وساوس كثيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجوكم أن تساعدوني فأنا في عذاب بسبب الوساوس، لدي وساوس في الصلاة - مخارج الحروف - ووساوس في الوضوء، الطهارة، وساوس التكفير ووساوس الامتهان والاستهزاء ووساوس الحلال والحرام ووساوس مخارج الحروف في القرآن وفي أي كلام ديني في خارج الصلاة، ووساوس مسح شاشة الهاتف كل لحظة أقرأ فيها اسم الله فيه وعلى الشاشة شيء من الغبار أو ذرة غبار أو ذرة شيء ما، أو عرق جامد إلخ.. وغيرها من الوساوس.
وأطلب منكم أن تساعدوني في أمر وهو أنه لدي نخامة. - أعزكم الله - منذ سنوات تنزل من الأنف إلى الحلق، دائما طوال اليوم، وحتى عندما لا تنزل أشعر بأنها موجودة وواقفة في حلقي، وكنت أبلعها بشكل عادي لأن مشقة إخراجها كبيرة، وهي بيضاء أو شفافة اللون وتعودت عليها وعلى بلعها عند بلع الريق،
وقبل فترة قرأت أنها مضرة بالجهاز الهضمي وبالأخص المعدة، وأنا لدي التهاب في المعدة وتؤلمني عند أكل ما يضرها أو تكون لدي حرقة فيها، ولما عرفت هذا أصبحت خائفة من أن يكون بلعها بالنسبة لي معصية، فإخراجها فيه مشقة كبيرة ويجب أن يتم إصدار صوت معين لإخراج التي يمكن إخراجها - لأنها على نوعين،التي تنزل ويمكن إخراجها بإصدار ذلك الصوت والتي لا تخرج وتظل في الحلق أو تنزل إلى الحلق وإلى المعدة ولا يمكن إخراجها - وذلك الصوت عالٍ جدا، لعلكم عرفتكم كيف هو، وسيسمعني كل من في البيت والجيران في الأسفل (إذا كنت في الغرفة).
وأصبحت خائفة عند قراءة أي شيء ديني وذلك الشيء ينزل إلى حلقي وأبتلعه، فأفعل حركات حبس النفس وإمساك للفم حتى أكمل قراءة الكلمة وأبكي وبسبب أنه لدي وسواس مسح الهاتف من الذرات وما يعلق بالشاشة من إدام أو شيء آخر عند قراءة ما فيه اسم الله - وأغلب المنشورات في المواقع والكتب لدي يكون فيها ذكر الله كالسلام وأو الذكر أو الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام أو مواضيع دينية أو كتب دينية، فإني أكرر قراءة الألفاظ المذكورة سابقا بصعوبة ويأخذ الأمر أحيانا دقائق مثلا؛ لقراءة التسبيح فقط - بالعينين - وأظل في المنشور أو الصفحة الواحدة وقتا طويلا،
وأصعب شيء هو الصلاة، أحيانا أنهي الصلاة في قرابة الساعة، لأنني أقضي وقتا قبل أن أبدأها أبتلع النخامة لكي لا أفعل في الصلاة، لكن مع ذلك تأتيني في الصلاة وأبتلعها فأتوقف عن القراءة لأستغفر في نفسي (لو كنت أقرأ أو أسبح أو في التشهد)، وأثناء القراءة عندما لا أريد بلع الريق يجتمع في فمي إلى أن يخرج منه وأوسوس وأمسحه بملابسي لكيلا يدخل مجددا إلى الفم وأبتلعه فتبطل الصلاة.
