الجماع بالعدد!!

رد المستشار

أعطاك الله الصحة والعافية ومتعك بقوتك فلقد تكررت الأسئلة عن أوضاع الجماع وطرقه وعدد مراته، وكأننا بصدد عملية ميكانيكية وبيولوجية بحتة، والأمر في حقيقته على خلاف ذلك، وأنت رجل متزوج منذ تسع سنوات وتعلم ذلك... فالجماع بين الرجل وزوجته يكون ذروة التعبير عن مشاعر الحب والتقدير والمودة والرحمة بين الزوجين حيث يحتاج الأمر إلى لغة إضافية بالإضافة إلى لغة نظرات الامتنان ولمسات الحنان وكلمات التقدير والحب، فيأتي الجماع ليعبر الزوجان بلغة مختلفة وممتعة عن المشاعر التي ربما عجزت اللغات الأخرى عن التعبير عنها وكلما أحب الزوجان بعضهما وارتقت لغة القلوب والعيون بينهما أحسا بالحاجة ذلك...
 
وكما أقول دائماً للشباب المقبل على الزواج وهو يختار شريكة حياته: اختر من لا تنكد عليك حياتك؛ لأنه لو كانت معك ملكة جمال العالم، ولكنها تنكد وتنغص عليك حياتك فلن تطيق النظر إليها فضلاً عن أن تلمسها أو تقترب منها.
 
مع مراعاة كل ما سبق فلا توجد قاعدة لهذا الأمر، ويختلف الأمر من شخص إلى آخر ومن ظرف إلى ظرف، ويدخل في الأمر مراعاة ظروف الزوجة النفسية والاجتماعية والصحية فالأمر ليس متعلقاً بك فقط بل ويدخل في الأمر حاجة الزوجة ورغبتها في هذا الأمر، وهو أيضا يختلف من امرأة إلى أخرى فيجب أن يتم هذا الأمر بالاتفاق الكامل بين الزوجين بعد أن يعبرا بكل حرية وبدون حرج عن رغبتهما في هذا الأمر ويتفقا على الوقت المناسب والتكرارية الخاصة بهما دون قواعد جامدة، وما أجمل أن نختم بما جاء في الأثر أن سيدنا عمر بن الخطاب أثنى على الصحابي الذي استنبط من آيات القرآن الكريم التي تحل للمسلم الزواج بأربعة، أن يأتي الرجل امرأته كل ثلاثة أيام على أن تكون لها الليلة الرابعة وهذا على وجه الاستحباب لا الوجوب، مع تمنياتنا لك بالسعادة الزوجية.

المستشار: أ.د أحمد عبد الله