السلام عليكم
أنا امرأة تبلغ من العمر 27 سنة، وزوجي يبلغ من العمر 35 سنة، تزوجت من 6 سنوات تقريبا، بعد سنتين أو ثلاث من زواجي فقط تعرف زوجي على بنت سعودية عن طريق الإنترنت وكان عمرها في ذلك الوقت 21 سنة، وكان عمري وقتها 24 سنة، وهو ما زال على اتصال بها منذ سنتين، في البداية طلب من أختي التعرف عليها، وتدريجيا أخبر أختي برغبته في الزواج من السعودية. وكنت قد أنجبت ابني الأول، كنت ألاحظ عليه حركات غريبة وكأنما يخفي أمرا، وبعد فترة طويلة من التحقيق والسؤال عرفت أنه على علاقة بتلك الفتاة وقد نوى الزواج بها، وكانت أكبر صدمة بالنسبة لي؛ أن زوجي قد تعرف عليها من خلال الإنترنت، واختلى معها بالهاتف كالمراهقين!!.
فقد شعرت وقتها أنه يسحبني إلى مستنقع التيه والضلال، خاصة أننا أسرة محافظة وأكبر غايتنا تربية أبنائنا على الخلق والفضيلة، وإخراج رجال يسعون لرفع راية الدين وإعلائه من خلال شخصياتهم وأخلاقهم وإنجازاتهم، ولكنني فوجئت بأن زوجي قد بعد جدا عن هذا الهدف، وأصبح يسبح مع تلك الفتاة في عالم من الخيالات والغزل والحب، لكنه برر لي إعجابه بها بأنها صاحبة دين وخلق ويريد أن تكمل معنا مسيرتنا وتساعدنا في تحقيق هدفنا الذي اتفقنا عليه من البداية.
فما كان مني إلا أن وافقت على الفور ومن غير تردد، وطلبت منها أن يتزوجها في أقرب وقت، رغم الآلام الشديدة التي كانت تعتصر قلبي إلا أن حرصي على الحفاظ على زوجي من أن ينزلق في منحدرات الرذيلة كان أكبر من غيرتي، لذلك طلبت أن يتزوجا بسرعة؛ حتى تكون علاقتهما في إطار شرعي حلال.
ولكنه أخبرني بأن الزواج لا يمكن أن يتم في هذه الفترة؛ لأنها طالبة ويجب أن ينتظر ريثما تكمل دراستها وتستقر، وفي المقابل يجهز هو نفسه ويجمع ما يغطي تكاليف زواجه منها، علما بأنه غير ميسور الحال، ولا يملك حتى قطعة أرض تؤويه أو تؤويني، فنحن نسكن في منزل والدي وهو (أي والدي) يتكفل -حفظه الله- بالمصاريف الرئيسية للمنزل.
نرجع لموضوعنا: ثم اتفقت معه على أن يقطع الاتصال بها وأتكفل أنا بذلك، وأحاول أن أرتب لهم إجراءات الزواج، وعندما كلمتها في البداية وجدتها غاية في الطيبة ووجدت منها كل الود، وبدأت تعتذر مني بشدة، فانجذبت لها وأقبلت عليها بحب، ثم اتفقنا على أن نلتقي في المدينة المنورة حتى نتعرف على بعض عن قرب، ذهبت إلى هناك بشوق لكنني عندما رأيتها شعرت بقبضة في قلبي وأحسست من مظهرها أن كلامها بعيد كل البعد عن حقيقتها؛ فلا مظهرها ولا شخصيتها تتناسب مع كلامها الذي سمعته في الهاتف، مع ذلك لم أسمح لنفسي بأن أحكم عليها بسوء، وجلست أدعو في الحرم بحرقة بأن يلهمني الله الصواب ويحببني فيها إن كان فيها خير ويمسح الغيرة من قلبي.
عدت إلى دولتي وقد ذوي حبها من قلبي بعد أن شعرت أن صورتها اللامعة ما كانت إلا صورة مزيفة سرعان ما هوت وتمزقت، فاتفقت معها أن أقلص اتصالي معها إلى المناسبات فقط.
