الرافض أن يكون شاذًا - ما وراء التناقض بين الشهوة والذات
بسم الله الرحمن الرحيم، بدايةً، أحيي القائمين على المنصة التي كانت وما زالت كنزًا لا يقدر بثمن، ففيها من العلم النافع الكثير.
أما عن مشكلتي، فقد سبق لي وأن استخدمت منصتكم في الماضي، منذ حوالي 7 سنوات، وكنت طالبًا للمساعدة في مواجهة ميول جنسية (وليست عاطفية) مثلية كنت أعاني منها، ولكن سأذكرها بإيجاز، فقد تعرضت لتلامس جسدي في مناطقي الحساسة من أحد أقراني في المرحلة الإبتدائية، وبعدها بمدة وجيزة اكتشفت الإباحية عبر الإنترنت، وتبع ذلك فترة استكشاف جنسي، ورغبة في التجربة، ومن ثم فترة ذنب وإقلاع، حتى البلوغ، والذي اعتدت فيه على الاستمناء والإباحية، وكذلك بدأت بمشاهدة الأفلام الشاذة والاستمناء الشرجي، والتحدث إلى المثليين عبر الإنترنت، إلخ. ولكن دائمًا كان الخوف والعار بداخلي يمنعني من اتخاذ قرار أن أقابل أحدهم أو أن أخوض تجربة كاملة، ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول الإقلاع.
وبالطبع كان النصح هو التوقف عن مشاهدة الإباحية، واستبدال الخيالات المثلية بأخرى غيرية، والعمل على النمو والنضج العاطفي كإنسان.
والإيجابي هو أني بالفعل، وحتى هذه اللحظة، لم أخض أي تجربة مثلية حقيقة، وكل تجاربي "المثلية" تنحصر في تلامسات ومداعبات مررت بها مع أقراني حينما كنت طفلًا، وفي سن المراهقة، هذا بالإضافة إلى أمور مازلت للأسف أقع بها بين الحين والآخر (من مشاهدة مقاطع إباحية شاذة)، وأمور قهرية أقلعت عنها، مثل الاستمناء الشرجي، مع أني أيضًا، أحيانًا، أقترب جدًا من ممارستها.
وأنسب الفضل في النجاح النسبي إلى شيء واحد (بعد الله) وهو فكرة أن أقلع عن كل شيء وأن أُبقي نفسي مشغولًا طوال الوقت، وبالفعل، هذه السنين السبع كانت مليئة بالمشاغل الدراسية والمهنية الكثيرة، ولكنها لم تكن سالمةً دومًا، فطوال هذه السنين السبع كنت في دوامة تتكون من فترات طويلة من الإقلاع التام عن كل شيء (تتراوح من شهر إلى ثلاثة في المتوسط) ومن ثم لحظة ضعف يتبعها سلسلة أفعال قهرية عنيفة من عدة استمناءات متتالية، ومن العودة للإباحية الشاذة، وشهوة الدبر، والرغبة في الممارسة المثلية، وما إلى ذلك، ويستمر هذا غالبًا عدة أيام (أو أسابيع) حتى أصحو من السكرة التي أصابتني وأعود إلى الطريق السليم مرة أخرى.
ولكن كل هذا كان نوعًا ما تحت السيطرة حتى السنة الأخيرة (والفترة الحالية)، فلسبب ما (ربما ممارستي للرياضة بشكل أكثر انتظامًا، أو ضغوط العمل، أو الشعور بالوحدة، إلخ.) إزدات انتكاساتي وأصبحت أكثر عنفًا، وأطول استمرارية.
وكل هذا للأسف يؤدي إلى شعوري بالإحباط والعجز أكثر، لأن الرغبة عادت بقوتها الكاملة وكأني في سنين المراهقة التي مضت وانتهت.
وإن مما يستحق الذكر هو إحساسي بأن طبيعة الانتكاسات (على الأقل مؤخرًا) قهرية، فالأمر يبدأ بأحاسيس شك في الذات، أو بشيء كنظرة لجسدي العاري عند الاستحمام، أو بشعور بالاكتئاب، أو الإرهاق، أو الضغط النفسي إلخ. وكل هذا يقودني من فكرة، لأخرى، لخيالات جنسية شاذة تتضمن أشياء مشينة من خضوع وإذعان لذكر أقوى مني، حتى أستمني، فتذهب كل هذه الأفكار التي تشعرني بالعار، وأعود لـ "طبيعتي" وشخصيتي الحقيقية القوية والواثقة. ومما يثير العجب هو التناقض التام الظاهري بين الخيالات والشهوة المستسلمة المؤثنة والشاذة، وبين شخصيتي الذكورية والبارزة في شتى أمور حياتي.
وإن من المؤسف أنه لم تتح لي طوال هذه السنين الفرصة في أن أقوم بتجارب غيرية حقيقة عوضًا عن ذلك، فأنا أعيش في مجتمع محافظ، وبيئة عملي (حتى وقت قريب) كانت تخلو من العنصر الأنثوي، ناهيك عن كون معتقداتي الدينية ضد فكرة الزنا.
وحتى التجارب العاطفية التي يخوضها الشباب في هذه الأيام، أغلبها يكون عبر الإنترنت، وأغلبها يكون سطحي، ومضيعة للوقت، فمع أني حاولت أن أخوض مثل هذه التجارب في أواخر العقد الذي مضى من حياتي، إلا أني وصلت إلى قناعة مفادها أنه لا مفر من أن تكون التجربة وجهًا لوجه، وليس وراء الشاشات، حتى تستحق وقتي ومجهودي.
