السلام عليكم
مرحبًا يا مجانين، أنا الابنة الثانية لوالدين مطلقين. أعيش مع أمي، وكنت أقل شخص مفضل لديها على وجه الأرض. توفي جدّي وجدتي قبل أن أبلغ الثانية من عمري، ليس لديّ أعمام ولا عمات ولا أقارب على الإطلاق، لذلك نادرًا ما كنا نخرج في طفولتي.
قضيت طفولتي ومراهقتي في المنزل باستثناء فترة المدرسة. كان لديّ أصدقاء في المدرسة الابتدائية، ثم انفصلنا في المدرسة الإعدادية، وكوّنت صديقة أخرى كانت تفتعل المشاكل ثم تخبر أمي أنني السبب! عندما انفصلت عنها وقضيت المدرسة الثانوية وحدي، ثم في الجامعة، كوّنت صديقتين (كنت أول من بدأ بالتحدث، وهذا تصرف شجاع مني).
كانت الأمور على ما يرام حتى بدأوا يجعلونني أبدو دائمًا كشخص سيئ، وكأننا جميعًا نفعل الشيء نفسه، ثم يلومونني على ذلك. في أحد الأيام، كانت إحداهما تدعو الله أن تكون هي الأولى، ثم تأتي أنا والصديقة الأخرى في المرتبة الثالثة. وفي أحد الأيام، كانت تتحدث عن شخص ما، وكم هي غريبة، وأنا..." أخبرتني هنا أن بعض الناس سيجدوننا غريبين أيضًا، ثم أخبرتني أنني غريبة بالنسبة لها.
ومثلا يستمرون في السخرية مني لاتباعي قواعد السلامة على الطريق (مثل انتظار حركة المرور). لست مرتاحة حقًا في هذه العلاقة معهما، لكنني لا أريد أن أفقد الاتصال بالناس مرة أخرى. فهما لا يحترمانني ولا يحترمان الأشياء التي تزعجني أو تجعلني أشعر بعدم الارتياح.
أعلم أنني لست الأفضل، وبالطبع أفتقر إلى المهارات الاجتماعية،
لكنني أريد من الأصدقاء أن يحترموني، هل يجب أن أظل صديقةً لهم أم لا؟
2/12/2025
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "سراب"،
أول ما أود أن أقوله لك بوضوح: أنت لست غريبة، ولست أقل قيمة من أحد، وما مررتِ به ترك آثارًا طبيعية على إحساسك بذاتك وعلاقاتك.... لكنه لا يعرّف حقيقتك ولا يحدد مستقبلك
أولاً: جذور الإحساس بعدم التقدير
كبرتِ في بيئة افتقدتِ فيها الدعم العاطفي، وتحمّلتِ شعورًا مبكرًا بأنك "الأقل تفضيلًا".
هذا يجعل أي علاقة صداقة لاحقة تبدو كأنها منحة يجب الحفاظ عليها بأي ثمن، حتى لو كانت على حساب احترامك لذاتك.
هذا ليس ضعفًا منك.... بل نتيجة طبيعية لخبراتك.
ثانيًا: ما يحدث مع صديقتيك الآن، من وصفك، هناك ثلاث نقاط واضحة:
1. استهزاء متكرر بسلوكك أو شخصيتك: السخرية المستمرة ليست "مزحًا بين أصدقاء"، بل تعدٍّ على الحدود.
2. استخدام لغة تقلل من شأنك: كونك "غريبة" أو "في المرتبة الثالثة" أو "انتقاد احترامك لقواعد السلامة"... كلها مؤشرات على علاقة غير صحية.
3. عدم احترام ما يزعجك: الصداقة لا تُبنى فقط على التواجد، بل على الاحترام المتبادل.
هذه السلوكيات تُسمى في علم النفس: علاقات غير متوازنة تعتمد على السيطرة أو الانتقاص.
ثالثًا: خوفك من فقدان العلاقات مفهوم لكنه ليس مبررًا لتحمّل الأذى
الخوف من الوحدة يدفعنا أحيانًا للقبول بما لا ينبغي قبوله. لكن الحقيقة أن البقاء مع أشخاص يقللون منك أشد ضررًا نفسيًا من البقاء وحدك مؤقتًا. الصداقة الحقيقية لا تشترط أن تكوني مثالية، ولا تعاقبك على اختلافاتك.
رابعًا: هل تبقين صديقة لهما أم لا؟
القرار يعتمد على استعدادهما للتغيير.
d22; إن كانتا تتقبلان الحديث: اختاري وقتًا هادئًا، وقولي بإيجاز:
"هناك بعض التعليقات والسخرية التي تزعجني، وأريد أن تبقى صداقتنا قائمة لكن باحترام متبادل."
إن تجاوبتا، وتحسّن السلوك، يمكن الاستمرار مع حدود واضحة.
d22; أما إذا استمر التجاهل أو السخرية: فمن الأفضل تخفيض مستوى العلاقة تدريجيًا، وليس قطعها فجأة: تواصل أقل، وقت أقل، مساحات جديدة للتعرف على أشخاص آخرين أكثر احترامًا
أنتِ شجعتِ نفسك سابقًا وبدأتِ علاقات من الصفر، وستستطيعين فعل ذلك مرة أخرى متى وجدتِ البيئة المناسبة.
خامسًا: ملاحظة مهمة لك
ليست مشكلتك أنك "تفتقدين مهارات اجتماعية". بل إنك تعوّضين سنوات من العزلة القسرية، وهذا طبيعي. ويمكنك—مع الوقت والخبرات—امتلاك مهارات قوية جدًا. العلاقات الصحية لا تحتاج إلى مهارات خارقة، بل تحتاج إلى: احترام،صدق، وراحة نفسية.
الخلاصة
نعم، من حقك صديقات يحترمنك. ومن حقك وضع حدود. ومن حقك ألا تظلي في علاقة تؤلمك خوفًا من الوحدة.
أنتِ لستِ وحدك.... بل فقط لم تجدي بعد الأشخاص الذين يرونك كما أنت: إنسانة طيبة، واعية، وتحاول أن تتعلم وتكبر رغم الظروف.
إذا أردتِ، يمكنني أن أساعدك في: صياغة جملة مناسبة تتحدثين بها معهما، أو أن أساعدك في خطوات تكوين صداقات جديدة بطريقة آمنة ومتوازنة.
واقرئي أيضًا:
ملف تأكيد الذات
الصداقة والأصدقاء
من آداب الصداقة