هل هذا وسواس الحب..!؟
في البداية أود أن أشكركم على هذا المجهود الرائع، رأيتها منذ أن كنا في الصف الأول الابتدائي، ولن تصدق ما سأقوله لك لقد أحببتها، بالطبع كنت لا أعلم معنى الحب ولكني كنت على يقين أني أحبها، ولعل ما جعلني أحبها هو وجودها في مكان متميز بين كل تلاميذ الفصل (دلوعة الفصل) بينما كنت أنا تلميذ عادى مثل أي تلميذ، لا أتمتع بأي ميزة تفضلني عن غيري، بل لقد كنت تلميذ انطوائي لا أجيد المعاملة مع الآخرين على الإطلاق، بل لقد كنت شديد الخجل لا أستطيع حتى طلب دخولي الحمام من مدرس حتى أبول على نفسي، إلى درجة الرهاب الاجتماعي.
المهم ظللت أحبها ومع ذلك لم أسعى إلى أن أكلمها أو حتى العب معها مثلما يفعل أي طفل آخر لأن الوضع كان أكثر حساسية بالنسبة لي، حتى عندما تأتي هي للحديث معها لا أكلمها، المهم قررت أن أكون أكثر تميزا من غيري حتى اجذب نظرها لي، فكنت الأول على مدارس المركز جميع سنوات دراستي الابتدائية والإعدادية والثانوي، وخلال مدة دراستي كنت أراها من خلال الدروس الخصوصية ولم أصرح لها يوما ما بحبي ،ولكنى كنت اعتقد في نفسي أنها تحبني، وشاء الله أن أمرض بمرض عضوي شديد، استمر معي كل سنوات دراستي، ولم ادعوا الله يوما بالشفاء بل دعوته أن أتحمل أكثر من ذلك في سبيل أن يجعلها تحبني، ثم دخلت كلية الطب.
وتفوقت كالعادة في السنة الأولى، كل هذا ليس من أجلى بل لأجلها ولكني اكتشفت أنها مولعة بأحب صديق لي، مثل ولعي بها وأكثر، ولكن الفرق أنها كانت بالفعل على علاقة به أصبت بعد ذلك باكتئاب شديد مثلما قال طبيبي النفسي ولكنى لم أخبره عن سببه وأخذت أدوية الاكتئاب حتى الآن(فلوكستين)، وبدأت رحلة الفشل الذريع في الكلية، المهم طلبت من صديقي هذا أن يقطع علاقته بها، وبالفعل قد فعل، ولكنى مازلت أحبها فقررت أن أصارحها أخيرا بذلك ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد ذهب آخر لخطبتها ووافق أهلها بل لقد تم كتب الكتاب.
ومن تلك اللحظة زاد على الاكتئاب بل لقد ظهرت أشكال أخرى من المرض النفسي مثل الوسواس ورهاب الساحة الذي ظهر مؤخرا، والمهم أني لم أعد أستطيع فعل أي شيء في الحياة كالمذاكرة ونحوه،.
والسؤال هل أنا مصاب بوسواس الحب؟ وماذا أفعل هل لو صارحتها بحبي بعد 15عام سأستريح؟ أم ستزداد الأحزان؟ أشعر بأنها ستطلق يوما ما وسأتزوجها، فلابد أن تكون لي (الإنسان يعيش لهدف معين فعندما يذهب هذا الهدف الذي عاش له وفكر فيه بجميع حواسه فلماذا يرى الحياة بعده لابد من أن يموت فلا مكان له).
ما هو الحل دلني بالله.
