بداية أعرفكم أنني صديقة الأم صاحبة المشكلة، وقد وكلت لي الكتابة نيابة عنها للوصول إلى حل لما تعانيه مع طفلتيها التوءمين، وسأتكلم بالنيابة عنها، أنا أم لأربعة أطفال، وهم: طفلتان توءمان 6 سنوات، وبنت 5 سنوات، ومحمد سنة.
بدأت مشكلة التوءمين بعد ولادتي لمحمد بشهرين، وقد بدآ بالعبث بأغراضي الشخصية من كريمات ومكياج وغيره، وذلك عند خروجي من المنزل وتركهما به، وقد عنفتهما كثيرًا، وتم تنبيههما بأن أغراض ماما ممنوع استخدامها أو العبث بها، لكن لا جدوى، ثم تم استخدام أسلوب الضرب أو الحرمان من الخروج كعقاب لذلك التخريب ودون جدوى أيضًا.
وأنا الآن لا أستخدم أسلوب الضرب في الوقت الحالي مع إظهار عدم المبالاة لما سبباه من تخريب لأغراضي وإيقاف جميع أنواع العقاب، وبالرغم من ذلك قامت طفلتاي التوءمان بقص شعري بعضهما البعض فتم ضربهما على هذا وعقابهما بأن تخرج أختهما 5 سنوات مع محمد، وبقاء التوءمين بالمنزل أثناء خروجي من المنزل، إما لشراء أغراض أو الذهاب إلى السوق، وغالبًا أكون بمفردي وليس ذلك يوميًّا، بل مرتين أو ثلاثة أسبوعيًّا.
انخفض أسلوب التخريب مع بداية العام الدراسي، والمشكلة الأساسية هي أن لهما صديقة قريبة جدًّا منهما منذ دخلا المدرسة من 3 سنوات توفيت والدتها العام الماضي رحمة الله عليها نتيجة لحادث سيارة، وتزامن ذلك لشرائي سيارة، حيث أقوم بتوصيلهما للمدرسة يوميًّا، وقد تأثر التوءمان بذلك كثيرًا وأصبحا كثيري البكاء عند خروجي أو حتى دخولي للحمام أو غرفتي لأخذ قسط من الراحة بكاء هستيريا عند باب الغرفة.
هذا بالإضافة إلى روان وهي طفلة متميزة محترمة في جميع تعاملاتها -أحد التوءمين- لكنني لاحظت تعلقها الشديد بي، بمعنى أي مكان أكون فيه داخل البيت هي بجانبي في المطبخ في الصالة في الغرفة أو حتى عند ردي على التليفون، ولا تشارك إخوتها في اللعب بغرفتهم بالرغم من أنها تعرف أنها مميزة لدى والدها وتعرف جيدًا أن بابا يحبها أكثر واحدة، ويقف بكاء التوءمين عند وجود أبيهما وخروجي بمفردي أو عند خروجهما معي.
طبيعتي مرحة لأقصى درجة وأعاملهما بمرح مع وجود العصبية عند نفاد صبري معهما والتنبيه عدة مرات، ولكني قبل عقابهما أقوم بالتنبيه مرة واثنتين وثلاثا بأن هذا خطأ وسوف يتم العقاب بالأسلوب الفلاني، ولكن دون جدوى النتيجة واحدة بكاء هستيري أصبحت روني كئيبة لأقصى درجة، حتى إن مدرستها لاحظت ذلك، ولكن بعد أسبوع من الدراسة بدأت تتحسن قليلاً.
أرشدوني بالله عليكم عن الأسلوب الأمثل للتعامل مع توءمي، حيث أعتبرهما قرة عيني ويجب تنشئتهما تنشئة نفسية سليمة، حيث إن لديهما الكثير من الألعاب، ونأخذهما للتنزه في العطلات، وغير محرومين من أي شيء، حيث يتم توفير كل ما يطلبانه دون تبذير، ولديهما غرفتهما الخاصة وممتلكاتهما من ألعاب تناسب سنهما وتطلعاتهما كبنات من أدوات مكياج وإكسسوارات للأطفال طبعًا.
أما روني فهي شخصية استقلالية، وأهم شيء هو متعتها الشخصية بغض النظر عن الطرف الآخر، وأنا أعاملهما كأصحاب لا أعاني مع طفلتي 5 سنوات، فهي مرحة ثقتها عالية بنفسها تتدخل في كل شيء وتبدي رأيها في كل ما يخصها أو لا يخصها، كما أن محمدًا طفل وديع لم يكمل عامه الأول.
