أنا متزوجة من قرابة العام وسعيدة للغاية، ولا توجد مشكلات بيني وبين زوجي الذي كان متزوجًا قبلي، وطلّق امرأته، وكذلك كنت وطُلقت.
والمشكلة أن والد زوجي ووالدته يريدانه أن يطلقني؛ بحجة أن والدي رجل فاسد، ولا يصلي، رغم أنني مؤمنة أصوم وأصلي والحمد لله، فهل تنصحوننا بالطلاق؟
19/7/2025
رد المستشار
الأخت الكريمة، سؤالك قرأناه بصعوبة؛ لأن لغتك الإنجليزية مكتوبة بتركيبة عربية، وعلى كل حال فإنه في حالة الزواج الذي لا يوافق عليه الأهل تختلف الآراء من الناحية الفقهية والاجتماعية، ولدى البعض ترجيح لعدم إتمام الزيجة إذا كان الأب والأم يرفضان لأسباب تقدح في الزوجة المنتظرة في دينها أو أسرتها؛ لأن الزواج ليس فقد علاقة بين شخصين.
ولكن النظرة تختلف إذا كان الزواج قد تم بالفعل، كما في حالتكما، فالطلاق شيء رهيب، ويؤذي الطرفين، وخاصة أنكما أنت وزوجك سعيدين، ولا يوجد سبب وجيه لنقض الزيجة، وهدم البيت، غير ما يتعلق بوالدك كما فهمت من رسالتك، ولكما تجارب سابقة ترشحكما إلى المزيد من التفاهم والتماسك في مواجهة عقبات الحياة.
وأنا أنصحك إذا كنت سعيدة معه بالفعل، أن تبذلي كل جهد ممكن في استرضاء أهله عسى أن يعرفوا أن السوء الذي يعرفونه عن والدك لم يمتد إليك، وأنه "لا تزر وازرة وزر أخرى"، وأنه يخلق من صلب الفاسد عالمًا، كما يقول المصريون في أمثالهم العامية، وعليك أن تستخدمي كل مهاراتك الشخصية والأنثوية في الحفاظ على بيتك الجديد، ولا بأس من بعض المبادرات والمفاجآت والمجاملات التي تؤكد معنى أنك متمسكة بهم ليكونوا أسرتك بدلا من والدك أو في مكانه ومكانته؛ فقولي هذا لوالد زوجك على الهاتف أو بأي طريق آخر، أريدك والدًا، وأثق بك، وزواجي من ولدك يحتاج إلى بركة موافقتك.
ومن ناحية أخرى، فإن عليك بشبكة النسوة التي تحيط بأم زوجك بغية التأثير عليها، فينقلن إليها أنك لا تذكرينها إلا بالخير، وأنك تتمنين موافقتها على الزيجة، وأنك تشعرين أنها بمنزلة أمك، كما تتمنين الحصول على فرصة لرعايتها كما ترعى الزوجة والدة زوجها، وهكذا... ولا طاعة للوالدين فيما لا منطق فيه ولا عقل، ولا شرع.
وعليك بإخوة زوجك وإخوانه، ويساعدك في ذلك زوجك بزيارة هذا الأخ، أو مجاملة هذه الأخت، مع ذكر أنك أنت التي تذكرت المناسبة -عيد ميلاد أو غيرها من المناسبات- وحرصت على تحية الأسرة والبر بها.
وعلى زوجك أن يدافع عن سعادته معك، ويقف أمام من يريد أن يهدم حياتكما بالصبر والأناة خصوصًا وأنهما الوالدان، وأن يشعرهما بالسعادة التي يعيش فيها، وأنك قد ملأت حياته بالخير والأمان.
أختي، إن صنائع الخير تأسر القلوب، والبشر قلوب ركبت فوقها أجسام فهل تعجزين عن كسب قلوبهم ناحيتك، إن رفض الوالدين يتحول إلى مباركة مع الصبر والإصرار وحسن المعاملة، وأنا واثق من نجاحك في هذا، ولن يكون طلاق بإذن الله.
واقرئي أيضًا:
أحبه وأهله يرفضون
أحب زوجتي.. وأهلي يرفضون عودتها