تحية تقدير واحترام
زوجتي تصغرني بأكثر من عشرة أعوام حيث تبلغ من العمر الآن 32سنة، جامعية تزوجتها منذ خمسة أعوام والحمد الله الحياة جمليةخاصة لأنني لا أبخل على زوجتي بأي من الناحية المادية وأيضا المعنوية وهي تقدر ذلك دائما خاصة أنها عاشت ظروف اجتماعية شديدة البؤس وعانت من زوج أم متسلط
لكن المشكلة التي اتضحت لي الآن أنها تكذب عليّ في أشياء تافهة جدا خاصة بالمصاريف والعجيب أنها تصر إصرارا شديدا وغريبا على أنها صادقة لكن أمام إصراري على معرفة الحقيقة تنهار وتعتذر وتبرر ذلك بالخوف مني.
فما هو تفسير ذلك وما علاجه؟
شكرا لكم
14/8/2025
رد المستشار
الأخ العزيز:
ذكرت في رسالتك أن زوجتك عاشت ظروفاً صعبة مع زوج أمها وفي مثل هذه الظروف الصعبة قد ينشأ ما يسمى بالكذب الاجتماعي أو الكذب الدفاعي. ففي الكذب الاجتماعي يكذب الشخص دون وعي بأهمية أو خطورة ما يفعله فهو قد تعود في وسط ما أن تسير الأمور ببعض الكذب حتى لا يواجه مشكلات مع من حوله، وكمثال للكذب الاجتماعي من ينكر وجوده في البيت أمام ضيف لا يحب استقباله أو أمام اتصال هاتفي لا يرغب في الرد عليه،
وهذا يعتبر من أكثر أنواع الكذب في حياتنا، أما النوع الآخر وهو الكذب الدفاعي فينشأ في ظروف من الخوف والقهر وعدم الأمان فيكذب الطفل أو تكذب الطفلة خوفاً من عقاب الكبار ، ويصبح هذا الكذب عادة لأن من يفعله يتوقع الخطر أو يتوقع الإيذاء حتى على أشياء بسيطة وأعتقد أن كذب زوجتك ربما ينتمي إلى النوع الدفاعي وفيه بعض سمات الكذب الاجتماعي، فهي كما قلت تكذب في أشياء بسيطة لا تستدعي أو تستحق الكذب ثم تعود تحت ضغط وتقول الحقيقة.
وعلى الرغم من أننا نعتبر الكذب من العيوب الكبيرة في الشخصية إلا أنه في مثل حالة زوجتك يمكننا أن نعطي بعض العذر نظراً لظروف حياتها الصعبة مع زوج أمها،
ولكننا في ذات الوقت نعطيها الإحساس بالأمان في حياتها الزوجية ونطلب منها أن تكف عن تلك العادة الذميمة التي اكتسبتها في ظروف خاصة وأن نذكرها دائماً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم حين سأل أيكون المسلم جباناً قال نعم فسأل مرة أخرى أيكون المسلم بخيلاً قال نعم فسأل مرة ثالثة أيكون المسلم كذاباً قال لا،
وهذا يعني أن الكذب عيب جسيم لا يصح أن يتصف به المسلم أو أي إنسان بوجه عام لأن الكذب من الصفات التي تفقد الثقة بالإنسان ومن الصفات التي تفرز صفات سلبية أخرى كثيرة ولهذا فعلى من ابتلي بأي نوع من هذه الأنواع من الكذب أو غيرها إن كان صادقاً ومخلصاً أن يحاول التخلص منها في أقرب فرصة وأنت ستمنحها الإحساس بالأمان حين تصدقك القول في كل صغيرة وكبيرة ستساعدها على التخلص من هذه العادة السيئة .
وفقكما الله لما فيه الخير.
واقرأ أيضًا:
الكذب والخوف الشديد
دهاليز الخيال: الكذب لهشاشة التكوين
أولاً الكذب وثانيا الكذب وليس ثالثًا فقط!
أكل هذا الكذب؟! وقهم واكتئابٌ ولا مشكلة!