أرشدوني عن كيفية المذاكرة لثلاثة أطفال التوائم 6 سنوات وطفلة خمس سنوات؛ وذلك لأني أعاني من عدم تركيزهم وتشتيت بعضهم البعض، بالرغم من أن لي نظامًا عند عودتهم من المدرسة -غداء قد يستغرق ساعتين ودون الانتهاء منه، والنوم يكون في السابعة مساء بغرفتهم الخاصة مهما حدث.
وشكرًا لكم لما تبذلونه من مساعدة إخوانكم،
وبارك الله لكم، وأعاننا على تنشئة أطفالنا التنشئة الأفضل.
18/11/2025
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً بكِ "أم روان"، ويسعدني مساعدتك، وسأقدّم لكِ تحليلًا شاملًا للموقف مع خطوات عملية واضحة تناسب حالة التوءمين، وتراعي المرحلة العمرية والديناميكية الأسرية ووجود مولود جديد.
أولًا: فهم جذور المشكلة
1) ولادة محمد (الطفل الجديد) عمر التوءمين وقتها كان 5 سنوات.... وهذا العمر حساس جدًا من ناحية الغيرة.
وجود طفل جديد غالبًا يُشعر الأطفال بأن «مكانهم مهدد»، فيزداد السلوك التخريبي واللجوء للفت الانتباه.
السلوك التخريبي = رسالة: «نحن موجودون.. انتبهِ لنا».
2) الصدمة العاطفية: وفاة والدة صديقتهما + شراؤك لسيارة
التوقيت كان مُربكًا جدًا للطفلتين:
* وفاة والدة صديقة قريبة منهما = إدراك أن «الأم يمكن أن تختفي».
* بعدها مباشرة أنتِ أصبحتِ تخرجين بالسيارة.... عقلهما فسّر الأمر: خروج ماما = ممكن تختفي مثل والدة صديقتنا.
هذا يفسّر:
* البكاء الهستيري عند ذهابك لأي غرفة.
* التعلّق الشديد.
* الخوف من عدم رجوعك.
3) التذبذب بين العقاب الشديد ثم إيقاف العقاب
الأطفال يشعرون بالحيرة عندما يتغير أسلوب الوالدين فجأة..... فيبدأ السلوك يزداد لأنه:
* مرة يُضربون.
* مرة لا يتم العقاب.
* مرة يتم تجاهل السلوك.
* مرة يتم الحرمان.
الرسالة تصبح غير واضحة.
4) اختلاف الشخصية بين روان والتوءم الأخرى
* "روان" أكثر حساسية، متعلقة بك، خوفها أعلى، واعتبرت وجود محمد ووفاة الأم الأخرى تهديدًا مضاعفًا.
* الطفلة الأخرى: أكثر استقلالية، تنفعل ثم تهدأ، ولديها قدرة أعلى على التكيف.
ثانيًا: خطة العلاج السلوكي — خطوة بخطوة
(1) علاج التعلّق الزائد والبكاء الهستيري
أ) أسلوب "الخروج التدريجي" لا تتركيهما فجأة. ابدئي بالتالي:
المرحلة 1:
تخرجين من الغرفة دقيقة واحدة فقط وتعودين بابتسامة. كرري هذه العملية 6–8 مرات يوميًا.
المرحلة 2:
زيدي الوقت تدريجيًا: (٣ دقائق – ٥ – ١٠ – ١٥). حتى يطمئن دماغهما أنّ: «ماما تخرج.... وماما دائمًا ترجع».
ب) اجعلي وقت خروجك "طقس طمأنة" قبل خروجك إلى أي مشوار:
* انزلي لمستواهما.
* أمسكي أيديهما.
* قولي: "أنا رايحة وراجعة بسرعة.... وتقدري تنتظريني في مكان الأمان." مكان الأمان = ركن مخصص بالمخدة والبطانية ولعبة مفضلة.
ج) ارتباط إيجابي بخروجك أعطيهما عند رجوعك:
* حضن 30 ثانية.
* جملة ثابتة: "اشتقت لكم ورجعت زي كل مرة." هذا يغلق دائرة القلق
(2) علاج السلوك التخريبي (العبث – قص الشعر – فتح الأشياء)
القانون الذهبي: لا ضرب – لا صراخ – لا حرمان مبالغ فيه، هذه الأساليب تزيد السلوك لأنها إمّا تجذب انتباهك أو تعزز الشعور بالخوف والتعلق.
استراتيجية بديلة — 3 خطوات ثابتة
1) وصف السلوك بدون غضب: "قطعتم شعركم.... هذا شيء غير آمن."
2) تطبيق عاقبة منطقية مرتبطة بالسلوك:
* عبثوا بالمكياج → يمنع استخدام أدوات الأطفال المشابهة لمدة يوم.
