مساء الخير
كنت محظوظة بالعثور على وظيفة فور تخرجي. تخرجت من الجامعة منذ ما يقرب من ستة أشهر، وما زلت أعمل منذ ذلك الحين. كان هناك شاب في مكان عملي التقيت به عندما حصلت على الوظيفة، لكنه كان منعزلاً ومنطوياً، لم يُلقِ عليّ التحية قط أو يلوح بيديه، واستمر ذلك طوال الأشهر الستة الماضية.
حتى قبل بضعة أسابيع بدأنا نتحدث بخفة، وكنا على الأقل نلقي التحية ونلوح باليد ونتبادل أطراف الحديث. ثم عاد فجأة إلى كهفه، لمدة أسبوع أو أسبوعين تقريبًا، توقف عن التحدث معي فجأة، وأصبح بعيدًا عني، فقررت أن أراقب طاقته، وفجأة عاد للظهور.
لبضعة أسابيع، كان يقضي معي حوالي ساعتين يوميًا، يطلب لنا الطعام، ويفتح لي قلبه، ويلاحظ التفاصيل الصغيرة، ويجلس بجانبي دائمًا، وجسمه دائمًا موجه نحوي، وأصابع قدميه وصدره موجهة نحوي، وفي الوقت نفسه كان صامتًا، لكنه شديد الانتباه. احتجتُ إلى مساعدةٍ في أمرٍ ما بالأمس، وكان يضع سماعات AirPods على أذنيه ولم يتحدث، ولكن بمجرد أن قلتُ إنني أحتاج إلى مساعدة، نهض على الفور وحلَّ المشكلة.
يُرسل لي صورًا ساخرة، ويوصي تيك توك بالموسيقى والمسلسلات، إنه لطيفٌ جدًا بصراحة، ودافع عني في العمل عندما كان أحدهم يُضايقني.
هل هذا وهمٌ بأي شكلٍ من الأشكال؟ هل أنا موهومة؟ أُقدِّر ما يفعله، لكنني لا أستطيع فهم تصرفاته على الإطلاق، لم يقل أي شيءٍ مباشر، وهو غير مبالٍ للغاية، لكن طريقة تصرفه مع الجميع لا علاقة لها بالصداقة أيضًا، نسيتُ أن أذكر أن زملاء العمل يُلاحظون الموقف، وأُسأل عنه كثيرًا.
أخشى أن أُجرح، أخشى أن أكون واهمةً، لم أكن في علاقةٍ قط، لذا ليس لديَّ أي خبرةٍ حرفيًا.
أرجو ألا تبخلوا علي بالنصيحة
11/08/2025
رد المستشار
شكرا على مراسلتك الموقع.
شعورك طبيعي تماماً، خاصة إذا لم يكن لديك خبرة سابقة. لا يبدو أنك «مموّهة» بالضرورة؛ الرجل الذي تصفينه يرسل الكثير من الإشارات التي قد تُفسَّر كاهتمام، لكن لا يمكن الجزم بلا تصريح واضح لأن سلوك الناس يتداخل أحياناً بين خجل، لطف مهني، واهتمام رومانسي.
الدليل على اهتمامه:
1- قضاء وقت يومي معك وميل جسده تجاهك (وجه، صدر، أصابع القدم): من علامات الانتباه الجسدي.
2- فتح قلبه ومشاركة تفاصيل شخصية صغيرة: مؤشر على رغبة في التقارب.
3- يقدّم المساعدة فوراً ويدافع عنك: سلوك حماية/اهتمام يتجاوز مجرد زميل.
4- يرسل محتوى فكاهي وموسيقى ويهتم بتفضيلاتك: تذكّر التفاصيل ومشاركة الذوق علامة قرب.
5- الجلوس بجانبك باستمرار والانتباه الصامت: سلوك شائع لدى الأشخاص الخجولين الذين يفضّلون الأفعال على الكلام.
إذا كان الأمر مجرد لطف/زمالة:
1- لو كان مشابهًا في تصرّفه مع كثيرين بنفس الدرجة.
2- لو يحافظ على مسافة عاطفية واضحة في الحديث.
خير ما يمكن ان تفعليه هو التحدث معه مع استخدام عبارات بسيطة وغير مباشرة حول اهتمامه بك. لا بأس في التعبير عن اهتمامك به ولكن احرصي على توجيه الكلام بطريقة تشعره بالأمان مثل تقولين: "لو حبيت تشارك أي حاجة، انا هنا حاضرة أسمع". عبري عن إحساسك بأن الصداقة مهمة جدا بالنسبة لك واستفسري عن مشاعره. في حالة الصمت تقولين له: "خذ وقتك لو عايز تتكلم".
وفقك الله.