03/02/2006
رد المستشار
عندما قرأت رسالتك... وجدتني أنتقل بعيدا حيث مكان تجمع الأسرى فوجدتهم كثر، فأفتح بابا أجد أسير حرب وأفتح آخر أجد أسير لذة وأفتح ثالثا أجد فيه أسير فكره وفجأة وجدت موقعا غريبا بين الأسرى فنظرت فوجدتك أنت!!! في حجرة مظلمة بعيدة مكتوب عليها "بدون العذاب لن أحيا" وهاأنذا أحاول فتحها ولكنك تأبى أن تعطيني المفتاح!! فهل سأظل هكذا كثيرا؟
اسمح لي أن أحدثك -حتى ولو- من وراء جدار أسرك فأنا متأكدة أنك ستفتح لي لآخذ بيديك بعيدا عن تلك الحجرة المظلمة لنراك سويا عن بعد، والآن أنصت إلي لعلك تعرض ما سأقوله على عقلك:
1- دعنا نعترف أنك تميل إلى الشعور بالعذاب والكدح في حد ذاته فهو مصدر الحركة والسعي لديك ولتحاول معي أن تتذكر أي الأوقات كنت حقا سعيدا؟!
فلم تكن في حقيقة الأمر محبوبتك هي سر نجاحك وتفوقك فأنت لم تحاول أن تصارحها طوال تلك السنوات رغم احتكاكك بها مرورا بفترة مراهقة وفيها يعلو صوت المشاعر على كل صوت بل ظللت صامتا لتمر عليك خمسة عشر عاما حتى تتركها تتزوج من غيرك!! وانظر ماذا تقول" شاء الله أن أمرض مرضا عضويا شديدا استمر معي كل سنوات دراستي ولم أدعُ الله يوما بالشفاء بل دعوته أن أتحمل أكثر من ذلك في سبيل أن يجعلها تحبني".
2- الحب أجمل ما يتذوقه قلب البشر من مشاعر ولكن يكمن سر جماله في تبادله بين المحبين أما الحب من طرف واحد - إذا تصورنا أنه حبا-فانه استنزاف للمشاعر لن يسمن ولن يغني من جوع.
3- أنت لا تشكو الآن من حب ضائع بل تشكو من فقدك لعذاب تعايشت معه وأراحك كثيرا ولكن حانت ساعة الصفر فلقد تزوجت فكيف سيكون المفر؟ وعبثا تحاول أن نقر لك بأنك تعاني من وسواس أو أمور أخرى فلن أستجيب لك فلقد رأيت قوتك في تفوقك الدراسي رأيت قوتك حين صارحت حبيبها- ولقد كان ذلك أصعب بكثير من بوحك بحبك لها... ووجدت قوتك عندما جعلته يتركها!!.
4- غاب عني كثير من تفاصيل حياتك حول الأسرة والأصدقاء وطفولتك وما حدثك عنه طبيبك فلعلي كنت وجدت سببا لاحتياجك لهذا الشعور الدائم.
5- الحزن لا يرد ضائعا والاكتئاب لا يحقق نجاحا، فلقد تذوقت مرارة الألم وثقل دم الاكتئاب فكيف وجدت نتائجه؟ فما هي إلا دورة تبدأ بالألم مرورا بالاكتئاب ثم بالطبيب النفسي وتختم بفشل دراسي دائرة تلاحمت نقاطها، فلا تترك نفسك فيها كثيرا فهلا كسرتها ولتتذكر أن الحياة أجمل من ذلك وأنك تستحق أن تحياها محبا لنفسك ولغيرك... محبا لنجاحك وتفوقك فالحياة ليست لونا واحدا وليست شخصا واحدا... حتى أنت نعم فأنت لست قلبا فقط فلا تغلق حجرتك على نفسك وتجلس تتجرع الألم وحدك فلن يحترق بناره سواك، فوجودك وسعادتك ليست وقفا على أحد فإذا أردت السعادة فلا تبحث عنها بعيدا فإنها فيك في تفكيرك... في خيالك... في إرادتك... في قلبك المشرق.
6- أنت إنسان ناجح ومتفوق فعلا، ببساطة لأنك من هذا الصنف من البشر فلا تجعل نجاحك مرهونا بأي شيء إلا أنك لا ترضى لنفسك إلا التفوق والنجاح.
7 - أقترح عليك أن تتواصل مع طبيب أو معالج نفسي وأرجو أن تأخذ هذا الاقتراح بجدية فأنت تحتاجه في هذه الفترة بقوة حتى تتمكن من النهوض سريعا مما أغرقت نفسك فيه، أنتظر متابعتك لأطمئن عليك.