مساء الخير
أنا بنت عندي ٢٠ سنةً، لا أعرف كيف أبدأ، لكننا عائلة محافظة. أمي تمنحنا حريتنا، لكن بحدود. والدي يعيش معنا، لكنه لا يعيش معنا، لا ينفق علينا ولا يعرف عنا شيئًا. ولتوضيح معنى الحياة أكثر، عندما يرانا بالصدفة في الشارع، يبدو وكأنه لا يعرفنا.
أمي تعتني بنا منذ عشر سنوات، مثلًا، أو أكثر. أحبها كثيرًا وأقلق عليها. لدي أخت تكبرني بست سنوات. علاقتنا كأي علاقة أخوة. عادةً ما نتشاجر ونتحدث، وهكذا. لم تخبرني أبدًا بأي شيء عنها. تقول لي إنني لا أعرف كيف أصغي، لكن مهما قلت لأمي، أخبرها حتى إذا كان هناك خطأ، يمكنها مواكبتها من البداية.
انضمت أختي، منذ زمن بعيد، إلى عالم تيليجرام لممارسة اللغة الإنجليزية في مجموعة حصلت عليها من فيسبوك. كل شيء على ما يرام. حتى الآن، تبقى مستيقظة حتى الرابعة صباحًا تتحدث عن.... الهاتف ولأن أمي وثقت بها لم تقل شيئًا ولكنها حذرتها عدة مرات على أي حال واليوم سمعتها تتحدث بالعربية العادية مع شاب، لقد صدمت لأنها كانت تقول لماذا إذا كنت ستستمر في الابتعاد طوال الوقت فلنكن أصدقاء ولا أعرف ماذا، لذلك اتصلت بأمي على WhatsApp وأخبرتها بما سمعته وهي المرة الأولى التي أرى فيها أختي تفعل هذا لأنها ترفض الزواج والحب ووفقًا لما قالته فهي تكره الرجال بشكل عام وكانت ترفض الخاطبين بأي شكل من الأشكال بحجة أنها لا تريد والدي وأشياء أخرى معنا والمكان الذي نقيم فيه ليس أفضل شيء.
كل هذه كانت أسباب رفضها لها ولهذا السبب فوجئت وأخبرت أمي على أي حال أنها اعترفت لأمي بأنها تحب شابًا من العراق بعد أن استمرت في المماطلة لفترة طويلة واحترامًا للبلد ولكن أمي لا تحبها ولا تفضل فكرة الزواج من شخص خارج مصر تعتقد أنه قد يضحك عليها وستسأل عنه كيف وأشياء من هذا القبيل أعني عندما يأتي إلى هنا مع عائلته حسنًا كيف نعرف أن هؤلاء أشخاص طيبون وكيف يفكرون ولديهم الحق في الخوف علينا؟ على أي حال، أختي متعلقة به حقًا، وعندما أخبرتها أمي أن تريها المحادثة بينهما، ظلت تماطل حتى حذفت الرسالة. ثم قالت إنها كانت رسالة منها للاعتراف بمشاعرها له ولا تريد أمي أن تقرأ هذا. اشتبهت أمي أنها تفعل شيئًا خاطئًا. على أي حال، أشعر أنني السبب. كانت أمي ستعرف عندما جاء إلى مصر.
لقد كانا يتحدثان لمدة عام أو عامين وأخبرها أنه يخطط للقدوم إلى مصر في نهاية العام. أعني، من يدري ما إذا كان سيأتي أم لا؟ يضحك عليها. إنها عمياء حقًا. تستمر في قول أن هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالحب وهذه المشاعر، وتحاول أمي إقناعها بأنه ليس جيدًا وأنه لن يفي بكلامه لأنه تحدث معها من قبل دون ذكر اسم العلاقة. هذه خطيئة. أنا خائفة حقًا من أن تتأثر أمي إذا حدث لها شيء. قد أخطئ حقًا على الرغم من أنني أبدو قويةً. حتى أختي أخبرتني أنه ليس لدي قلب. ولكن في الحقيقة، عائلتي هي أمي وأخي وأختي. أحبهم وأقلق عليهم.
أقول لهم دائمًا أن يصلوا ولا أريد أن يحدث أي شيء لأمي لأنني أشعر بالذنب لأنني من أخبرتها أنني أتمنى لو يعود الوقت بضع ساعات إلى الوراء وسأتظاهر بعدم سماع أي شيء. ولكن إذا حدث شيء لأختي، لا قدر الله، فلن أسامح نفسي لأنني ربما أكون قد لحقت بها. لا أعرف ماذا أفعل.
آسف إذا استغرقت وقتًا طويلاً، لكنني كنت بحاجة إلى التحدث عن مشاعري،
خاصة وأنني لا أملك أي أصدقاء.
02/08/2025
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
سلوك أختك الفاضلة ليس بغير الطبيعي في عالم اليوم سواء كان ذلك في العالم العربي أو غيره، والكثير من الزيجات تحصل عن طريق الاتصال عبر الإنترنت. كذلك هناك الأب الغائب و هذا ربما له دوره في تفسير موقفها.
موقفك معقد ومليء بالمشاعر المختلفة ولكن من الواضح أنك تشعرين بالقلق حيال عائلتك وتريدين الأفضل لأختك وأمك. حاولي أولا أن تفهمي موقف أختك بشكل أعمق قبل الحكم عليها. الحب والعلاقات العاطفية يمكن أن تكون معقدة، وقد يكون لديها أسباب مشروعة لشعورها الحالي. لا يوجد بديل لحوار مفتوح وصادق مع أختك، وأظهري لها أنك تهتمين وتريدين معرفة المزيد عن مشاعرها ووجهة نظرها دون حكم. قد يساعد هذا في تعزيز الثقة بينكما.
هناك أيضاً والدتك ولا بد من تقديم الدعم لها. إذا كانت هناك مخاوف حقيقية بشأن سلامة أختك أو صدق نوايا الشخص الذي تتحدث إليه، فيمكنك مساعدة والدتك في بحثها وتقييم الوضع. حاولي جمع معلومات إضافية حول الشخص الذي تتحدث عنه أختك. قد يساعد هذا في تهدئة بعض القلق ومعالجة المخاوف بشكل موضوعي.
تذكري أن الخوف والقلق طبيعيان، لكنهما يمكن أن يمنعا التواصل الفعال. حاولي أن توازني بين حرصك على أختك ودعمك لها خلال هذه الفترة. في نهاية الأمر على الإنسان أن يوازن بين الحرية والمسؤولية وهذا ما يجب أن تدركه الأخت الفاضلة.
وفقك الله
واقرئي أيضا:
حب الشات... ضحية جديدة على الأبواب
وما زالت أسئلة الحب من الأعماق