السلام عليكم
أحببت فتاةً كثيرًا، فذهبت لأطلب يدها وتحدثت مع أهلها. اتفقنا على ترتيبات الزواج، والمنزل، والمصاريف. وتحدثنا أيضًا بإيجاز عن القائمة، لكن دون الخوض في التفاصيل. لاحقًا، تدخل والدي، وأكدنا نفس الاتفاقات مع أهلها، وبدا كل شيء على ما يرام.
ثم مررت بمشكلة كبيرة أثرت على حياتي لفترة. لم أكن في أفضل حالاتي، لكنني بقيت ملتزمًا تجاهها، وكنت أراها قدر استطاعتي. بعد فترة، رزقني الله بوظيفة أفضل قليلًا من الناحية المادية.
ثم حدث موقف طريف. اقترحت عليها القيام بشيء بسيط بعد أن استأذنت والديها. عندما أخبرت والدها، غضب بشدة وتحدث معي بفظاظة. اعترفت بأنني أخطأت في اقتراحي، لكنني مع ذلك لم أستحق ردة الفعل تلك. تجاهلت الأمر واعتذرت على أي حال.
بعد ذلك، ذهبت للتحدث معهم، وكنت قلقًا بسبب المكالمة الأخيرة. ناقشنا تفاصيل الزواج مرة أخرى، وعندما كررت ما اتفقنا عليه، بدأ والدها يتراجع عن كلامه في كل تفصيل، وكأنني كنت أتحدث مع شخص آخر.
ثم وصلنا إلى القائمة. أعتقد أن من حق الفتاة أن تشمل ما تحضره معها. لكن والدها أراد مني أن أشمل كل شيء في الشقة، حتى الأشياء التي أدفع ثمنها بالتقسيط منذ سنوات. عندما قلت إن هذا ليس عدلاً، قال إنه إما هذا أو أن أشتري كل شيء بنفسي وفقًا للشريعة. أخبرته أنني أستطيع فعل ذلك، لكن هذا يعني تقليل ميزانيتي، فسألته إن كان سيقبل بذلك. قال لا.
واصلت النقاش، لكنه قال شيئًا أرعبني حقًا، وهو أنهم يقيمون الرجل بناءً على وضعه المادي. جعلني هذا أشعر أنه إذا واجهت أي صعوبة، فسأُعتبر بلا قيمة. بدأ أيضًا بالتدخل في تفاصيل غريبة، حتى أنه سألني إن كنت قد أحضرت لها هدية وما هي. شعرت أن كلامه متطفل ومزعج.
أحب هذه الفتاة كثيرًا، وهي تحبني، ولا أستطيع تخيل فقدانها. لكنني مرعوب من... أخشى أن يتراجع عن وعده مجددًا، وأخشى جشعه وتدخله الذي قد يُصعّب حياتنا، فهي وعائلتها ذوو شخصيات ضعيفة في محيطه. لم تُدافع عني، وأتفهم السبب، لكن الأمر لا يزال يؤلمني.
لا أحاول تشويه صورته. أعلم أنه قلق، لكنني لا أستطيع تقبّل موقفه.
لقد سئمت من هذا المجتمع، بجشعه وقيمه الفاسدة وتدينه الزائف.
08/12/2025
رد المستشار
مرحبا بكم "عبد الحميد"، أتلمس من كلماتك غضبا وخيبة أمل وانزعاجا من الموقف وقد اختلطت بعض الأمور ببعضها، فغضبك من والد المخطوبة يختلط بعدم دفاعها عنك، وكذلك بالاتفاقات التي تتم في الزواج، وبد الأمر مزعجا لك حقا.
لكن دعنا نناقشه بالتفصيل:
كونك معجب بالفتاة وتحبها وهي كذلك ولم يحدث إشكال بينكما فهذا يجعلنا نفكر في الحلول بمرونة وصبر وسعة حيلة بدلا من التأفف والغضب.
كونكم ارتضيتم سابقا على القائمة فمن المهم بدلا من أن تندهش تتأكد من العرف السائد من الناصحين الموثوقين وإذا كان هناك إقرار باحتمالية والتعارف على كتابة ما يخص بيت الزوجية في مشتملات القايمة فهذا خلا فرعي وليس أساسي ويمكن قبوله، أو كذلك ما طرحه من تجهيز كل شيء في حدود المتاح، وأعتقد أن التوافق الحادث بينك والفتاة يجعل كتابة القايمة والتشارك في بناء بيتكما أفضل لك.
المخاوف التي تحيطك من تراجعه أو جشعه مبنية فقط على تفصيلة سواء كانت مستجدة أو لم يتم الاتفاق عليها مسبقا لا تستدعي ذلك، وهذا حال الزواج يتطلب توافق مع الفتاة وكذلك وليها وأسرتها، وقدرتك على التفاهم هو أمر جيد ومطلوب قبل الزواج وبعد الزواج، أما نبرة السخط والذعر التي بدت من كلماتك فربما تجعلك مشتتا في تحديد موقف الخلاف والتعامل معه بتفاهم وهدوء، وفي الأخير الاختيار لك، فهذا المجتمع وتلك طبيعته وليست بالضرورة سيئة، لأن الجشع يأتي في مواقف أكثر وضوحا مما تشكو منه، وفي أمور أخرى، وربما إذا تعرفوا عليك أكثر وأنت كذلك تدرك أن هناك دوافع ومحركات أخرى غير الجشع.
حدد موضع الانزعاج الحقيقي وتحدث عنه فقط دون التطرف لقضايا مجتمعية وتذمر زائد، ولا تغضب من كلامي المباشر. بالتوفيقواقرأ أيضًا:
الوالد يرفض روميو انتقاما... وجوليت تريد حلا