واستمر الحال هكذا سنتين، إلى أن وجدت بالصدفة وأنا جالسة مع زوجي رسالة وصلته عبر الهاتف وقد عرفت أنها منها، ولكنه أنكر بشدة وأخفى الرسالة، طلبت منه أن يحلف أن الرسالة لم تكن منها فحلف !! ولكن قلبي لم يصدق هذا الحلف فقد قرأت الرسالة بأم عيني، فما كان مني إلا أن أشعرته بالأمان في اليوم التالي وعرضت عليه مزيدا من المساعدة لزواجه فاعترف. مع العلم بأنني ومن بداية اكتشافي للأمر كنت أشرف بنفسي على جمع المبالغ لإتمام هذا الزواج، وقد أفردت له حسابا باسمي يضع فيه نصف راتبه استعدادا للزواج، وقد حرصت أن يكون باسمي حتى يصعب عليه أن يسحب منه ويهدر الأموال، ويشهد الله ويعلم زوجي أنني لم ألمس هذا المال، وكنت أحرص منه على تجميعه وأطلب منه أن يقتصد في صرفه، حتى لو ضغط علينا.
طبعا شعوري في هذا اليوم لا يوصف أبدا؛ فقد شعرت أنني فقدت الأمان معه وفقدت الثقة فيه، ولا أحب أن أطيل في وصف مشاعري لحظتها.. المهم هو طلب مني أن أكلمها كي أحدد معها موعدا نتقابل فيه معها وننهي الموضوع، وكلمتها وقد تغيرت لهجتي معها وطلبت منها أن ترتب لإجراءات الزواج، فلا يجوز أن تبقى علاقتهما أكثر من هذه الفترة حتى لا يغويهما الشيطان أكثر من ذلك!! وقتها وجدت بقايا ذلك القناع المزيف تتساقط أمامي حينما ردت علي بكل وقاحة بأنها لم ترتكب محرما، وأخذت تحلف الأيمان المغلظة أن كلامها معه كان عفيفا، كان عبارة عن محاضرات ومواعظ (اكتشفت فيما بعد أنها لا تعدو أبحاث من جوجل كوبي وبيست)، المهم والمحاضرات التي تتكلم عنها لم تكن أكثر من محاضرتين أو ثلاث، طبعا لا يعقل أن علاقة طالت بالسنين اقتصرت على محاضرتين أو ثلاث.
وسبحان الله اعترفت وسط توترها من غير أن تشعر بأنها كانت تغازله بلا حرج.. منتهى التدين!! المهم بدأت لهجتها هي معي تتغير بعد الاستكانة والاعتذار، بدأت تتهجم علي وتتهمني بانعدام الذوق وسوء الخلق، مع أنني ورغم ما بي من قهر لم أوجه لها أي وصف غير لائق، غير أنني أكدت لها بأن هذه العلاقة محرمة ولا يجوز أن تستمر من غير زواج، وهذا ما أغضبها!! وبدأ التحدي وأصبحت تقول لي: "حاولي تنسيه إياي لو تقدرين"، لا أعرف إذا كان الموضوع يحتاج مزيدا من التفصيل أم لا، فالقصة طويلة ويطول الحديث عنها.
في النهاية، هناك تساؤلات كثيرة احترت في إجابتها وخطوات كثيرة لا أعرف إن كان من صالحي اتخاذها أو لا:
1- كيف أحافظ على زوجي من هذه العلاقة المحرمة، وخاصة أن زواجهما يبدو لي صعبا جدا، وهي التي تضع العوائق والأعذار مع أنها أنهت دراستها من سنة أو سنتين؟
2- أنا أشعر أن زواجهما لا بد منه حتى يعرف كل منهما الآخر على حقيقته وتهوي أقنعة الزيف التي وضعوها لبعضهما، ولكن كيف؟
3- أخي غاضب مني وبشدة على أنني ما زلت متواصلة معها، ويتهمني بالضعف والغباء، ولكنني أتواصل معها لأن زوجي وعدني للمرة الثانية أنه يقطع اتصاله معها إذا اتصلت معها أنا وعلى طريقته، وذلك من حرصي على الحفاظ عليه من مواصلة الحرام، وخاصة أنه يسافر كثيرا بدوني وأخاف أن يصل معها إلى الفاحشة لا سمح الله وتقع أسرتنا في مستنقع آسن، ويعيش أولادي وسط العفن الخلقي والسلوكي.
