أنا في حيرة كبيرة من أمري وأرجو النصح. أنا شاب مؤدب و(ابن ناس) والحمد لله، مقيم بالإمارات وأكسب عيشي بالحلال والحمد لله. تعرفت على فتاة مغربية تعيش في بلجيكا وتعمل هناك. تعرفنا بالإنترنت فتفاهمنا وأحببنا كل منا الآخر. والتقينا في المغرب بحضور أختها وعائلتي. ثم راحت تخبر أهلها المقيمين في المغرب عن نيتي المجيء لخطبتها.
ولكن أمها رفضتني رفضا تاما، لا لشيء إلا عنادا وعقابا لابنتها التي رفضت خاطبين من قبلي كانت الأم جد متحمسة لهما، نظرا لكونهما ميسوري الحال. وراحت الأم تروي للأب كيف أن البنت قابلتني في المغرب وقابلت عائلتي، وأن البنت أطاحت بكرامته أرضا حين قدمت لرؤية أهلي، فراح الأب بدوره يرفض هذا الزواج دون حتى أن يقابلني، متعللا بأنه لا يملك الجرأة ولا يريد أن يهين كرامته بأن يقبل تزويج ابنته لشخص كانت ذهبت إلى عائلته تعرض نفسها عليهم.
فلو أنهم رفضوني لأي سبب وجيه كنت تقبلت الوضع، ولكنهم يفتعلون الأسباب الواهية للعناد فقط. الآن يقولون لها إنها لو تزوجتني بالرغم من معارضتهم فسوف يتبرءون من بنوتهم لها إلى يوم الدين، وهي تقول إنهم قادرون على ذلك. أنا في حيرة من أمري.. هل أكون آثما إذا تزوجتها، وهل يكون زواجنا صحيحا بدون موافقة أبيها؟!
بماذا تنصحونني.. وجزاكم الله خيرا..
والسلام.
29/6/2025
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك لتحريك الحلال في رزقك وزواجك. لست أهلا للفتوى الشرعية لأشير في صحة الزواج دون موافقة والدها، برغم ما هو معروف أنه من الجائز شرعا للفتاة أن ترفع أمرها للقاضي كي يزوجها إن تعنت والدها في زواجها، ويكون القاضي وليها في العقد.
في صفحتنا نركز على الجوانب الاجتماعية أكثر من الشرعية كما تعلم بلا شك، وأقول لك رغم وجود منفذ لتحليل الزواج شرعا يبقى الأثر الاجتماعي لعدم موافقة والديها على الزواج والذي قد يلقي ظلاله على حياتكما وحياة أولادكما في المستقبل، فعليك أن تتحرى حل الخلاف معهما قبل اتخاذ قرار الزواج فالهدف من الزواج هو الاستقرار لا فتح جبهات للحرب لا داعي لها.
في البداية يجب أن تتأكد من انسجامك مع الفتاة على أرض الواقع، فالصورة من خلال التواصل البعيد لا تكون واضحة فقد تكتشف أن فتاتك تتمتع بنفس عناد والديها الذي يزعجك.
جرب أن تتعرف على والدها رغم رفضه لك كزوج لابنته، قابله بعيدا عن منزله وتحدث إليه كشخص عادي في الحياة لتكسب وده. يمكنك أن تذهب لزيارة أهلها ليتعرفوا عليك عن قرب، لعل الله أن يلقي محبتك في قلوبهم. ابعث الرسل من أهل الخير بينك وبين والديها لتتجنب ظلال غضبهما على حياتك. تلك كانت ثلاثة طرق جربها واجتهد في كل منها.
بعد اتخاذك كل الخطوات السابقة إن بقيت على رغبتك في الارتباط بها استخر رب العالمين وتوكل على الله، فكما ذكرت هي شخصية ناضجة مستقلة تعمل في بلد غير وطنها، فهي - لا شك - تعرف ما تريد، وتظهر الفئة العمرية التي اخترتها تمتعك بنضج يمكنكما من تحمل النتائج الاجتماعية لقراركما مهما كان.
وعجبي من الأهل الذين يعطلون حياة بناتهم ويتعنتون في قراراتهم في زمن عز فيه الراغبون والقادرون على الزواج بين الشباب.
واقرأ ايضًا:
رفض الأهل ليس أهم الجوانب!
نريد شرع الله والأهل يرفضون ما العمل
أحبها وتحبني وأهلها يرفضون!
حائر بين أهله وحبه رفض الأهل!