وحتى الزواج، للأسف، أصبح أكثر صعوبة، وهناك عوائق ذهنية مختلفة من نصح أهلي لي بأن أتأنى وأنتظر حتى أصبح مستقرًا ماديًا، ومن رفضي لأن أتزوج وأنا أعاني من هذا الصراع الداخلي، والذي قد يكسر كبريائي إن بدا للنور أني عاجز أمام شهواتي وخيالاتي (والذي بعضها يُعد مشينًا ومخزيًا).
فأنا في الحقيقة، لا أعلم لماذا عدت أنتكس مرة أخرى بشكل أكثر شدة، ولذلك أنا طالب لمساعدتكم، لعلي أجد عندكم المفتاح الأخير لباب خلاصي.
وأنا مدرك أنه قد لا تذهب الخيالات أبدًا، وأن المسارات العصبية موجودة وإن ضعفت، وأني عرضة للانتكاس ولو بعد قرن من الإقلاع، ولكني أريد حلاً جازمًا يرتاح له قلبي.
وأعلم أنه يٌفضل أن أشارك تجربتي مع طبيب معالج، وربما أحتاج لأدوية تساعد مع الوساوس والأفعال القهرية، ولكن ذاتي رافضة لذلك كما لم يتم تشخيصي من قبل كمريض OCD ناهيك عن أن فكرة الذهاب إلى طبيب نفسي قد تكون مدمرة لي، وقد تجلب تساؤلات حول السبب من أهلي.
أتمنى أن أحصل على بعض الدعم والإرشادات "العملية" منكم،
وشكرًا لكم، على كل شيء.
12/10/2025
رد المستشار
شكراً على ثقتك بالموقع.
يجب أن تدرك بأن أدناه ليس بديلاً عن تشخيص طبي أو علاج دوائي ولا بد من استشارة طبيب نفساني.
في البداية حدد هدفًا بسيطًا مثلاً تقليل نوبات الانزلاق من متوسط أسبوعي حالٍ إلى نصفه خلال ٤ أسابيع، أو الامتناع عن مشاهدة المواد الشاذة لمدة ١٤ يوماً متتالية. عليك بتدوين الهدف بصيغة إيجابية ومحددة .ما يمكن أن تفعله تسجّيل كل نوبة (وقت، ما قبلها من مشاعر/محفزات، مكان، مدة، ماذا شاهدت/فكّرت، نتيجة). هذا يساعدك على تمييز الأنماط والروابط مثل الاستحمام، الإرهاق، الوحدة.
ثم هناك تقنية التوقف الذهني فعند ظهور الخيال أوقف ما تفعل وقل لنفسك كفى وتنفس ببطء. كذلك يمكنك تجربة التأخير المنضبط: لا تفعل أي استمناء أو مشاهدة خلال نصف ساعة، وبعدها راجع السجل. غالباً تتلاشى الرغبة. عليك بغسل وجهك بماء بارد والخروج للمشي لمدة عشرة دقائق،
أما منع الاستجابة فهي عندما يظهر الخيال، لا تسمح بردة الفعل الفعلية (الاستمناء). بدلاً من ذلك اطلب من عقلك "تسجيل" الفكرة ثم تحويل الانتباه لمهمة محددة ومُحفزة لمدة ٢٠ دقيقة مثل قراءة فقرة دينية ثم تكرارها، أو ممارسة تمارين رياضية مكثفة.
عليك بإيقاع يومي منتظم واحرص على نشاطات مجتمعية أو تعليمية أو تطوعية. ثم هناك إدارة المحفزات التقنية عبر الحاسوب والجوال ومراقبة المحتوى على الأجهزة. عليك بتواصل اجتماعي منتظم مع ناس بشكل دوري، حتى محادثة واحدة أسبوعياً تقلل الضغط العاطفي.
هذه الأيام يتم ممارسة تدريب على التفكير المعرفي وخاصة في مواجهة العار والذنب. يتم تسجيل الأفكار المتطفلة: "أنا فاشل"، "هذه رغباتي الحقيقية"— ثم اطرح عليها أسئلة بديلة: "هل هذه فكرة أم فعل؟" "هل التجربة الماضية تساوي قراري الآن؟" كلما شعرت بالعار ارجع إلى الحقائق: لم تقم بعلاقة فعلية، لديك قيم، وعملت على الضبط الذاتي سنوات. تكتب يومياً نقاط قوتك وإنجازاتك (حتى الصغيرة) — هذا يقوّي الهوية غير الجنسية.
إن أردت تجربة عاطفية غيرية بدون خيال: حدد خطوات عملية وآمنة من أجل تحسين فرص اللقاء الواقعي ولا تستعجل واجعل الهدف بناء احترام ذاتي وعلاقات صحية على المدى البعيد.
عليك بالتدرب على مهارات مواعدة غيرية: تواصل مهذب، الاستماع، التعبير عن القيم والأهداف.
ليس هناك أفضل من البحث عن معالج متخصص في الضبط القهري/الإدمان السلوكي يعمل عبر جلسات عبر الإنترنت (الخصوصية أفضل). العلاج بالعقاقير يساعد الكثير.
الدعم الديني يساعد الكثير واجعل ممارسة دينية يومية روتينًا عمليًا من ذكر، وقراءة، واستغفار بعد كل صلاة، وخصص وقتًا للتوبة العملية.
وفقك الله
واقرأ أيضًا:
كيف أترك الشذوذ؟ دلوني على الطريق!!
مثلي لكن مثلي لا يكون مثليا ! الآسف أن يكون شاذا
ميول وتنافر معرفي عاطفي : علاج الآسف للشذوذ!
هل من علاج للشذوذ الجنسي؟
محمد ورحلة علاجه من المثلية قصة نجاح