بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد... إخواني وأخواتي الأفاضل.... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أكتب إليكم بعد أن ضاقت علي الأرض بما رحبت......... ولكني أعلم جيدا أنه لا ملجأ من الله إلا إليه..... والحقيقة أني أرسلت لكم عدة مشكلات سابقة... في جوانب عديدة من حياتي... وأحكي لكم نبذة مختصرة قدر الإمكان عن حياتي وما بها من كثرة أحداث
نشأت في أسرة محترمة ولكن بها مشاكل عائلية... فأنا الأخت الكبرى لأخين أحدهما يصغرني بعام وهو مهندس متفوق يعمل في وظيفة مرموقة والآخر طالب في ثانوية عامة.... البداية هي... وجود مشكلات بين أبي وأمي وعدم تفاهم بينهما... ثم زواج أبي بزوجة أخرى... إحدى قريباته من الصعيد.... ثم سرعان ما كانت إصابته بالمرض اللعين ووفاته...... وفي أثناء هذه الأحداث تصاب أمي بمرض نفسي عضال.... ألا وهو الفصام (مرض الاضطهاد) وأنتم متخصصون وتعلمون ماذا يعني هذا المرض من معاناة للمحيطين بالمريض.... يموت أبي ويتركنا في معية الله مع أم مريضة بالاضطهاد... وما تسببه لنا من مشكلات عديدة مع كل المحيطين..... كل من كان قريبا ابتعد عنا خوفا مما تسببه أمي له من مشكلات في حياته... ولكنهم للأمانة... كانوا على صلة بنا من بعيد على قدر استطاعتهم... وجزاهم الله خيرا....
في أثناء هذه الأحداث أيضا... أخوض عدة تجارب من تجارب المراهقة... بالطبع بائت بالفشل لسذاجتي وقتها... ولكني كنت أحتاج لمن يسمعني ويفهمني ويحنو علي... ويعوضني حنان والدي الذي أفتقده وأمي التي تفتقده.... انتهت هذه التجارب الفاشلة... بارتباطي بابن عمتي.... الذي لم تحالفه الظروف بالارتباط بي... كنت أحبه وأعلم جيدا أني كنت أحبه... لأنه كان يفهمني ويقدرني ويسمعني ويحنو علي..... ويحافظ علي لأنه قبل كل شيء قريبي... وأنا لحمه ودمه كما كان يقول لي.... وقفت الدنيا في وجهه ووجهي.... لم يحالفه النجاح في دراسته.... ولم يستطيع أن يتقدم لي دون أن ينهي دراسته..... قررت أن أنهي علاقتي به.... لعلمه أنه ليس لي نصيب معه.... حيث أنني صليت استخارة عدة مرات... وكنت أجد نتيجة الاستخارة... عدة تعسرات في مشروع زواجنا... بجانب رؤى مخيفة تمنعني من الزواج به... كأني أرى والدي في الرؤيا ينهاني عن الزواج منه.....
سريعا وتقدم لي من كان يبدو كعريس لقطة... أهلي وافقوا عليه... ولكني لم أكن أرتاح إليه.... فهو لا يفهمني ولا يقدرني... حاولت أن أتقرب له بشتى الطرق وتنازلت كثيرا... إلى أن حدث بيننا بعض التنازلات..... التي ندمت عليها كثيرا واستغفرت الله كثيرا وأقسمت على نفسي ألا أعود إليها مرة أخرى....... ولكن النتيجة الطبيعية... فشل الخطبة بعد شهرين.... والحمد لله لأني علمت أني لن أرتاح معه مطلقا.... خرجت من هذه التجربة بانكسار شديد زاد على انكساراتي.... لم أجد إلا ابن عمتي.... ورجعت إليه مرة أخرى وقررت أن أنتظره مرة أخرى إلى أن ينتهي من دراسته..... وكنت أصلي الاستخارة... وتكررت الأحلام... وتكررت التعسرات.... لدرجة أني رأيت ابن عمتي في الرؤيا يقول لي إني لن أتزوجك... وقمت في اليوم التالي أقص له الرؤيا وأقول له ما أقلقني... هو تعجب بشدة وقال لي إنه ليس هو الذي رأيته في المنام... هو يريدني ويحتاج لي... ولن يتركني....... ازدادت التعسرات... وتعسر في دراسته مرة أخرى..... وقررت أن أقطع علاقتي به بلا رجعة لأني أيقنت أنه ليس لي نصيب معه.... حيث خشيت أن يتوفاني الله... أو يتوفاه...
