السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يعاني الشعب الفلسطيني كله هذه الأيام من أزمة الاحتلال الصهيوني؛ سواء في غزة الأبية أو في الضفة الغربية
فما رأيكم في دور الأمة العربية تجاه القدس، مسرى النبي –صلى الله عليه وسلم- الذي يئن منذ زمن طويل تحت وطأة الاحتلال الصهيوني.
24/9/2025
رد المستشار
الأخ الفاضل، شكرًا على اهتمامك بالسؤال عن فلسطين وقضيتها، والحق أن الأمة العربية والإسلامية حين تتبنى قضية القدس، وتهتم بما ينبغي أن تهتم به في تفاصيل حياتها، حين تفعل ذلك فإنها في الحقيقة تخدم نفسها.
يا أخي، لا بد للإنسان الطبيعي من قضية تشغل حياته، وهذه القضية بقدر ما تكون جليلة، وبقدر ما تكون متشابكة ومهمة بقدر ما يكون شعوره بالتحقق والثقة في نفسه حين يرى الناس متكالبين على السفاسف والترهات، وهو منشغل بالمعالي.
خذ عندك مثلاً مناصرة أهلنا في فلسطين معنويًّا وماديًّا. لو أن كل شاب وفتاة من أصدقاء وزوار صفحة "استشارات مجانين" قاموا بالاتصال بأهل الشهداء والجرحى داخل الأراضي المحتلة، وتبادلوا الرسائل بالبريد الإلكتروني مع بعض الشباب والأسر هناك، فإن ذلك سيدعم نفوسهم، ويمدها بقوة وطاقة لا حدود لها لمعرفتهم "المباشرة" أننا معهم، وأنهم في قلوبنا.
ولو أننا أعددنا مجموعة من الصور والمعلومات المتوافرة على شبكة الإنترنت، وجهزناها على هيئة رسائل نرسلها بالبريد الإلكتروني إلى آلاف الشباب حول العالم؛ لنقول لهم: وأنتم تحتفلون بعيد الميلاد.... تذكروا أعيادنا!!!
وإذا تابعنا معركة المقاطعة الدائرة حاليًا، ونقلناها إلى حيث تعيش جاليات إسلامية ضخمة في الخارج، وإذا اعتبر كل منا نفسه جهازًا إعلاميًّا ينطق بلسان الانتفاضة، وحق أهلنا في أرضهم، وكف أيدي الغاصبين الظالمين عنهم، وإذا عشنا حالة الاستعداد المستمر للمواجهة، وتحولنا إلى أجيال مجاهدة تنفر من الدعة والترف والحياة الناعمة إلى حياة "أمة في خطر" وينبغي عليها أن تتوحد، وتنشط في مواجهة أعدائها.
إذا انشغل كل منا بتفاصيل قضية فلسطين:
معرفة بتاريخها، وتوعية للآخرين بها، ودعماً لأهلها ماديًّا وروحيًّا، وإذا اعتبر كلٌّ منا نفسه مسؤولاً مسؤولية شخصية عن الأمر، وتعاون مع الآخرين فيما يستطيعه لمحاصرة العدو، وزلزلة الأرض من تحتهم، وقام بمقتضيات هذا الجهاد في نفسه وأصدقائه وإخوانه والمجتمع من حوله؛ من يفعل هذا فقد فاز، وأفاد نفسه قبل أن يفيد غيره.
دعك من الكلام الكبير من قبيل "دور الأمة تجاه القضية"، وتعالوا جميعًا نفكر، ونبدع، ونجتهد، ونتحاور: كيف نخدم أنفسنا بشكر نعمة الله علينا، والمتمثلة في هذه الانتفاضة المباركة التي تكاد تخبو أو تخيب بسبب ضعف قوتنا، وقلة حيلتنا وفقر تفكيرنا وإبداعنا وهواننا على الناس. المسألة تحتاج إلى حوار مفتوح، وإبداع حقيقي، والوسائل كثيرة، وشبكة الإنترنت ميدان مهم من ميادين المعركة، ووسيلة من وسائلها وفي انتظار ردودكم.
واقرئي أيضًا:
حتى لا تضيع فلسطين مرتين!
بدائيون لم نزل: دعم الصمود الفلسطيني!
نحبها وتكرهنا : فلسطين.. آمال وآلام
لفحات يوليو.. صمت الحملان أم صيف الشجعان
من ضحايا الانتفاضة: فلسطيني في الشتات!
دماغي محتاجة تجميع: ثمن الصمود الفلسطيني!