إخوتي في مجانين.كوم، أشكركم على مجهوداتكم، أنا فتاة لم أبلغ العشرين أسألكم عن حب غير متبادل فهو يخلق الحيرة والتوتر.
أنا بصراحة أحب شخصًا، وأنا لا أدري هل هو يحبني أم لا ولا أفكر في مصارحته. وهذا بالنسبة لي أمر إيجابي في رأيي؛ لأننا إذا كنا متحابين فسأعيش في توتر.
برأيي فأغلب الشباب لا يفكرون في المصارحة بالحب حتى تكون من الطرف الآخر.
أرجو رأيكم في الموضوع.
وجزاكم الله عنا كل خير.
أختكم الحائرة.
24/8/2025
رد المستشار
أختي الحبيبة، يبدو أن العذاب جزء لا -ولن – يتجزأ عن الحب! فرغم تنوع أشكال الحب ومضمونه واختلاف معادن البشر التي تمنحه أو تأخذه فإن مشاعر الحب الدافئة تظل منطوية على قطعة من العذاب فتصبح تلك القطعة هي ذاتها سر لّذته.
فنجد الحب قد استحق بجدارة أن يوصف بالسهل الممتنع، وأن يكون عذابه هو العذاب اللذيذ، حتى أنت صغيرتي تشير سطورك لذات المعنى حين تقولين: "لا أفكر في مصارحته؛ لأنه إذا كنا متحابين فسأعيش في توتر!".
إذن العلاقة تبدو عكسية، فكلما كان الحب سلسا سهلا زهد في أعين البشر وقلت قيمته في أفئدة المحبين وتقلصت عدد المحاولات الجادة للاحتفاظ به – أو هكذا أحسب.
وهذا سر وجود معانٍ تبدو منفرة حينا ويبدو من الصعب هضمها أحيانا أخرى، يتآلف وجودها مع مشاعر الحب والقرب بل قد تكمن جاذبيته في وجودها، ونلمس ذلك حين نجد للسهد والسهر حلاوة ولصعوبة الوصال بالحبيب لّذة وللتوتر والقلق أو الغيرة نشوة، وكأنها تشبه فرحة احتضان الوليد الجديد برغم ما قد انطوت عليه تلك الفرحة من آلام المخاض!.
إلا أن العقل لا بد أن يشهد هذا الحب لتكون له كلمة "فصل" لتنجو بتلك المشاعر من الانهيار أو لتحول دون تضخم قطعة العذاب اللذيذة لألم موجع يصبغ معها الحياة بلون أسود كريه.
وسؤالك عن المصارحة تحدثت فيه صفحتنا كثيرا، وأذكّرك بأنه لا بأس فيها إذا ما تمت بضوابطها من حيث اختيار الشخص المناسب لتلك المهمة، على أن يكون لبقا ليحتفظ احتفاظا كريما بماء وجهك، وأن يرجو مصلحتك فاهما لك عالما بطباعك.
ولا مانع أن يسبق خطوة الوسيط خطوة أتصور أهميتها، وهي القرب "المشروع" والطبيعي من محبوبك في إطار العمل العام أو النشاط العام المحترم لعلك تجدين ما يشجعك على طلب الوسيط أو العكس تماما.
يبقي لك عندي همسة أحسبها ثقيلة على مسامعك ولكل من هن في سنك الجميلة هذه ولكنني سأقولها...
أنت في مرحلة مهمة من مراحل حياتك فيها تنضجين حيث تتلمسين طريقك إلى نفسك عن قرب وتعيدين نظرتك للحياة، ولكل ما يحدث حولك ولكل نضوج ثمن، وثمن نضوجك سيكون الكثير من المحاولات للفهم وتكوين رؤيتك في كل ما يمر بك من أحداث وأشخاص ومواقف وتجارب، وكذلك الكثير من العثرات والكثير والكثير من التقلبات في الآراء والمشاعر بشكل خاص حتى يعقب ذلك كله الاستقرار والنجاح بإذن الله.
لذا فقط تذكّري تلك العبارة "قد يكون غريمك اليوم هو محبوبك غدا والعكس صحيح!" فهل تصبرين حتى تستقري؟.
واقرئي أيضًا:
سؤال وإجابة: عن الولد والبنت
حب المراهقة.. ألم الخروج من الشرنقة!
أول الحب.. حيرة وسذاجة وغموض