بدأ ينتابني هذا الإحساس..... فقررت أن أجعله يكرهني.... لكي ينساني... لأني أعلم أني لن أستطيع أن أتزوج وقلب آخر مجروح يحبني ويبحث عني..... فعلت كل ما في وسعي لكي أجعله يكرهني وتركته....... وبعد ثلاثة أشهر من تركي له...... حدث ما كنت أخشاه، فقد توفي في حادث سيارة أليم.... عندما سمعت الخبر انتابني حالة عجيبة... كأني لست حزينة... بل أنا سعيدة لأن ما توقعته وأحسست به حدث.... سعيدة لأني لم أخطئ القرار في تركي له... حالة غريبة سرعان ما زالت... بشعور رهيب بندم على ما فعلته معه..... وعلى فقدي له...... وأيقنت أني لن أجد من يحبني مثلما أحبني هو..... شعور باليتم.... حيث إني لم أجد من يفهمني ويشعر بي غيره... لم أجد من يقدر قيمتي غيره... رحمه الله....
أعلم أن كل شيء قسمة ونصيب.... ولم يقدر لي الله أن يجمعني به في الدنيا... ربما لأني لا أستحقه... وهو يستحق من هي خيرا مني.... زوجة الجنة .......اللهم اغفر لي وله وارحمه واجعل مثواه الفردوس الأعلى..... في خلال الفترة السابقة بعد تخرجي... وأثناء هذه الأحداث السابقة... كنت قد التزمت دينيا أكثر... والتحقت بمعهد للدعوة والدراسات الإسلامية... وبعد وفاته بعدة أشهر قررت أن أرتدي النقاب... وبعد سنة من وفاته... قررت أن أتزوج من يناسبني بمعايير العقل والعاطفة المعروفة....
فقد أكرمني الله بعد نقابي...... بعدة عرسان كثيرين طرقوا باب بيتي.... كانوا يأتون عن طريق الوسطاء.... وكانت نيتي للزواج نية سليمة... ولكن ما لبثت إلا أن رأيت طبائع الرجال العجيبة...... ولله الحمد أني من عائلة محترمة... وأني وبفضل الله على قدر من الجمال والذكاء والثقافة وقد هداني الله وأعطاني الحكمة وخبرة الحياة في سن صغير... ومع ذلك لم أشترط الاشتراطات الصعبة في من يتقدم لي.... كثر منهم كان أقل مني في المستوى الثقافي والاجتماعي... وفي المظهر والشكل... ومع ذلك تجد منهم الحجج الواهية... منهم من يقول... إن أهله حذروه من المنقبات... ومنهم من يعيب في شكلي... ومنهم من يقول لا أريد أن أتزوج شيخة... وهم من الملتزمين الذين يؤدون الصلاة في المسجد....
