السلام عليكم
أنا بنت عندي ٢٧ سنة مش عارفة أحدد نوع مشكلتي لكن أنا محجبة منذ سن تقريبا، ورغم أني فخورة جدًا بنفسي لاتخاذي هذه الخطوة، ولست مترددة في ذلك إطلاقًا، لكن الحقيقة هي أنني طوال حياتي أعرف نفسي كفتاة عادي بدون حجاب، كانت هويتي هي الفتاة ذات الشعر الأسود الطويل الجميل، لطالما كنت واثقة بنفسي،
الحمد لله أنا واثقة من حجابي، لكنني ما زلت أجد صعوبة في تغيير عقليتي، وألا أجعل قيمتي وهويتي مبنية على شيء واحد وهو مظهري.
أعلم أن هذا هو الهدف من كوني محجبة، وأنا فعليا لا أجد صعوبة في ارتدائه،
لكنني أشعر أنني لا أعرف نفسي به ماذا أفعل؟
27/06/2025
رد المستشار
الابنة السائلة
من أنا؟؟
تحديد هويتي على أي أساس يحصل؟؟
تتم برمجتنا بشكل مبكر جدا على تعظيم قيمة رأي الناس ورؤيتهم لأشكالنا وأفعالنا ومستوانا وسلوكنا الاجتماعي، فهذه «ذات الشعر الأسود»، وتلك «البدينة القصيرة»، وفي حادثة قريبة لاحقت مجموعة من الأمهات بالشتائم معلمة، وكان من ضمن الشتائم: يا «مسيحية، يا بنت الـ...»، وكأن كونها مسيحية هي وصمة أو نقيصة تعير بها!!
رغم أن الدين هو مثل لون البشرة وبقية الصفات الموروثة، وقلما يراجع أحدنا دينه، بينما في نظر الناس فإن مجرد الانتماء إلى دين معين كافي للحكم على الشخص سلبا أو إيجابا...
ورغم وضوح المعيار: "إِنَّ اللهَ تعالى لَا ينظرُ إلى صُوَرِكُمْ وَأمْوالِكُمْ، ولكنْ إِنَّما ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم"
فإن من يكررون ويحفظون هذا الكلام، ربما يفعلون على سبيل التبرك، بينما أحكام الناس على الناس محبوسة في الهيئات والثروات والسيارات والبراندات!!
والاختيار لك بين أن تختاري الانقياد لطريقة المجتمع فترتبك نظرتك لنفسك: بشعرك أو بالحجاب، وتشعرين بغياب «هويتك» القديمة، وتحاولين التكيف مع «هويتك» الجديدة تدريجيا، أو أنك ستغادرين هذا المسار كله بحثا عن ذاتك وجوهرك الجواني فهما وتطويرا ليكون هويتك الحقيقية.
ينفق الناس وقتا وجهدا ومالا في إصلاح وتزيين وتجميل أشكالهم وأجسادهم وأزيائهم، بينما يتركون عقولهم فارغة، وأرواحهم خاوية، وحياتهم بلا هدف ولا غاية ولا معنى!!
والاختيار لك...