وتركت سنن الصلاة لهذا الأمر وأخرجت الكثير من الصلوات عن وقتها لهذا الأمر
أرشدوني جزاكم الله خيرا
22/5/2025
رد المستشار
الابنة المتصفحة الفاضلة "سناء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك وإن شاء الله متابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
في البداية نشكرك على هذا الوصف المتقن لبعض من معاناتك، لتتشكل عندنا صورة كاملة لما نسميه وسواس الذنب التعمق القهري و.ذ.ت.ق وتكون وساوس العبادات ضمن هذا العَرْض مختلفة عن تلك التي قد تصاحب أيا من عروض اضطراب الوسواس القهري في شدتها وفي ضعف قدرة المريض على الاقتناع بالرخص والأخذ بها، ومما تجدر الإشارة إليه بداية أيضًا أنك لم تشيري من قريب ولا بعيد إلى محاولات علاج لا للوسواس ولا حتى للنخامة!
حياك الله وعافاك تقولين (وساوس في الصلاة - مخارج الحروف - ووساوس في الوضوء، الطهارة، وساوس التكفير ووساوس الامتهان والاستهزاء ووساوس الحلال والحرام ووساوس مخارج الحروف في القرآن وفي أي كلام ديني في خارج الصلاة، ووساوس مسح شاشة الهاتف كل لحظة أقرأ فيها اسم الله فيه وعلى الشاشة شيء من الغبار أو ذرة غبار أو ذرة شيء ما، أو عرق جامد إلخ.. وغيرها من الوساوس) كل هذا!! لكن يبدو أن كل هذا ليس مهما لك الآن (لأنه يتم التعامل معه بما نسميه التعايش الضار مع الوسواس إما بأن تستسلمي لقيوده أو تتحايلي عليها بشكل أو بآخر لتتمكني من العيش....) كل هذا ليس مهما (وأطلب منكم أن تساعدوني في أمر وهو أنه لدي نخامة) نخامة؟!! منذ متى ومجانين يجيب على استشارات أمراض الأنف والأذن والحنجرة؟ النخامة المزمنة هي غالبا نتيجة حساسية مزمنة في الجهاز التنفسي وتكون كما وصفت بيضاء أو شفافة اللون وليست هي النخامة الضارة التي تقولين إنك قرأت عنها، بل الضارة ربما هي التي تصاحب العدوى والالتهاب وتكون ملونة في الأغلب... وليس لدي العلم بمعدل انتشار هذا العرض في بلادنا لكنني شخصيا أعاني من الحساسية المزمنة ولدي نخامة منذ 40 عاما وأبتلع لها مضاد الحساسية يوميا ولم تختفي ولم أفكر يوما أنها قد تؤثر على عبادتي.
المشكلة إذن ليست في النخامة وإنما في فقهك الوسواسي الخاص بك متمثلا في قيود واشتراطات فرضتها على نفسك ما أنزل الله بها من سلطان تحاولين جاهدة الالتزام بها، فتنجحين وتفشلين وتخفقين فتتوقفين عن القراءة وتستغفرين! ممَّ تستغفرين؟ أممَّ لا تحبين ولا دفعا له تملكين؟! أي أنه الاحتراز منه غير ممكن.
تقولين أيضًا ما يقلق بشأن فرط الوعي الحسي الجسدي (منذ سنوات تنزل من الأنف إلى الحلق، دائما طوال اليوم، وحتى عندما لا تنزل أشعر بأنها موجودة وواقفة في حلقي)... هذا إن لم تتوقفي عن مراقبة ومراجعة واستشعار أحاسيسك بما نزل من النخامة وما لم ينول فإنك تضعين نفسك في خانة الوسوسة الحسية الجسدية دون داعٍ يذكر مع الأسف.
تقولين (لدي التهاب في المعدة وتؤلمني عند أكل ما يضرها أو تكون لدي حرقة فيها) نخمن أنها بسبب التوتر وما يسميه الزملاء بالمعدة العصبية، وتكملين (لما عرفت هذا أصبحت خائفة من أن يكون بلعها بالنسبة لي معصية)... ابتلاع النخامة الضارة معصية ياللورع المفرط! كيف لشيء لا يمكن الاحتراز منه أن يكون معصية حاشا لله يا شيخة حرام عليك!
