الذاكرة البصرية
السيدات والسادة مستشارو مجانين المحترمون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
أنا معلمة مسئولة عن متابعة بعض الطلبة ممن يعانون من صعوبات متفاوتة في التعلّم، أحاول التعرّف على المزيد في هذا الجانب المرهق من حقل التعليم، المهمة الأكثر حساسية وصعوبة– بعد الأمومة والأبوة- بين جميع المهام الموكلة لنا نحن الراشدون!.
أحد طلبتي يعاني من مشكلة ألخص جوانبها في التالي:
- عمره 11 سنة، في الصف الخامس الأساسي، يستعمل نظارة للرؤية البعيدة، ويعاني من السمنة.
- معامل ذكائه دون المتوسط بقليل (89).
- يشكو تدني القدرة على الربط والتحليل والقياس: خاصة في التعامل مع النصوص في كل الدروس وليس في دروس اللغة فقط.
- بطيء الاستيعاب: يحتاج للكثير من الوقت والجهد- منه ومن معلمه- ليستوعب المفاهيم والمعلومات بخاصة المجردة منها.
- ضعف التركيز والنزوع للتشتت وسرعة النسيان- ذاكرته بشقيها قصيرة المدى وطويلة المدى ضعيفة-.
- عدم مراعاة الترتيب والنظافة عند الكتابة على دفاتره الخاصة أو أوراق العمل والامتحانات- يستخدم الممحاة كثيراً.
- انكسار رأس القلم أو تثلمه بسبب ضغطه الشديد على القلم أثناء الكتابة مما يدفعه لبري أقلامه كثيراً وعلى فترات متقاربة جداً.
- ضعف القدرة على إدارة الوقت أثناء الحلّ.
- ضعف شديد في المهارات الأساسية للغات- العربية والانجليزية-: القراءة ( تهجيته ضعيفة، قد يضيف أحرفاً أو يسقط بعضها في الكلمات ويستمر في إضافتها أو إسقاطها حتى عند التهجئة الحرفية للكلمات، يسقط الألف القائمة في منتصف الكلمات معظم الأحيان، ولا يتمكن من تهجئة كلمة تحتوي همزة في الأول أو الوسط أو النهاية)، الإملاء (ضعيف جداً، ويخطئ تقريباً في كل كلمة يكتبها حتى لو سبق له التدرب على إملائها. ضعيف جداً في استخدام القاموس)، الإنشاء والتعبير (عاجز عن كتابة جمل صحيحة المعنى والمبنى في سياق مفهوم، عاجز عن التعبير عن نفسه كتابياً ويجد صعوبة أحياناً في ذلك شفوياً، أفكاره تفتقر للأصالة وخياله ضحل).
- تقديره لذاته منخفض، وعاجز عن تكوين صداقات مع أقرانه في صفه أو في صفوف أخرى.
- قلق ومتوتر، يحاول دائماً الاطمئنان على أدائه بسؤال المعلمة عن ذلك، كما أنه دائماً قلق من رد فعل والديه رغم تأكيدهما أنه لا يعاقب أو يلام على تدني أدائه الدراسي.
- يكذب فيما يخص أموره الدراسية ويخفي درجاته وواجباته عن والديه.
- يسهل استفزازه.
أنا أدرك تماماً العلاقة بين مظاهر المشكلة التي يعاني منها، بمعنى مدى تأثيرها على بعضها لتظهر بالصورة التي نواجه أنا وهو وأهله بل ومحيطه ككل، خضع مؤخراً لمجموعة من الاختبارات التشخيصية للوقوف على طبيعة حالته فأسفرت عن نتائج عدّة جاءت مؤكدة لملاحظاتي التي جمعتها من خلال مراقبتي له لفترة زمنية كافية ورفعتها للمختصين في مدرستي في عدة تقارير أجملت محتواها فيما سبق. زميلاتي في قسم دعم التعلم في المدرسة وجهنني لاستخدام وسائل تعتمد على الذاكرة البصرية أكثر من الذاكرة السمعية في تدريسه، وحاولت التعرف على هذه الوسائل لكن لا أظنني أصبت جانباً كافياً منها.
