السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأساتذة في "مجانين.كوم" أرجو منكم مساعدتي بالنصيحة؛ لأستريح، وأستعيد ثقتي في نفسي. مشكلتي تتلخص في أنني أبلغ من العمر 28 سنة وغير متزوجة، وأخي الأصغر مني بسنتين متزوج، وكلما تقدم لخطبتي أحد أجده غير مناسب؛ إما اجتماعيا أو ثقافيا، وأصلِّي الاستخارة؛ فلا أجد نتيجة في نفسي، وأسكت عن الموضوع حتى يمل الخاطب، ويتزوج من أخرى. وإذا أحسست بإعجاب أحد ما فإني أنفر منه، ولا أدري إلا وقد خطب أخرى، ثم أجده مناسبا، ولكني فقدته!! ولا أدرى ماذا أفعل،
والآن أحس بإعجاب شديد من قِبل أحدهم؛ ثقافيا ممتاز، واجتماعيا هو من منطقة أخرى لا أدري عن أهله شيئا، وأجدني أميل إليه، وعندما يختفي من أمامي أتصوره كزوج لي، وأحدثه، وأضحك معه، لا أعلم لماذا؟ أو ماذا أفعل؟ خصوصا أن من يُعجب بي لا يصارحني بإعجابه، وكأنه ينتظر المبادرة مني، وهذا مستحيل بالنسبة لي. وأنا خائفة من أن يخطب هذا الأخير امرأة أخرى كما فعل السابقون؛ لأني أسمعه أحيانا يتحدث مع أصحابه في رغبته في الزواج، وأنا أخاف أن يكون هذا هو الشخص الأخير بالنسبة لي، مع إيماني بأن الزواج رزق، والأرزاق بيد الله.
كيف أتصرف؛ لأجعله يتكلم؟ ولو لم يعجبني سأوافق عليه. أنا متعبة نفسيا، وخصوصا أن أخواتي وأخي الأكبر متزوجون وسعداء، والحمد لله، وأخي الأصغر منى بخمس سنوات مقبل على مشروع خطبة.
أرجوكم أنقذوني قبل أن أتغير من إنسانة متفائلة إلى متشائمة.
جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم
12/6/2025
رد المستشار
الأخت الكريمة، لا ينبغي الخلط بين المستويات المختلفة للأمور؛ فهناك مستوى قبولك أنت لمبدأ الزواج، الذي ينبغي أن يرتبط بتنمية القدرة على الدخول في علاقة، وحسن إدارة شئونها بالأصول، وفي حدود الآداب الشرعية والأخلاقية المتعارف عليها، وإذا كنت حقا ترغبين، وأنت –في الطرف الآخر- مضطربة في هذا الجانب؛ وهو ما يستدعي بذل بعض الجهد في تقوية نفسك، وترتيب وتصحيح مفاهيمك عن الحب والزواج، بغض النظر عن مسألة السن التي يبدو أنها تضغط على أعصابك بشكل زائد عن المعقول. والمسألة لا ترتبط بالتفاؤل والتشاؤم؛ بل باكتساب مهارة التفكير السليم العقلاني، والإيمان العميق المطمئن، والسلوك الاجتماعي الناضج المطلوب لمثل هذه المواقف، هذا هو المستوى الأول.
وأما الثاني فهو ما يتعلق بالطرف الآخر؛ فإذا كنت قد حسمت أمرك أنك راغبة في هذا الشاب الذي تتحدثين عنه؛ فإن التعبير عن هذه الرغبة ممكن عن طريق وساطة تقوم بها إحدى قريباتك، أو أستاذة لك أكبر سنا، وأوسع خبرة. وهدف هذه الوساطة يكون استطلاع رغبة الشاب في الزواج أصلا وقدرته عليه، ثم معرفة نظرته لك، أو رأيه في الارتباط بك، واتجاه الحديث يكون على هيئة مبادرة تقوم بها الوساطة للقيام بدور الرسول، ويدور الطرف الفعال في معاونة هذا الشاب على الارتباط بك إذا كان يرغب في ذلك فعلا، ويتلو ذلك الدخول في مرحلة تعارف مبدئية بمعرفة الأسرة، وتنتهي هذه الفترة حين يحسم الطرفان أمرهما بالموافقة، أو يحسم أحدهما على الأقل موقفه بالرفض.
السؤال الأول إذن إجابته عندك:
هل مشاعرك تجاه هذا الشاب ومعلوماتك عنه كافية للقول بأنك –مبدئيا- راغبة فيه زوجا لك؟ إذا كانت الإجابة بـ"نعم" نتقدم فورا لخطوة الوساطة، وإذا كانت الإجابة "لا" نتراجع، ونصبر في انتظار الأنسب والأفضل، وإذا كانت معلوماتك شحيحة أو أقل من اللازم؛ فيلزم استكمال المعلومات، ولعل هذا يُسهم أيضا في بلورة موقف شعوري واضح يحدد اتجاه السير، أو يضيء النور الأحمر لنتوقف.. نتمنى لك السعادة، وتابعينا بأخبارك.
ويمكنك الإطلاع على إجابات سابقة منها:
فضفضة فتاة على أعتاب العنوسة
تأخر الزواج: صوت عالٍ وصدى أعلى!
سبب الرفض: متدينة وعاقلة زيادة
تأخر الزواج: أعرف ألا حل لمشكلتي!
تأخر الزواج: الكلمة الأخيرة دائما للنصيب!
تأخر الزواج: منطق الطير، وتجربة المواقع
تأخر الزواج... والأخذ بالأسباب!!
تأخر الزواج: سحر البوال ووقف الحال!
تأخر الزواج: عزوف الشباب عن الحلال!