نأتي بعد ذلك إلى الوصف العلمي المرتب لأنواع النخامة (إخراجها فيه مشقة كبيرة ويجب أن يتم إصدار صوت معين لإخراج التي يمكن إخراجها - لأنها على نوعين)... إلخ.... الحقيقة أن الفرق غالبا ما يكمن في مستوى السيولة فكلما زادت السيولة سهل إخراج النخامة، وشرب السوائل بكثرة يفيد جدا في زيادة السيولة إضافة إلى بعض مذيبات المخاط التي يصفها الطبيب.... شكرا على الوصف وعلك تتبعين النصيحة... بأن تعودي لـ(بلعها عند بلع الريق) أو بالأحرى بلعها مع الريق (وتصبح في حكمه) وكفي عن محاولة تحسس وجودها من عدمه ما استطعت من فضلك.
ثم نأتي بعد ذلك للعبادة تقولين (أصبحت خائفة عند قراءة أي شيء ديني وذلك الشيء ينزل إلى حلقي وأبتلعه، فأفعل حركات حبس النفس وإمساك للفم حتى أكمل قراءة الكلمة) من أين جئت بأن ما تفعلينه واجب؟؟! أو حتى فعل صحيح؟! يعني إذا كان ابتلاع ما لا يمكن الاحتراز منه لا يفطر بسببه الصائم في رمضان وغير رمضان؟ كيف تفسد به التلاوة أو الصلاة بأقوالها وأفعالها؟! وقد قال الإمام النووي في المجموع: ابْتِلَاعُ الرِّيقِ لَا يُفْطِرُ بِالْإِجْمَاعِ إذَا كَانَ عَلَى الْعَادَةِ؛ لِأَنَّهُ يَعْسُرُ الِاحْتِرَازُ مِنْهُ، طيب هذا في الصيام ماذا عن الصلاة؟!
أيضًا ما يصعب الاحتراز منه لا يفسد الصلاة فابتلاع الريق لا يعد أكلا ولا شربا جاء في المغني: وإن بقي بين أسنانه، أو في فيه من بقايا الطعام يسير يجري به الريق، فابتلعه، لم تفسد صلاته، لأنه لا يمكن الاحتراز منه. انتهى. كما جاء في حاشية إعانة الطالبين متحدثا عن ابتلاع النخامة: وعليه، لو كان في الصلاة وحصل له ذلك لم تبطل به صلاته ولا صومه إذا ابتلع ريقه. انتهى.
إذن من أين جئت بمثل هذا الحكم إلا أن يكون فقه "سناء" الخاص بها جدا؟! أعرف أن الدافع هو التأدب أثناء، والإجلالُ لكل ما هو ديني، لكن المشكلة يا ابنتي أنها اشتراطات لا إنسانية يعجز الإنسان عن اتباعها إلا معذبا محروما من لذة العبادة، وفي آخرها إن لم يكن معها تأتي الوساوس الكفرية والتشكيكية! أليس هذا ما بنفسك تلمسين؟!
ثم نأتي إلى وسواس مسح الهاتف من الذرات وما يعلق بالشاشة من إدام أو شيء آخر عند قراءة ما فيه اسم الله – وهو شكل جديد من أشكال وسواس الخوف من إهانة الأسماء المقدسة مثلما في حالة سواس الكفرية: إهانة المقدس والألعاب الإلكترونية وليس عليك إلا الكف عن هذا الفعل حفظا للعقل وللنفس إن استطعت.
أخيرا لا تنشغلي قدر إمكانك بالنخامة فلا أثر لها على العبادة التي أفسدتها على نفسك بفقهك الوسواسي المتعمق، ثم أنت بحاجة إلى طبيب مختص بالأنف والأذن والحنجرة (أو جراحة الرأس والرقبة -لا أعرف الأسماء في المغرب!) وبحاجة ماسة إلى طبيب ومعالج نفساني لاستكمال التشخيص والتخطيط للعلاج.
واقرئي أيضًا:
وساوس الوضوء والصلاة ع.س.م.د RCBT الوسواس القهري الديني7
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.