أحسست بكره شديد للرجال... ولسلوكهم وأخلاقياتهم.... هم لا يملكون شيئا ويطلبون من لديها كل شيء.... ومع ذلك لم أيأس وأعلم أن الله قادر على كل شيء وأنه مجيب الدعاء.... والحمد لله زاد نشاطي... وأصبحت أعمل في أنشطة تطوعية تابعة لجمعيات أهلية وأحضر حلقات لحفظ القرآن... ذهبت لشيخ.... كي آخذ بكل الأسباب المتاحة... لعلي أعاني من سحر وما يشبه ذلك... وأعلم أن كل شيء بيد الله... وقال إني قد أعاني من أثر لحسد قديم... وفعلت ما كلفني به الشيخ... وكنت قد اشتركت بأحد مواقع الزواج... ومن بعد ذهابي للشيخ ...انهالت علي العروض من هذا الموقع... وكثير منهم من كان غير جاد..... إلى أن راسلني أحدهم... أحسست من كلامي معه بالجدية...... وأنا والله جادة وأحلم بالاستقرار... ولكن سرعان ما تحدث معي في المرة الثانية... بإمالة الكلام... بمعنى بدأ يبدي لي الكلام الجميل وكلام الحب... فقلت له إن هذا الكلام ليس بوقته.... ووقته بعد كتب الكتاب... فلم يعجبه كلامي وغضب وقال إنه لا يريد أن يحدثني وقلت له كما يحلو لك... ودعوت له بزوجه صالحة خيرا مني.... ثم في اليوم التالي وجدته يعتذر لي ويقول إنه احترمني وأني معي حق وأنه أخطأ في حقي واعتذر... ولكني كنت منفعلة وقتها كنت أقول له إنك ضايقتني بشدة بتصرفك هذا... أنا لم أخطئ بحقك لكي أرى منك ما فعلته... وجدته بدأ في الغضب مرة أخرى وقال إني يبدو أني لم أسامحه... ولكني سرعان ما توقفت وأخذت معه الكلام بهزار...... (فقد كانت لدي رغبة أكيدة في الزواج... خاصة بعد أن رأيت صورته وعلمت عنه أنه على قدر من التدين... فإنه يصلي الفجر ويقرأ القرآن ويصوم.... يفعل ما يفعله الملتزمون..... وهو أيضا رأى صورتي وأبدى إعجابه بي... وقال إني بي صفات شريكة حياته التي يحلم بها.... قال إنها بنفس ملامحي واسمي وأخلاقي)
من كلامه أحسست بجديته وعلمت أنه رومانسي وحساس جدا... وهذا ما سبب مشكلتي معه...... لأني أريد أن أتقي الله لا أريده أن يسمعني معسول الكلام لا يحل له هذا الآن... وكلما قلت له هذا ليس وقت لهذا الكلام... أقول له اصبر حتى نكتب الكتاب... وأقول له إن الله يعلم ما في قلبي ولكني أريد أن أتقيه.... يغضب ويترك الشات ويذهب... (مع العلم أنه كان يحدثني بالشات لتواجده بدولة عربية أخرى غير التي أعيش فيها وكان ينوي النزول خلال شهور قريبة).......
حقيقة أتعبتني حساسيته الزائدة هذه..... كل ما أقول له هذا الكلام... إني أريد أن أتقي الله... يقول لي إني لا أحبه وأن هناك شخصا آخر في حياتي ويذهب ويغلق غرفة الشات.... أتجرع مرارة ظلمه لي وعدم فهمه الصحيح أني أريد أن أتقي الله... وأقول إنه حساس وهذا عيبه وعلي أن أقبله بهذا العيب.... ولكنه بدأ يخطئ في عندما يسمعني معسول الكلام وأقول له اعمل كنترول على كلامك... يقول لي إنه زهق مني...... إلى هذا الحد توقفت.... حيث أني شعرت أني لا أستطيع أن أديم علاقتي على حساب تنازلات مني عديدة في كرامتي... وقررت أن أجبره على الاعتذار... حتى تسير بنا الحياة... لأنه طالما أنا التي أعتذر دائما (وأدادي كما ندادي الأطفال)..... فإني لن أحتمل هذا الوضع كثيرا....
تقابلت معه بالصدفة بعد يومين من هذا الموقف الذي قاله لي... انتظرت أن يبدأ بالسلام فلم يبدأ... ضحكت معه وبدأ بالسلام وقلت.... حتى لا تريد أن تقول السلام عليكم.... كان رده... لا.... قلت له إني أريد أن ارتبطت بإنسان متفاهم وملتزم..... قال لي إنه يرى أنه لن يسعدني وأني لن أسعده لأني لست برومانسية ولا حساسة... (مع أني كذلك)...