* قصوا الشعر → لا تعطى مقصات الأطفال لمدة أسبوع.
3) البديل:
اعرضي نشاطًا مماثلًا لكنه آمن:
* مكياج للأطفال.
* مقص آمن + ورق.
بهذا تُسدّ الحاجة الحسية لديهم.
(3) احتواء الصدمة العاطفية الخاصة بوفاة والدة الصديقة
اجلسي معهما جلسة قصيرة:
* اسأليهما عما يعرفانه عن الموضوع.
* صَحّحي المفهوم:
"وفاة والدة صديقتكم حادث نادر.... الأمهات عادة لا يختفين... وأنا أحافظ على نفسي وأقود السيارة بحذر." هذا يقلل خوف الفقد.
رابعًا: بناء علاقة آمنة مع "روان"... روان متعلقة بك بشدة لأنها الأكثر حساسية. الحلّ يكون عبر:
1) "وقت خاص" يومي ١٠ دقائق
وقت لكل واحدة من التوءم على حدة (ليس معًا). نشاط تحبه — تركيب — رسم — ترتيب شعرها... هذا يملأ مخزون الأمان العاطفي ويقلل التعلق المرضي.
2) تعزيز استقلاليتها
* اطلبي منها مهام صغيرة:
* ترتيب مخدتها
* وضع ملابسها في السلة
* مساعدة أختها في اختيار اللبس
كل مهمة = شعور بالقوة → يقلل التعلق.
خامسًا: ضبطي أعصابكِ بطريقة لا تجرح الأطفال
أنتِ أم مرحة، وهذا ممتاز، لكن العصبية في لحظات الإنهاك تجعل الأطفال أكثر قلقًا.
قاعدة ممتازة لتطبيقها:
* عندما تنفعلين.... قولي: "ماما متوترة... أحتاج دقيقة." ثم اذهبي لغرفة أخرى دقيقة واحدة فقط. هذه المهارة تُعلّم الأطفال تنظيم انفعالهم أيضًا.
سادسًا: تنظيم المذاكرة لثلاثة أطفال (٥ – ٦ سنوات)
1) قاعدة "طفل واحد – مهمة واحدة – مكان واحد" لا يجلسون معًا. افصلي كل طفل في ركن:
* التوءم 1 على المكتب.
* التوءم 2 على طاولة صغيرة.
* الطفلة 5 سنوات على الأرض مع لوحة.
2) المذاكرة القصيرة المتقطعة
الأطفال بهذا العمر لا يستطيعون التركيز أكثر من:
١٠ دقائق ثم ٢ دقيقة راحة.
قسّمي الوقت:
١٠ دقائق واجب + ٢ دقيقة تحرك
ثم ١٠ دقيقة واجب + ٢ راحة.... وهكذا.
3) استخدام "نظام المكافآت الأسبوعية" وليس اليومية
اجمعي نقاطًا لكل واحدة:
* الالتزام بالمذاكرة
* عدم المقاطعة
* عدم التشتيت
* الالتزام بالنوم
وعند نهاية الأسبوع تُستبدل النقاط بـ:
وقت لعب إضافي
رحلة صغيرة
حلوى مفضلة
سابعًا: كيف تخففين البكاء الهستيري؟
1. النزول لمستوى العين.
2. حضن 20 ثانية.
3. جملة ثابتة: "أنا هنا.... فهمتِ إنك خائفة.... تنفسي معي."
4. ساعديها على تهدئة نفسها قبل مناقشة السلوك.
ثامنًا: نقاط قوة عندك يجب تثبيتها
أنتِ أم تهتم وتبحث عن الحل.
بيتكم مستقر ماديًا وهادئ.
أبوهم مصدر أمان واضح لهم.
أنتِ عاطفية ومرحة وهذا رائع في التربية.
لديكِ نظام نوم ممتاز (٧ مساءً).
تهتمين بالخروج والترفيه.
كل هذا يجعل التحسن سريعًا جدًا عند تطبيق الخطة.
أخيرًا: خلاصة مختصرة للعمل لمدة 3 أسابيع
الأسبوع الأول:
الخروج التدريجي.
وقت خاص لكل طفلة ١٠ دقائق.
جلسة توضيح عن حادث وفاة الأم الأخرى.
الأسبوع الثاني:
عواقب منطقية بدل الضرب.
فصل أماكن المذاكرة.
جدول النقاط الأسبوعي.
الأسبوع الثالث:
تدريب الاستقلال (مهام يومية).
تثبيت جمل الطمأنة قبل كل خروج.
تجاهل البكاء إذا طال بعد مرحلة التهدئة (بدون تركهم في فزع).