مساء الخير
 
كانت لديّ صديقة لأكثر من عام، تعارفنا كان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكننا كنا مقربين. بعد انقطاع عن الحديث، عادت إلى حياتي تسأل عني. في البداية، كنا نتحدث فقط من حين لآخر. لكنني كنت أمرّ بفترة عصيبة في الجامعة، فبدأتُ أعبّر لها عن مشاعري. بدأنا نتحدث أكثر، وفي النهاية، استشعرنا مشاعرنا.  (قصة تلميح كل منا للآخر ومحاولة فهم تلك التلميحات مضحكة جدًا، لكن هذه قصة أخرى). بحلول يونيو الماضي، كنا معًا.
 
بعد شهرين - في اليوم الثاني فقط من لقائنا الأول والتحدث كثيرًا - تأكدتُ من أنها الشخص المناسب، وأخبرتني أنها تبادلني نفس الشعور. ثم أفسدتُ الأمر. خلال جدال، شعرتُ فيه أنها تقلل من شأن إنجازاتي وأنها غالبا لن تدعمني كما يجب في رحلة حياتي، لذلك رددتُ عليها ردا مفاجئا ضاعف مخاوفها. (كان هذا الأمر متعلقًا بموضوع الجدال المتعلق بالعمل وإنجازات الحياة والدعم - لم أذكره لمجرد الإيذاء، أنا لستُ حيوانًا)
 
 لم نعد نتحدث الآن. أحاول الاعتذار كل يوم، لكنها تُصرّ على قول إن الأمر انتهى. لطالما تحدثت عن أن كبريائها هو أهم شيء في حياتها، وكم مرة تركت أماكن ووظائف لمجرد أن أحدهم حاول إهانتها أو التقليل من كبريائها.
 
 يؤلمني أن أول شخص أذيته في حياتي هو من أحبه أكثر من أي شخص آخر - خاصة بعد أن فتحت لي أبوابًا لم أتوقع يومًا أن أشعر بها أو أمرّ بها.
 رحلت، وأكثر ما يؤلمني هو معرفتي أنني لن أتمكن أبدًا من إظهار جانبها الجيد مني مرة أخرى - الجانب الذي خلقته.
 23/8/2025
رد المستشار
طريقة سردك تكشف عن صدق التجربة وعمق إحساسك بالخسارة.
أنت لا تحكي مجرد علاقة عابرة، بل تحكي عن تجربة فتحت لك أبوابًا جديدة في نفسك، ثم انغلقت فجأة.
من الطبيعي أن تشعر الآن بالندم والرغبة في إصلاح ما حدث، خاصةً وأنك ترى أن الخطأ لم يكن مقصودًا وإنما وليد لحظة انفعال. لكن في نفس الوقت، يبدو أن الصديقة لها طابع معين في التفاعل مع تلك المواقف وهناك عدة أشياء قد تساعدك في استيعاب الموقف:
قبول أن الأمور أحيانًا تنكسر بشكل لا يُصلح: حتى لو كان الخطأ بسيطًا في نظرك، فإنه لامس حساسيتها العميقة. إدراك هذه الحقيقة مؤلم، لكنه خطوة في التعايش.
الاعتذار شيء جيد: إذا كنت قد قدمت اعتذارات صادقة متكررة، فقد تكون الرسالة وصلت. وهذا كاف.
تمييز الحب عن التعلق: أحيانًا نتألم ليس فقط لفقدان الشخص، بل لفقدان الصورة التي بنيناها عن أنفسنا بجواره. الجانب الذي تقول إنها “خلقته فيك” ما زال موجودًا في داخلك، ولن يزول بفقدان العلاقة.
التجربة لها ميزات رغم الخسارة: قد تكون هذه أول مرة تكتشف فيها أنك قادر على الحب بهذا العمق، وأنك قادر على الضعف والصدق مع شخص آخر. هذا مكسب مهم، حتى لو انتهت العلاقة.
ربما لن تعود العلاقة كما كانت، لكن التجربة تركت فيك ما يمكن أن ينمو: وعي جديد، وفهم أعمق لما تحتاجه وتقدّره في الشريك. المهم أن تصبر على ما حدث لترى ماذا يمكن أن يحدث، فلعل يحدث شيء، لا تنتظر، ولكن دع الأمور تأتي إليك.
واقرأ أيضًا:
علاقة تنتهي: بؤرة التركيز، ورحلة التغيير
انتهت العلاقة، ولا يتحول الحب إلى صداقة!
هو وهي.. وعلاقة ضبابية!
علاقة وانتهت! جلد الذات إلى متى؟
كيف أتخلّص من علاقة سامّة؟
علاقة ساخنة ... آخرها مكب النفايات