لم أجد ردا أقوله له إلا أني دعوت له بأن يرزق بالإنسانة الرومانسية التي تسعده... وقبل أن أنهي معه... قلت له إنه شخص هوائي ومتقلب المزاج.... كيف إنه يخبرني أنه يحبني وهو لا يقدر موقفي ويفهمني... كيف يحبني وفي نفس الوقت يجرحني.... قبل أن أتركه... كما حدث منه عدة مرات... وجدته يقول لي أن أعتذر له على اتهامي له بأنه هوائي... قلت له لن أعتذر له قبل أن يعتذر لي على ما صدر منه... قال... إنه هل لا يوجد في الدنيا غيري.... قلت له بل يوجد كثيرين.... كنت أردت أن أذهب وأتركه... قال لي قبل أن أمشي يجب ألا أنسى المواقف الجميلة التي كانت بيننا... ولكني قلت له السلام عليكم وذهبت...........
ثم أحسست بضيق شديد وبألم... بألم ظلم الناس... أنا أريد أن أتقي الله وهو وغيره لا يقدرون ذلك......... هل جزاء الالتزام هذه الإساءة.... هذا التجريح هذا الظلم... والله يعلم.... أني أعجبت به لأنه إنسان كما يبدو على قدر من الالتزام... رومانسي ورقيق وهذا ما شعرت به... وشعرت منه بجديته وأنه جاد في طلبه الارتباط بي.... فقد قلت له عدة مرات أني لا أريد أن أخسره وقد قال لي كذلك..... ولكن... وصل الأمر بيننا إلى ذلك... واصبحت في حالة نفسية سيئة للغاية........ بكيت كثيرا كثيرا........
ثم أرسلت له رسالة أخيرا حادة.... وقلت له إنك لا تعرف معنى الحب الذي تتكلم عنه... وحكيت له قصتي مع ابن عمتي وقلت له كيف كان يحبني وأنا كذلك كنت أحبه... وأخبرته أنه ظلمني ولم يفهمني ولم يقدر مشاعري ولم يصدق حسن نيتي معه.... وأني كنت بالفعل بدأت أن أحمل له مشاعر جميلة... ولكني ألتزم مع ربي... لا أريده أن يغضب علي... لا أريد أن أقابل نعمته بالمعصية... كنت أريد الله أن يبارك لي فيه.... لا أريد أن أتحدث بلين الكلام الذي نهاني الله عنه.... وأعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن اللسان يزني وأن الأذن تزني... ولا أريد أنا أن تزني أذني..... كل ما أريد أن أقوله الآن أني أشعر بحزن عميق على فشلي معه ......
كنت أريد أن تكتمل قصتي معه....... أنا أريد الاستقرار الذي يريده هو وحدثني عنه..... ولكني وجدت تناقضا في مشاعره كيف يقول إنه يحبني ثم إذا نبهته بالالتزام في كلامه يجرحني بالكلام هل أخطأت معه عندما أصررت أن يعتذر لي.... هل كان عليّ أن أقبل بعيبه وبحساسيته وأن أعامله كطفل كي أتزوجه... هل مطلوب مني أن أتحمل ردود فعله عندما أمنعه من الحديث في كلام الحب... لكي أحتفظ به.... مع العلم أن آخر حديثي معه كان بالأمس.... هل أطلب منه العفو والصفح... وإذا صفح عني وفاتحني في نفس كلام الحب هذا.... هل أمنعه مرة أخرى وأتحمل منه ما تحملت.....