أخي يقول: ما الذي يضمن لك أنه صادق في وعده؟ فأجيبه بأن حسبي ربي هو شهيد علي وأعلم بنيتي في الحفاظ على زوجي، وبذلك لن يكون لزوجي أي عذر في ارتكاب هذا الجرم.. هل تواصلي هذا صحيح أم هناك بديل آخر؟
4- هل صحيح أني أساهم معه في ترتيب الزواج أو لا؟ إذا كان لا، فما البديل الأفضل للحفاظ عليه وإعادته إلى جادة الصواب؟
ادعوا لي بالثبات، وبأن يوفقني الله ويوفق زوجي للحق ويرزقنا اتباعه، ويحمي أسرتنا الصغيرة من التفكك والانهيار، ويا ليتني أقدر على التواصل معكم بالإيميل، حتى أتواصل معكم بآخر التطورات وأستشيركم في كل خطوة.. جزاكم الله كل خير.
28/05/2025
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع.
لا أنكر بأن موقفك من زوجك الفاضل لا يخلو من الغرابة. من جهة أخرى المفهوم النفساني الذي يمكن حصر موقفك من زوجك هو الاستسلام الإيثاري، ونتائج الاستسلام الإيثاري على المدى القريب والبعيد كارثة نفسانية مهما كان التبرير، فانتبهي لذلك وكوني أكثر قوة وشجاعة في التعامل مع الزوج الفاضل.
الأمور التي تمرين بها مع زوجكِ وأسرتكِ تتطلب تفكيرًا عميقًا وعناية خاصة ويجب التركيز على الحديث مع زوجك بصراحة وهدوء عن مخاوفك وقلقك، مع التركيز على أن الحفاظ على العلاقة الزوجية مبني على الثقة والحلال. هناك الحاجة إلى التعاون على إيجاد أنشطة مشتركة وتقوية الروابط بينكما، وتذكيره دائماً بالتزامه الديني والأخلاقي.
علاقة زوجك بالمرأة الأخرى فقدت الكثير من الإثارة بسبب انعدام السرية أولا وبالتالي تشجيعك له على الزواج منها رغم أنه غير مؤهل نفسانيا للحفاظ على زوجتين. إذا كانت لديكِ نية حقيقية لإحداث تغيير، فالأفضل أن يتم ذلك بشكل رحيم وإرشاد زوجك إلى الصواب والتوقف عن سلوكيات صبيانية. في نفس الوقت لا أظن أن الآنسة الأخرى متحمسة فعلا للزواج منه لا بأس في إشراك العائلة أو أهل العلم لكي يوجهوا زوجك بشكل صحيح.
من الأفضل أن تقطعي تماماً أي اتصال بها، وتبتعدي عن أي وسيلة للحديث معها، فذلك يوفر عليكِ الكثير من الجهد ويدعم موقفكِ في حماية زوجكِ وعائلتك. إذا كان هناك حاجة لتحقيق مكاشفة نهائية، فليكن ذلك بوجود طرف ثالث موثوق فيه، أو من خلال جهة ذات خبرة في حل النزاعات الأسرية.
مشاركتك في ترتيب الزواج تظهر نيتك الصادقة في الإصلاح، ولكن يجب أن يكون ذلك ضمن إطار حدودي واضح؛ خاصة أن الأمر يخص حياة زوجك الشخصية. تركيزك فقط هو على استقرار العلاقة بينكم ولا تساهمي في أي مساعدة لتسهيل الزواج.
عملت الكثير على أن تحافظي على استقرار بيتكِ، والله سيحفظك ويرعاك، ولكن حان الوقت للتخلص من الاستسلام الإيثاري. وتابعينا دائما بالأخبار