أيها السيدات والسادة الأفاضل،
أشكر لكم لطفكم وتفضلكم بالاستعداد لإجابة تساؤلاتنا ومد يد العون لنا نحن المحتاجون لها للخروج من ضياع الحيرة لجادة الصواب، جعل الله تعالى عملكم هذا ثقيلاً في ميزانكم وقدّر لكم من الخير كله، ودمتم في نعمة الله.
لميس
30/12/2005
رد المستشار
الأخت السائلة الكريمة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحباً بك على موقعنا ونتمنى أن نفيدك، ونشكرك على دعواتك لنا أدام الله علينا محبتكم.
حقيقة الأمر يا أخت "لميس" على الرغم من صعوبة حالة الطفل وتعدد مشاكله التي تصيبنا بحزن عليه، إلا أنني مع ذلك لن أستطيع أن أخفي عليك فرحتي الشديدة برسالتك، فعلاً يا صديقتي أسعدتني، حيث وجدت في عرضك للحالة مدى اهتمامك بحالة الطفل الذى يعد في نظر البعض مجرد أحد مفردات العمل، فأنت نعم المعلم الذى نتمناه، ذلك الذى يهتم بتلامذته في كل جوانبهم باعتبار الإنسان كيان واحد لا تنفصل قدرته على التعليم عن سماته الشخصية أو عن مشاكله العائلية، أو عن ما وهبه الله له من قدرات عقلية واستعدادات معرفية....
حبيبتي اعذريني فكدت أيأس من أن يعلم المعلمون أن لهم دوراً أعظم وأكبر يتخطى مجرد حشو المعلومات أو تلقين الدروس، ولكنك تعيدي لي الأمل من جديد في أن يفهم المعلم أنه مربى وموجه وأب وأم..... لقد تأكدت من أننا على هذا الموقع لا نساعد الناس فقط على تخطى أزماتهم، بل هم أيضاً يمدوننا ببارقة أمل وإشعاع نور، كما فعلت أنت برسالتك، أسعدك الله يا "لميس".
أما بعد:
لا أعرف يا "لميس" ما هو الاختبار الذى تم تطبيقه على الطفل، وهناك حبيبتي اختبار يسمى "ستانفورد بينيه - الصورة الرابعة" وهو مقياس مكون من 15 اختبار فرعي بالإضافة إلى أنه يعطى صورة متكاملة للقدرات المرتفعة لديه لنعتمد عليها في تنمية المهارات أو القدرات المنخفضة، فهو يكشف مثلاً عن الذاكرة بأنواعها وأيها مرتفع وأيها منخفض، مما يمكننا من وضع البرنامج المناسب (ليتك في مصر يا لميس كنت شرفت وسعدت بتطبيقه على الطفل وساعدتك في وضع البرنامج).
المقصود بالذاكرة البصرية أن تعتمدي في توصيل المعلومة على صور بصرية توضح المعلومة التي تقصدينها، وليس الصور فقط بل أيضاً الكلمة مكتوبة وبألوان أو بطريقة واضحة، حتى ترتكز لديه فيحفظها بصورتها.
ولكن يا "لميس" ليس هذا كل شيء حبيبتي الطفل يحتاج إلى تدخل علاجي، لتخليصه من التوتر والقلق والغضب المكبوت وغيرها من أعراضه التي تجعله تربة خصبة لكل الاضطرابات النفسية في الكبر، حبيبتي حاولي عرضه على فريق علاجي من أخصائي نفسي وأخصائي اجتماعي وطبيب نفسي للتعامل مع مشكلات هذا الطفل وأعتقد انك ستجتهدين في ذلك، ربنا يوفقك ويرضيك، يا ليت يا "لميس" لو قدرت تطمئنيني معك على الطفل، أنا في انتظارك، بارك الله لك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة صديقة موقعنا أهلا وسهلا بك، ولا إضافة لدي إلا الاعتذار لتأخرنا عليك والذي تسأل عنه مستشارة أخرت الرد لانشغالها هي الأستاذة نيفين عبد الله، مما جعلني أستعين بعد الله بالمستشارة الأستاذة داليا الشيمي بارك الله فيها، فكانت نعم المعين، فقط سامحينا يا "لميس" واسألي الله أن يعيننا على تواصل أسرع معك ومع أمثالك ممن يبعثون الأمل في نفوسنا.