أنا إنسانة منكسرة ....... أشعر بوحدة رهيبة... لم أجد من يفهمني... أريد أن أشعر بالاستقرار وبالتفاهم وبالأمان... تعبت من حياتي هذه والحمد لله على كل حال واللهم لا اعتراض.... أريد منكم أن تشاركوني همومي... أنا لا أستطيع أن أتحدث مع والدتي لظروفها ولا مع أي صديقة في ذلك... أنت تعلمون البشر وطبائعهم ونظرات الناس لمن هن في ظروفي وما حدثت بها من أحداث......
أنا متعبة جدا... حزينة جدا.... وحيدة جدا...... أرجو منكم مساعدتي... وأطلب منك الدعاء لي بأن يفرجها علي ربي... في الدنيا والآخرة... ويفرج همومي وكروبي وأزماتي وأحزاني المتوالية التي لا تنتهي.......
اللهم لا اعتراض والحمد لله على كل حال.
ملحوظة: أنا عمري الآن 26
23/5/2025
رد المستشار
المتصفحة العزيزة الفاضلة "حلا" أهلا وسهلا بك موقعنا مجانين ونشكرك على ثقتك وعلى دعواتك الكريمة، من الواضح أنك عانيت وقاسيت كثيرا جزاك الله خيرا على ما تحملت من ابتلاءات، لست أدري لماذا لم توضحي لنا موقف والدتك من الأطباء النفسانيين أو العلاج النفساني لأن علاج حالتها ممكن بفضل الله فهل طلبتموه من طبيب نفساني أم لا؟ هذا سؤال مهم يا أختي لأن استقرار حالتها يضمن أن تكون المنظومة الأسرية التي تعيشين ضمنها أكثر تماسكا واستقرارا وهو ما سينعكس بالتأكيد على علاقتك بأسرة من يرزقك الله بالزواج منه.
لست أدري لماذا أشعر أنك لا تأملين في تحسن حالة الوالدة؟ والتي يمكن في حال تناولها لما يلزمها من عقاقير يصفها لها الطبيب النفساني أن تقوم بدورها كاملا كأم خاصة وأن اضطرابها إن كان فعلا ما تصفين أي اضطراب الفصام Schizophrenic Disorder الذي يبدأ في سن متأخر بعد الخامسة والعشرين على الأقل هو غالبا من النوع الزوراني Paranoid Schizophrenia والذي لا يؤثر على معظم الوظائف المعرفية للإنسان، هذا إضافة إلى أن ما أصابها قد لا يكونُ فصاما أصلا وإنما مجرد اضطراب وهامي من النوع الاضطهادي Delusional Disorder, Persecutory Subtype والذي يكونُ محتوى الفكرة الوهامية فيه متعلقا برغبة الآخرين في إيذاء الشخص أو التخطيط لإيذائه أو مراقبته والتأثير في أفاعله بشكل أو بآخر، إثر ما اعتبرته خيانة من زوجها لها بالزواج من امرأة أخرى.
هذا إذن جزء من الموضوع أرى أنه أهم مساحة مما تبدين في رسالتك، وأما ما تبقى من تساؤلاتك فيبدو منه بوضوح أن لديك مشكلة مفاهيم، فكل البنات اللاتي يضعن أسماءهن على مواقع "أريد عريسا" وما شابه يتلقين مئات بل آلاف الطلبات للزواج، سواء ذهبت الواحدة منهن إلى شيخ ليفك لها حالها أو ذهبت إلى الأقصر لتلف حول الجعران كما يفعل الجهلة في معبد الكرنك في بلدنا المغيب مصر، لا علاقة بين براعة مولانا الذي استطاع أن يزيل أثر الحسد القديم وبين انهمار عروض الزواج عليك، وأحسب أن عليك أن تتعمقي أكثر في فهمك لما تؤمنين به -دون أن يتجاوز إيمانك الفهم السطحي أو مجرد الكلام- ألا وهو أن الزواج رزق في ذاته والرزق لا يطلب من غير الواحد الرزاق، وأن زيارة من يدعي العلم بالغيب حرام سواء كان يدعي فك العمل والسحر والحسد بالقرآن أو بغيره، في جميع الأحوال ليس مشروعا أن تفعلي ذلك، واقرئي في ذلك السحر والشياطين وأمة المساكين.
