السلام عليكم
عمري 20 عامًا، وبدأتُ وظيفة جديدة في شركة مراكز اتصال قبل حوالي 9 أشهر. بطبيعتي، لستُ من النوع الذي يُكوّن صداقات كثيرة، ولكن عندما أقترب من شخص ما، نُصبح أصدقاء مقربين جدًا، وتكون دائرة معارفي ضيقة بشكل عام. لم يكن لديّ الكثير من الأصدقاء عندما بدأت العمل، ولكن كان لديّ بعض الأشخاص في صفي الجامعي الذين انضموا إلى نفس الشركة التي أعمل بها.
كان أحد هؤلاء الأشخاص زميلًا لي كان معي لمدة 3 سنوات في الجامعة، ولم نتفاعل مع بعضنا البعض من قبل، لكنني تعاملت معه في العمل على أساس أنه من نفس الصف، وكنا نعرف بعضنا البعض حتى من بعيد. في الواقع، أصبحنا أصدقاء مقربين جدًا وقضينا وقتًا طويلاً معًا. إنه شخص موثوق به للغاية، وأنا أقدره كثيرًا. لقد أصبح أحد أصدقائي المقربين.
بقينا قريبين جدًا لمدة 5 أشهر تقريبًا، وكانت الشركة بأكملها تعلم أننا أصدقاء، وكما يقولون، كان "قدوة لنا". فجأة، ودون أي مقدمات، وجدتُ أن سلوكه قد تغير معي، مع أنه عادةً ما يأتي ليخبرني بما يحدث له، سواءً كان جيدًا أم سيئًا. كان سيئًا، لكن هذه المرة لم يُكلّمني لفترة، وكنا مشغولين بالامتحانات والجامعة، فقررتُ مواجهته لأفهم إن كنتُ قد فعلتُ شيئًا أم أنه كان منزعجًا بشكل عام. قال لي إنه "ضغط عمل" ومشاكل في المنزل والجامعة والامتحانات، فغضبنا وانتهى الأمر. بعد فترة، وجدتُ أن أسلوبه غريب، بل أسوأ. بدأ يجلس مع أصدقاء آخرين ويتجاهلني تمامًا، رغم أنني واجهته، وهو يعلم أنني أشعر أن أسلوبه قد تغير.
واجهتُه مرة أخرى، لكن هذه المرة تفاقم الأمر وتحول إلى شجار كبير، وقطع علاقتي بهي لبضعة أسابيع، فذهبتُ وتحدثتُ معه وأخبرته بمدى تقديري له، وتصالحنا. بعد ذلك، وجدتُه يجلس مع فتاة يقول إنها "كأخت له". قلتُ: "لا مشكلة، يبدو أنهما سعيدان"، لكن الأمر بدا وكأنه قطع علاقته بي تمامًا وفعل نفس الأشياء التي اعتدنا فعلها معًا، لكن معها. قلتُ: ربما تحتاج إلى صديق، فالأمر طبيعي، لكنه عاد بعد فترة. أخبرني أنهما على علاقة منذ فترة، وأن الشركة بأكملها كانت تعلم، وأنه آخر من يعلم.
جلستُ هناك لا أفهم لماذا لم يكن من الصواب أن يأتي ويخبرني منذ البداية بما حدث، لأنني أخبرته مرارًا أنه إذا كان هناك شخص ما في حياته، فسيكون من الأفضل أن يخبرني لأنني سأحترم قراره وسأضع حدودًا. للأسف، تشاجرنا مرة أخرى، وبقينا وحدنا لمدة شهر دون أن نتحدث، وذهبنا إلى الجامعة، وتقابلنا في العمل، ولم يكن هناك أي تواصل حتى اتصلتُ به واعتذرتُ له، لأن الشجار الأخير كان بسبب خطأ مني، لأكون صادقةً.
لكن سؤالي هنا كان: ألا أستحق حتى تفسيرًا؟ لذا الحمد لله أننا تصالحنا وأنا وصديقته نأخذ الأمور ببساطة الآن والتعامل معه شخصيًا لا يزال متوترًا بعض الشيء لأننا تصالحنا مؤخرًا، ولكنني لا أعرف كيف أعتاد على الموقف ولا أعرف السبب أعني هل ستقبل فكرة أنه خطبها وكل هذا الوقت كنت أفكر أنني فعلت شيئًا أزعجه أم أن رد فعلي على الموقف نفسه غير ناضج من جانبي والمشكلة فيّ؟
أنا مرتبكة قليلاً لأنني لم أتفاعل كثيرًا مع الرجال في الماضي لذلك لا أعرف ما إذا كان هذا طبيعيًا ويحدث
أم أن هناك أي شيء يمكنني فعله لتسهيل الأمر على نفسي؟
28/7/2025
رد المستشار
مرحبا بكم "سها"
أولا أسئلتك في محلها، ومن الطبيعي أن تحدث توترات في بناء العلاقات وإنهائها، وما حدث معك أن الانسحاب والتغير حدث من الطرف الآخر وهذا يمكن أن يحدث، لكن كون الانسحاب يحدث بدون سبب أو موقف واضح بل وينعكس على تغير في المعاملة فأعتقد كما ذكرت هذا تصرف في حد ذاته غير ناضج بما فيه الكفاية ثم تفاجئين أن هناك مشروع ارتباط أو صداقة آخر لديه فهذا يشير إلى عدم الجدية والوضوح.
فإذا كانت العلاقة محل صداقة وزمالة فقط فربما يبتعد إنسان لكن أن يتغير ولا يوضح ويتحمل الابتعاد فهل هذا مشروع صداقة أو ارتباط محتمل يتسم بالجدية والاهتمام؟
الارتباك الذي لديك يعود لتحليلك الزائد في الأمور رغم أن الواقع قد يخبرك بالنتائج أفضل من تحليلك وحملك للهموم داخل رأسك.. فيمكنك ببساطة أن تصبري على طبيعة العلاقة الحالية وتنتظري بما سيخبرك به المستقبل القريب، تعاملي مع الزمن بهدوء وانتظار وتحمل للغموض الذي يظهر في التجارب الإنسانية.
كذلك مع تقليل التحليل من المهم تقليل أي تفاعل مثل فحص الهاتف والإشعارات لأن هذا يغذي انشغالك بالموضوع، ومع الوقت قد تهدأ الأمور داخلك وحينها قد ترين أن طبيعة العلاقة المجهدة وهي في بدايتها ليس الخيار الأنسب، ولكن دعينا ننتظر ونرى، فقط دون فعل شيء أو تحليل وتنبؤ. وإذا هناك شيء لتفعلينه فهو مواجهته، لأنها تقربك من الواقع، وإن كنت واجهته من قبل وتجاوبه معك وصل لمزيد من التوتر، فالوقت كفيل بالكشف عن أمور دون فعل شيء.
واقرئي أيضا:
فرط التعلق بالآخرين : توزيع الحب علاجا !
التعلق غير الآمن : وسع علاقاتك الاجتماعية !
التعلق Attachment
تقييم التعلق في الطفولة
التعلق Attachment
نفسي عاطفي: مشكلات التعلق Attachment Problems