصة أخرى ليست عسيرة إلى الحد الذي تتصورينه شريطة أن يكون الشاب فعلا لا يعوض.
أما وجهة نظر أهلك في تحميله مسؤولية تصرف إجرامي حدث قبل حتى أن يولد من أحد أفراد أسرته، فأنا لا أوافقهم عليهم "فلا تزر وازرة وزر أخرى" ولا يجوز محاسبة الإنسان على ما لم تقترف يداه، وقصة النسب واسم العائلة النظيف مهم جدا، ولكن واضح أن الجريمة وكل أفرادها خارج نطاق أسرته الصغيرة: الأب والأم والإخوة.. وهؤلاء هم الأشخاص الوحيدون الذين يضطر الإنسان أن يدفع ثمن تصرفاتهم أحيانا؛ لأن الناس عادة لا ترحم ولأن الأب أو الأخ يعيشون في نفسن المحضن الذي يتربى فيه الإنسان، وبالتالي أستطيع أن أتفهم الشكوك التي تثار حول التشابه بينهم في التفكير والأفعال.. أما والأمر ليس كذلك فأعتقد أن أي ذي رأي في أسرتك خال أو عم يستطيع أن يتحدث إلى والدك ليدحض فكرة أخذ الشاب بجريرة أحد أفراد عائلته؛ لأنه بالنسبة للشاب فلا هو ولا أسرته تشوبهم شائبة وأنت تصفينه بصفات حميدة وأخلاق عالية ودين وتقوى، إذن هذه ليست نقطة جوهرية لرفضه إطلاقا.
طبعا يا ابنتي عليه أن يقابل أهلك وأباك مرة واثنتين وثلاثة، ولا يمل من محاولة لقائه ليقنعه بنفسه وبأخلاقه فإن أباك يرفضه الآن وهو لا يعرفه.. وهذا يسهل على أبيك الأمور، لكن إن كان الشاب كما تصفين فإن تعرف والدك عليه وتعرف على أخلاقه ودينه بالتأكيد سيجعله ذلك يفكر مرة أخرى.
النقطة الأخيرة.. هو أن عليك دورا.. فأنت من أحبت.. وأنت من تريد أن تتزوج.. يجب عليك بكل أدب أن تتحدثي حتى إلى أمك لو لم تتجرئي على مواجهة أبيك وتشرحي لها ما تعرفينه عنه وعن أخلاقه ودينه والتزامه، وتناقشيها في قضية القتل هذه، وأنه من غير المقبول أن يصبح تصرف أهوج لشخص يحمل نفس اسم عائلته عقبة في طريق حياته الكريمة؛ لأنه إن كان الأمر كذلك لأغلقت مصانع السويدي أبوابها لمجرد أن أحد أفراد العائلة قتل زوجته وسكرتيره ونفسه في لحظة جنون.
الإنسان يا ابنتي مسؤول عن تصرفاته هو فقط.. لكن أهم ما في الموضوع أن يكون اختيارك صحيحا ويكون فعلا كما تتصورين، فإن صغر سنك عند الارتباط به هو ما أقلقني وليس مشكلة عائلته.
وفقك الله للخير يا ابنتي.
واقرئي أيضًا:
القصة المكررة: تحبه وأهلها يرفضون!
نريد شرع الله والأهل يرفضون: ما العمل؟
رفض الأهل لا يبرر الزواج سرا!
تعجبني وأهلها يرفضون: حاول مجددا!