لديك كذلك كما أخمن والله أعلم مشكلة في ردود أفعالك في العلاقات البيْشخصية، فما أخمنه هو أن طريقتك في صد الشاب الأخير لم تكن متناسبة ربما مع الموقف أو كان من الممكن أن تضعي لها حدودا بطريقة أكثر لباقة مما حدث، تبدين متسرعة جدا في الحكم على الأمور، وإذا تجاوزنا عن مسألة أن العلاقة العاطفية الأخيرة حتى الآن في حياتك كانت علاقة إليكترونية ولنا على ذلك مآخذ كثيرة ليس الآن مجالها، لكن المهم هو أن تقييم ذلك الشخص من جانبك ليس حتى الآن تقييما واقعيا، فمثلا حين قلت أنه يصلي الفجر وقد علمت بعد ذلك أنه يعمل في الخليج -غالبا- وهو ما يعني أن عليه الاستيقاظ مبكرا ليكون في دوامه غالبا في السابعة صباحا، تخيلي أنني ضحكت من فرط طيبتك، فمعظم من يعملون في الخليج يستيقظون لصلاة الفجر وبعدها يجهزون للذهاب إلى أعمالهم، يعني بصراحة قد يكون الأمر غير ذي دلالة لتقفزي منه إلى الحكم بأنه شخص يفعل ما يفعله الملتزمون!
وأما إذا تأملنا موقفك معه على الشات فإننا نجد أن لديك ما يفهمه الشاب في الجهة الأخرى على أنه ضيق أفق ونفورٌ زائدٌ مما تحبه كل بنت! أي ما تسمينه أنت بالكلام المعسول، خاصة وأنه يأتي بعد ما يمكن أن نعتبره اتفاقا مبدئيا على الزواج، والشاب يريد أن يعيش رومانسيته على طريقته، أما أنت فرأسك وألف سيف ألا يحدث هذا إلا بعد كتب الكتاب، ويصل بك تشددك في الحكم عليه إلى درجة اعتباره زنا أستغفر الله العظيم، أنت بهذا الشكل تتشددين أكثر من اللازم، وكان من الأليق والأحوط مثلا أن تخبريه بأنك إذا تكلم بهذا الشكل مرةً أخرى فإنك لن تردي على مثل هذا الكلام الجميل إلا بعد أن يكونَ حلالا لك من وجهة نظرك، بهذا الشكل تفسحين له المجال لكي يفضفض عن مشاعره وفي نفس الوقت لا تتورطين في استجابة قد تندمين عليها إذا لم يكتمل مشروعكما بالزواج.
أما فيما يتعلق بعلاقة عبر الإنترنت أيا كانت فأحسب أن قراءة الارتباطات التالية ستكون مفيدة لك:
لا حب عن طريق النت: فقه الإنترنت
علاقات الشات.. عبور للواقع من باب الخيال
الحب بالشات = واقع أقرب للخيال
زرقاء اليمامة تغرق في مستنقع الشات
بعد 20 سنة ما زلنا نحب على النت!
كلام الشات مدهون بزبدة!
باختصار يا ابنتي أنت تحتاجين إلى تصحيح عديدٍ من المفاهيم وهذا يستطيع القيام به الطبيب والمعالج النفساني، كما تفيدك قراءة كثيرٍ من المعروض على صفحتنا استشارات مجانين، وتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا:
تأخر الزواج: أكيد الخطأ فيّ!
تأخر الزواج: منطق الطير، وتجربة المواقع
تأخر الزواج: صوت عالٍ، وصدى أعلى
ملتزمة ولم يخطب بعد ممكن أقابله؟
حلم كل ملتزمة: الزواج من عمر
فوضى حياتنا: زواج، طلاق ملتزمة جدا