بسم الله الرحمن الرحيم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في البداية أتقدم بجزيل الشكر للقائمين على هذا الموقع القيم وجزاهم الله الخير.
أنا أكتب لكم اليوم لا لحل مشكلة... بل لتكون لها منفعة للجميع؛ فأنا أتمنى أن تنشر وتستفيد كل فتيات المسلمين منها، ويتم الاتعاظ بالغير.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عامًا جميلة مثقفة من عائلة محترمة... أهلي منحوني الثقة بحدود... وليس المفرطة... كنت أعيش حياتي بكل سعادة، سعيدة مع أسرتي متفوقة في دراستي... تبدأ قصتي قبل تسعة أعوام عندما أحببت شابًّا يكبرني بثلاث سنوات عن طريق أخته، وبعد إلحاح شديد منهما وافقت وبدأت رسائل؛ لأني كنت خوَّافة وخجولة وتطورت إلى اتصال بالهاتف، ولا أنكر أنه خلوق ومحترم وقصد الزواج مني، وهو لا يعمل وليس لديه شهادة حتى الثانوية.
المهم أني لم أسمح له بلمس شعرة مني، وهو كذلك لم يطلب ذلك... وثقتي فيه ثقة عمياء... والحمد الله. كانت لمدة 6 سنوات علاقة شريفة، وهو لا يعمل فيها، وليس لديه الحماس للعمل ولا للدراسة... كنت لا أرى هذا من عيوبه؛ لأني متيمة به.
في الثلاث السنوات الأخيرة شعرت أني أحبه أكثر جلست معه، حصلت بيننا بعض الأمور المحرمة... بكيت، وبكيت من خيانتي لوالدي، بكيت خوفًا من الله... ندمت ولكني كررتها مرة ومرتين وثلاثا… حتى مات ضميري. أصبحت أرى الأفلام المحرمة، أكذب على والدي للخروج، نزل معدلي الدراسي حتى إنني لم أستطع الالتحاق بالجامعة، لم أحقق أمل والدي فيّ.
ذهبت إلى العمرة على أن أدعو ربي وأستغفر وأتوب، لكن عدت بفاحشة أكبر، تطورت العلاقة، أي أنني تجردت من جميع ملابسي، وطلبت منه الزواج... طبعًا هو لا يعمل الحلال، هو إن تزوجني فسيكون زواجًا عرفيًّا... وحصل بعدها ما أفقدني عذريتي، بكيت بشدة وخفت أكثر من السابق، خفت أن أحمل في يوم من الأيام طفلاً في أحشائي.
دائمًا أقول لنفسي: ألا تخافين أن يتخلى عنك، طبعًا لا إنه يحبني... ماذا لو أن أهلك عرفوا أنك تجلسين معه؟ ماذا سوف يحدث؟ أكيد سوف أفقد والديّ، حاولت ألا أذهب إليه، لكنه رفض، وأصبح كل يوم يتصل ليجبرني على الذهاب، وإلا سوف يذهب لأخرى... طبعًا لا أريد أن تكون في حياته فتاة أخرى.
دائمًا يقول لي: لقد علمتني على شيء، وكنت مرتاحًا، والآن أنا في عذاب يجب أن أرتاح بأي شكل... طبعًا كانت تدور المشاكل، وبعد إصراره أضعف وأذهب إليه، وهو يرتاح وأنا أرجع أخجل من أن أرى والديّ.
أصبحت منطوية تعيسة لأبعد الحدود لم أتوقع يومًا أن يكون هذا مصيري. لا يعمل، ومتى ما أراد أذهب إليه. ما هذه العيشة الحيوانية... نعم عيشة حيوانية أشعر أني لا كرامة لي. سلب مني احترامي لنفسي وكرامتي وعفتي. وأكرر: إنه لا يعمل، وعندما عمل عملا يسيرًا تقدم إلى أهلي وعارضوا جدًّا، ولكني أصررت عليه فوافقوا على أن يكوِّن نفسه لمدة عام... وفعلاً مرَّ عام وعامان وثلاثة، ولم يكوِّن نفسه.
ابتدأت أنا أخطط له. أنا أجمع راتبه. أعمل هذا... اشترِ هذا... ثلاث سنوات… أتظنون هذا سهلا؟ فالرجل إذا لم يعمل فالمرأة لن تشعر أبدًا براحة البال؛ لأنها لن تشعر أن هناك من تعتمد عليه… من ترمي عليه حملها... من يستطيع أن يحمل مسؤوليتها. ليس هي فقط فغدًا ستصبح في مسؤوليته أسرة.
