مساء الخير
عمري ٣٥ عامًا. لم أرتبط أو أخطُب من قبل. كنتُ طالبة في جامعة مرموقة، وسافرتُ إلى الخارج بعد تخرجي. لديّ مسيرة مهنية ناجحة ومستقرة.
لكن طوال هذه الفترة، كنتُ بمفردي تمامًا. كنتُ ملتزمة دينيًا، ومُركزة على عملي. قابلتُ شخصًا في نفس المجال، مصريًا أيضًا، لكنني أعتبر نفسي زميلة عمل بسيطة. منذ اللحظة الأولى، قال إنه يُعجب بي بشدة، وبعد أسبوعين بالضبط، قال لي: "أحبكِ".
في البداية، كنتُ طبيعية.... كنتُ مفتونة، لكنني لم أستطع أن أقول إني أحببته. لكنه كان حقًا رجل أحلامي في البداية.... يخرج، ويستمتع، ويهتم بي، ويُلقي عليّ كلماتٍ حلوة. وبطبيعة الحال، تعلقتُ به ووقعتُ في الحب. للأسف، بدأت تحدث تجاوزات بسيطة، فطلب مني الزواج.
بعد بضعة أسابيع، حدث أمرٌ مفاجئ. اضطررتُ للسفر إلى دولة أوروبية. لمدة أسبوعين. كنت مشغولة بالعمل، وفي تلك اللحظة، انقلب عليّ. بشدة، واتهمني بعدم حبه وإهماله، وأصبح يخاف من نفسه بسبب تعلقه بي. بالطبع، كنت أضطر للتحدث على الهاتف لمدة ساعتين يوميًا بعد العمل، وكنت متعبة، لإرضائه.
عندما عدتُ، انعزل عن الجميع، ولم أفهم السبب حقًا. حاولتُ معه كثيرًا، وأصرّ على وجود خلاف في علاقتنا وأنه غير مرتاح. وهنا بدأت الإشارات المتضاربة. لم أفهم إطلاقًا ما كان يحدث. عندما تحدثتُ وأخبرته أنني أحبه وأحاول إصلاح الأمور وأنني أريد اتخاذ خطوة لإصلاح علاقتنا، وهو ما لم أكن أعرف سببه.
قال لي: "لماذا أنتِ متحمسة جدًا؟ لا بأس." وكان يُخبرني بين الحين والآخر أنه غير مرتاح ولا سعيد، لدرجة أنني كنت أبكي بعد كل مكالمة. حاولت الاتصال به لأمنحه مساحة، لكنه اتصل بي. بدأ يتهمني بأن حياته أصبحت في حالة يرثى لها عندما دخلتها، لدرجة أنه لم يعد ملتزمًا بالصلاة.
وطبعًا، عندما أستمر في إخباره أن يأتي ويتقدم لخطبتي كما أخبرني ووعدني بالزواج، يختلق الأعذار ويؤجل الموعد. ثم يتهمني بالقلق والضغط عليه.
قلت له إن كل ما أريده هو التحدث مع عائلتي الآن دون الحاجة إلى أشياء مادية. بصراحة، والله، لم أكن أريد سوى خاتم زواج.
كل شيء فيّ أصبح سيئًا... لدرجة أن كل ما كان يُثني عليّ أصبح عكس ذلك تمامًا.... لدرجة أنني أتساءل ماذا حدث له.
وطبعًا، بين الحين والآخر يُخبرني أننا اتفقنا على شيء لم يحدث، فأقول له لا. لم يحدث، ويقول لا، كيف؟ وتعبتُ منه حقًا.
تعبني حتى وصلتُ إلى مرحلةٍ قلتُ له فيها إنني لا أستطيع الاستمرار. لم يُصدّقني ولم يُصارحني. وضَعُفتُ مجددًا، فتحدثتُ إليه مجددًا لأني أحببته بصدق. تكلم معي بقسوةٍ شديدةٍ ولامَني على كل ما حدث، وقال لي إنني لستُ الشخص الذي يظن أن بإمكانه قضاء حياته معه.
المشكلة أنني كنتُ قلقةً عليه لأنه أخبرني أنه مُطلّق.
تحدثتُ إلى شخصٍ في السجل المدني، وأخبروني أنه لا يوجد دليلٌ على طلاقه. واتضح أنه كان متزوجًا أولًا، لذا على الأقل لا تزال زوجته معه، أينما كانت.... كان هناك شيءٌ ما بداخلي مكسور. شعرتُ بالألم.
والسؤال الذي يُلحّ عليّ هو: لم أساعده، أم أنني شخصٌ سيء، أم أنني آذيتُ أحدًا؟
أعلم أن هذا السؤال لا إجابة له، لكنني مُتألمةٌ وأريد أن أتنفس الصعداء، لأني أحببته بصدق.
لقد حطمني، ولم يحطمني أحد مثله. أنا مجروحة جدًا.
5/8/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
استشارتك تثير بعض الفضول أولها بيناتك الشخصية تشير إلى أنك متزوجة وثانيا لا توجد تفاصيل عن الرجل بتاتاً. أخيرا ما هو في غاية الوضوح بأن الرجل لا نية له بالارتباط وبصراحة سلوكه صبياني إلى حد ما.
تجارب الحب والعلاقات يمكن أن تكون معقدة ومؤلمة في بعض الأحيان و ليس من غير الطبيعي أن نشعر بالضياع أو الحيرة عندما تصادفنا عقبات غير متوقعة في العلاقة. هذا الشخص لم يكن صادقاً بشأن نواياه أو وضعه الشخصي. التعامل مع حقيقة الأمور يمكن أن يساعدك في المضي قدماً.
بدلاً من التركيز على ما حدث، حاولي وضع أهداف جديدة لنفسك والتركيز على بناء حياة تشعرك بالسعادة والرضا وإياك أن تلومي نفسك على ما حصل. العلاقات يمكن أن تكون معقدة وليس دائماً يمكننا التنبؤ بسلوك الآخرين أو تغيراتهم.
الشفاء من ألم الحب يمكن أن يأخذ وقتاً، ولا بأس أن تأخذي الوقت الذي تحتاجينه للتعافي.ثقي بنفسك وامضي قدماً، وتذكري أن الحياة مليئة بالفرص الجديدة والتجارب التي يمكن أن تكون أفضل بكثير.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
طلب خطبتي ومضى عامان ولم يتقدم!!
صحي يا راندا: نوى يخطب وغير نيته!
بعد 700 يوم حب: الكذاب! فص ملح وذاب!
أحب جاري ويتهرب مني! ما الحل؟
تأخر الزواج: أعرف ألا حل لمشكلتي!
تأخر الزواج: الكلمة الأخيرة دائما للنصيب!
تأخر الزواج: منطق الطير، وتجربة المواقع
تأخر الزواج... والأخذ بالأسباب!!
هو يريد الخطبة أم وقف الحال؟!