مرحبًا أيها الغرباء الأعزاء
هنا اكتشفت أني أستطيع أن أتكلم لديّ شعور جديد نسبيًا بالنسبة لي لطالما كنتُ انطوائية نوعًا ما، لم أكن أهتم بالعلاقات، ربما فقط في تلك الأوقات التي كانت تُخطب فيها إحدى صديقاتي أو تتزوج، كنتُ أتخيل نفسي في ذلك الموقف، لكن الأمر لم يدم سوى خمس دقائق ثم يختفي...
كان الأمر في الغالب يدور حول مظهري، وما سأرتديه، كما تعلمون، مجرد أمور سطحية لا معنى لها حقً... قضيتُ معظم حياتي أتحمل عبء نفسي وعبء من حولي، عائلتي، اعتدتُ على ذلك منذ صغري، لم أتلقَّ أي مساعدة لأنني كنتُ أنا المساعدة. وما زلتُ كذلك... توفي والدي مؤخرًا، كان الأمر مفاجئًا ومؤلمًا، شهدتُ ذلك بنفسي، رأيتُ كل شيء من البداية إلى النهاية...
ومنذ ذلك الحين، ولأنني اعتدتُ على كبت مشاعري والاكتفاء بمواصلة حياتي والتعامل مع الأمور، أثناء العمل، تمرد جسدي، كنت أتردد على غرف الطوارئ خلال الشهرين الماضيين، وأدخل وأخرج من المستشفيات وأجري الفحوصات وكل أنواع الأمور....
لم أبكِ إلا مرتين ربما، ولا أستطيع ببساطة، المشاعر لا تأتي، لا يحدث ذلك، ربما بسبب علاج الاكتئاب الذي أتناوله منذ عشر سنوات.... ربما لأنني تعلمت أن أكون قادرة على العمل دون أن أتأثر عاطفي....
لكن الخلاصة هي أن هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالوحدة الحقيقية فيما يتعلق بشريك، ليس أماً، ولا صديقاً، ليس مجرد شعور عشوائي بالوحدة، لا، هذه المرة، أتوق إلى شريك، إلى رفيق، وهذا غريب لأنه لا يمكنك البحث عن هذه الأشياء، وهذا جعلني أتساءل، أنا شخصية معقدة للغاية، شخصيتي قوية، وسيكون من النادر جداً أن أجد شخصاً يمكنه تحمل هذا العبء طواعية، أشعر أن فرصي ضئيلة....
أنا جذابة، الناس يلاحظونني، لكن عندما يقتربون، لا يستطيعون تقبل حقيقة النقص. كم يثقل كاهلي، وأنا أتفهم ذلك تمامًا، لماذا يتحمل المرء كل هذا العناء وهو قادر على تجنبه؟
على أي حال.... هذا كل ما أردتُ التعبير عنه.
شكرًا لكم
9/12/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هناك ثلاثة أبعاد لاستشارتك. تشيرين إلى إصابتك بالاكتئاب منذ عشرة أعوام بدون التطرق إلى أي تفاصيل وما إن كنت تحت إشراف طبيب نفساني.
البعد الثاني هو تقييمك الذاتي لشخصيتك بأنك انطوائية عزلتك وعدم العمل.
البعد الثالث هو مرورك بفترة حداد ضاعفت من وحدتك وشعورك بالاكتئاب.
التعبير عن المشاعر وتحديد ما قد تكونين بحاجة إليه هما جزءان أساسيان من فهم النفس والبحث عن السعادة والراحة.
تشيرين إلى الاكتئاب وتكرار زيارتك للطوارئ لذلك قد يكون من المفيد التحدث مع معالج نفساني أو مستشار يمكنه تقديم الدعم لك.
الإنسان هو الذي يبني شبكة دعم من الأصدقاء والعائلة الذين يفهمون ويدعمونك وهذه مهمتك. الانخراط في الأنشطة الجماعية أو الهوايات قد يتيح لك لقاء أشخاص يشاركونك اهتماماتك.
لابد من أن تراعي نفسك وأن تبحثي عن الأنشطة التي تجلب لك الراحة، سواء أكانت رياضة، أو فناً، أو قراءة، أو أي نشاط آخر تشعرين بالراحة عند ممارسته.
العثور على رفيق مسألة قد تأخذ وقتًا، ومن المهم أن تكوني مفتوحة للتجارب الجديدة ولكن أيضاً صادقة مع نفسك بشأن ما تحتاجينه من علاقة.
لا تزالين في مقتبل العمر وفكري في العمل والخروج من عزلتك في البيت وأظن أن هذه الخطوة الأولى نحو الشفاء بعونه تعالى.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
كلهن تزوجن لا تواصل ولا تفاعل!!
تأخر الزواج: لا لليأس لابد من السعي!
على أعتاب الثلاثين.. مشاعر حواء العربية