باختصار اكتشفت أنه إنسان يحبني جدًّا ويشعر بالراحة لي، وكنا متفاهمين ليس لأننا متفاهمين... لا لا لا؛ لأنني دائمة التنازل، والآن بعد طول السنوات هذه وبعد هذه المعاناة ماذا تتوقعون النهاية، هل تتوقعون أنه خان أو تركني؟ لا أبدًا، لا يستطيع، لأن ما فعلته معه لم تفعله أي مغفلة، لهذا لن يتركني، لكن بإرادتنا لا نستطيع أن نتزوج؛ لأن هناك مشاكل لا تحصى بيننا. أولها: عدم ثقته بي، وهذا أمر طبيعي. ثانيًا: أهلي يرفضونه؛ لأنهم لا يعرفون شيئا، ويرونه إنسانا لا يُعتمد عليه.
أنا أخاف من الحياة معه، يعني أنا من فتحت عيني على الدنيا وأنا في عذاب، وما تزوجت بعد، أعيش في عذاب، حرام ضيعت نفسي بعد كل هذه السنين، أفضل أن أعيش عانسا وألا أتزوج منه، أنا أحيانا أفكر بالانتحار لكن لو انتحرت سوف أدخل النار، أجلس وأكفر عن ذنوبي أحسن من أن أموت وأحمل ذنوبي، والزواج من غيره مستحيل، ماذا ستقولين لزوجك... تسع سنوات مع شخص آخر غير عذراء ما هذه الصورة الجميلة لزوجة المستقبل وهل هذه أم؟
أنا الآن أسأل كل فتاة هل ترضين هذا لنفسك؟ لماذا تشترين العذاب بدل الراحة لماذا لماذا؟ خلقك الله عزيزة مكرمة مصونة... ترضين أن تعيشي مهانة ذليلة حزينة تتمنين أن لم تكوني خلقت... هذا إذا ستر أمرك ولم تفضحي على رؤوس الخلاق؟ هل يستحق والداك الفضيحة؟ الحمد الله أن ترك لي هذه النعمة على الأقل منها حفظت كرامتي أمام الناس.
أنت أيتها الفتاة لماذا تركضين على العلاقات المحرمة للزواج؟ أقسم بالله أن صديقاتي كلهن تزوجن وهن لا يخرجن من منازلهن ولا يراهن شباب ويعشن أحسن حياة ورزقن بأولاد، وأنا… … … انظروا، لا أحد لي، من تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه.
على فكرة لا تظنوا أني ساذجة أو غبية حتى وصل بي المطاف إلى هذا... كلا، أنا لدي جميع الأشرطة التي تتكلم عن الفتاة عن الحجاب، قصص واقعية، لكن الإنسان لا يتوقع أنه سوف يكون بهذا الوضع؛ لأنه يتهاون بالأمور تدريجيا حتى تصل إلى هنا.
أنا أعتذر جدا عن طول رسالتي، ولكن والله النار والحيرة التي في صدري لا أريد أن يعيشها غيري،
وأرجو الاستفادة منها والدعاء لي بالستر والمغفرة، وجزاكم الله خيرا.
03/07/2025
رد المستشار
"صديقتي"
قبل تسعة أعوام كان سنك أربعة عشر سنة... ساذجة وقليلة الخبرة على أقل تقدير وتتوقين لقصة حب مع فارس أحلام يحقق لك السعادة والحب والأسرة... وهذا ما جعلك تنسين المبادئ والقيم والأخلاق وجعلك تخفين الحقيقة وتكذبين... هذه مشكلة متفشية في العالم عموما وفي العالم العربي خصوصا... الرغبة المجنونة العمياء في الحب والزواج والإنجاب... قصتك ليست نادرة للأسف وإنما معتادة إلى حد يثير الشفقة على مجتمعاتنا
ما حدث في الماضي يجب أن يبقى في الماضي... لا تنتظري أن يتحول هذا الكائن إلى رجل مسؤول وشهم... سيظل يتلاعب بك وبأهلك طوال الوقت... مجرد ذكر أنه لا يثق فيك دليل صارخ على التلاعب ومحاولة الفرار.
دعك من هذه القصة واقطعي علاقتك به ولا تبالي بأمر العذرية... هناك نسبة من الإناث يولدن بدون غشاء... البديل هو أن تتزوجيه لشهر أو عدة أشهر ثم تقومي بخلعه لمجرد التستر على موضوع العذرية.. لا أنصحك بهذا البديل.
أنصحك أن تكوني صادقة مع نفسك ومع الله وأن تتعلمي أن الحب لا يتطلب إهانة نفسك أو التخلي عن مبادئك... لم تخوني والدك وإنما خنت نفسك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرئي أيضا:
عالق في العلاقة! أستمر أم أتراجع؟!
الحب والجنس والخلط بينهما!
الأذن والعين.. أبواب الحب وآلامه