أبعث لكم بمشكلتي التي أتمنى من الله - عز وجل- أن أجد النصح منكم؛ فأنا امرأة متزوجة منذ فترة قريبة، وكنت والحمد لله سعيدة مع زوجي... ولكن في الفترة الأخيرة حدث أن زوجي كان متضايقا جدا، وحينما حاولتُ الاستفسار منه لم يخبرني بشيء، واستحلفتُه بالله أن يخبرني إن كان قد غضب منِّي، وما السبب حتى أتجنبه؛ فكرر أنه ليس هناك أي شيء من طرفي، ولكن غضبه استمر، وقاطعني لمدة أربعة أيام، بل وهجرني، وأصبح لا يأكل من أي طعام أعده، ولا ينام إلاَّ في غرفة منفصلة، ولا يكلمني، وأنا لا أعرف السبب، وكل يوم أصلي وأدعو الله، وأحاسب نفسي دون أن أجد سببًا، وتذكرتُ قول رسولنا الحبيب: إنه "لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث..."، واستعذتُ بالله من الشيطان، وذهبتُ إليه، وطلبتُ منه سببًا مقنعًا لما يفعله معي؛ فأعطاني أسبابًا واهية غير مقنعة، وأخبرتُه أنه حرام أن يهجرني بدون سبب، واعتذر إليَّ، وانتهتْ المشكلة.
واستمر الحال بخير إلى أن تكرر الأمر من جديد، وها هو ذا يقاطعني ويهجرني، والسبب أنه شتمني بكلمة، وأنا تضايقتُ وبكيتُ؛ فتضايق، وقال إنه يمزح فقط، واتهمني أني سريعة الغضب من أقل كلمة، وأخبرني أنه لا يريد أن يأكل في البيت، وها هو ذا يقاطعني من جديد مع أني لست مذنبة. فماذا أفعل؟ مع العلم أنني دائمًا أصالحه، حتى ولو لم أكن مذنبة. مع أنني رغم غضبه تذكرتُ الله، وذهبتُ إليه، وطلبتُ منه أن يحضر للغداء، ولْننسَ الأمر- بالرغم من أن في قلبي حزنًا شديدًا؛ حيث إنني لم أُخطئ.
أنا أخبرتُه سابقًا أنه لا يجوز له أن يهجرني ويقاطعني بدون سبب، وطلبتُ منه أن ينبهني إلى خطئي. ماذا أفعل؟ كيف أغير طبع المقاطعة بدون سبب؟
الرجاء إن أمكنكم النصح، فإني أحتاجه بالسرعة الممكنة؛ حيث إنني أعيش في حالة نفسية سيئة، نتيجة هذا التصرف المتكرر منه، ودون سبب.
وجزاكم الله خيرًا.
19/7/2025
رد المستشار
بياناتك ناقصة؛ فلم تذكري عمرك، ولا بلدك الأصلي، أو محل إقامتك، ولم تذكري مستواك التعليمي…
يا إخواننا الأفاضل، ويا أخواتنا الفضليات، نحن لم نضع هذه الخانات، ونطلب هذه البيانات عبثًا أو إثقالاً عليكم، بل تيسيرًا في تحديد ملامح مَنْ يتحدث معنا؛ فلا داعي لإرهاقنا بمزيد من الغموض حول شخصية السائل أو السائلة، حيث إن الغموض يضعف الإجابة. وأقول "بمزيد من الغموض"؛ لأن بعض الأسئلة التي تصلنا تكون في ذاتها بالفعل غامضة تشبه "الألغاز"، ومنها سؤالك؛ فليس معتادًا أو طبيعيًّا أن يقاطع الرجل امرأته، وأن لا يأكل معها، وأن يغاضبها بالشكل الذي تصفينه؛ على الأقل في بداية الزواج، وليس من الطبيعي أن يسبها دون سبب، ثم عندما تغضب يتهمها بأنها سريعة الغضب!
فهل المطلوب من الزوجة حين يسبها زوجها دون سبب أن "تزغرد"، وتطلب المزيد؟
إما أن هناك تفاصيل هامة لم تذكريها، أو أن زوجك شخص غير سوي يحب النكد، أو أنه لا يحبك أصلاً، أو… أو… هناك احتمالات متعددة، أنت وحدك تستطيعين اكتشاف أيها الأصوب، وتستطيعين اكتشاف طبع زوجك: ما يحبه وما يكرهه، وتستطيعين اكتشاف نفسك على محك العلاقة الزوجية التي تكشف للإنسان عن نفسه ما كان يجهله، وحين يحدث هذا الاكتشاف المزدوج تحاولين التواصل معه بوضوح، والتفاهم معه بصراحة، ومراعاة مشاعره، وإرسال رسائل مباشرة وغير مباشرة عما يضايقك، وينبغي أن يتعود هو عليه، ويساعد في تغييره برفق، كما تساعدينه على تغيير طباعه السالبة بنفس اللطف والرفق، وإرساء مبدأ المصارحة كخطوة أولى في حل المشكلات.
هذه هي طبيعة مسيرة الزواج في مناخ الود والرحمة اللذين يتيحانهما، أما الغموض، والتنافر والتناحر، والهجر دون سبب، والسباب، والبحث عمن ينبغي أن يعتذر أولاً، وإيلام الطرف الآخر بالتجاهل، وقتل رُوحه بسوء المعاشرة؛ فهذه هي الوصفة النموذجية للتعاسة الزوجية؛ فتأملي في نفسك وزوجك، واعملي على تجنب الفشل ما وسعك الجهد وتقوى الله في ذلك، والله معك يؤيدك ويعنيك؛ وإلا فإن الانفصال هو آخر الدواء لمن يكره ولا يطيق، ويسب بلا سبب، ويقاطع ويهجر… إلخ.
ونحن في انتظار وضوح أكثر حتى نعطيك إجابات أدق.