أريد أن...
موقعكم رائع جدا أثابكم الله علي كل ما تقدمونه؛ مشكلتي هي وساوس لا أعرف كيف أخرج منها؟
مشكلتي أني أشعر أني أستطيع الخروج منها لكن لا أريد.. كلها في الدين والإله وسب.. أعوذ بالله، عشت جحيما لا يطاق كانت تأتيني الوساوس فأبكي وأستغفر حتى أني أشعر بالرعب وأنا نائمة هذا إذا استطعت النوم حينها..
لكن الآن انتهي ذلك الجحيم أصبحت باردة جدا لا أبالي بالوساوس أستعيذ بالله فقط، قل حضوري الدروس الدينية حتى البرامج الدينية لم أعد أهتم بها بعد أن كنت أترقبها وأنتظرها في رمضان خصوصا، الآن نحن في أوائل رمضان لم تدمع عيني من خشية الله وقراءتي للقران بلا ترتيل وسريعة لأني إذا قرأتها بتمعن فسوف أستدعي الأفكار والوساوس ..حين أرى في الحرم المكي أناس يدعون ودمعهم يسيل أشعر بأني تائهة أو مذنبة شعور لا أعرف كيف أصفه؟
صدقوني أنا لا أريد تعليق تقصيري في عبادتي علي وساوس من صنعي.. أخبرت عمتي لأني كنت أثق بها.. قالت ادعي الله واتركي الكلام الفاضي وبدأت تسألني أنت مؤمنة بالله قلت نعم قالت مؤمنة بالقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم قلت أكيد.. إذن لا يوجد مشكلة!
أنا تعبت من التفكير لا أحب سماع عمرو خالد وهو يدعو أشعر بالخوف أخبرت أمي بضرورة الذهاب لطبيب أصبحت أضحوكة أمي تسخر مني لم يعد أحد يناديني باسمي بل المريضة النفسية حتى السخرية من إخوتي الصغار ماذا أفعل؟
29/09/2006
رد المستشار
الأخت الطيبة: "عبير"
لكم أتعجب من والدتك التي لا تعترف بالمرض النفسي إلا إذا جن جنون الإنسان وفقد بصيرته، ولا تعترف به وأنت تتقطعين أمامها بسكين الوسواس الباردة.
قولي لها إن العلم تقدم والمرض النفسي هو مجرد مرض وليس عار يلحق بالإنسان، قولي لها أيضا إن هناك فارقا بين وسوسة النفس والشيطان وبين وسوسة الوسواس القهري، الذي يأتي اسمه من القهر، فهو يقهر الإنسان على فعل أشياء ليست بإرادته، وهو يجعل فكر الإنسان ليس ملكا له، بل هو يجعل دماغ الإنسان وكأنه بيت تركت أبوابه مفتوحة أمام سائري الليل، فكلهم يدخل البيت وكلهم يعبث بأساسه ونفائسه. وكذا الوسواس فكأن الرأس باتت مفتوحة أمام كل الأفكار التافهة الساذجة، ومن هذه الأفكار ما يمس عقيدة الإنسان فيشككه في تدينه ويزج به في الاكتئاب.
أما أنت يا صديقتي
فما دامت هذه الأفكار أنت منها ومن ذنبها بريئة وأنت غير مقتنعة بها غير متلذذة بها، فهي ليست أفكار من غواية النفس بل هي وسواسية لا إرادية وأنت منها بريئة، فخففي عنك اللوم ولا تلومي نفسك عن عدم التعمق في الدين في مثل هذه الأيام لأن التعمق فيه قد يزيد من الوساوس برأسك ويجعل المشكلة متفاقمة، ويكفيك في بداية العلاج ما تؤدينه من الفرائض ما يجعلك مربوطة برباط الدين، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وتتلقين العلاج المناسب وتخف الأفكار الوسواسية وتقوى إرادتك، عندها ستشعرين ثانية بالخشوع وتبكين مع الذين يصلون في الحرم المكي وتسمعين عمرو خالد كما تتمنين.
لابد لك أيضا ألا تترددي في قصد الطبيب النفساني، فهناك أدوية تصلح ما أفسد الوسواس من خلل كيميائي بالمخ، وهذا أمر ضروري في البداية، ثم بعد إصلاح الخلل الكيميائي، سوف يأتي دور الطبيب فيعلمك من أساليب العلاج المعرفي والسلوكي ما تستطيعين أن تقهري وساوسك.
وأخيرا أنصحك بقراءة قصيدتي (استشارة مجانية في الوسواس القهري وأيضًا إلى مريض الوسواس) على إبداعات مجانين شكرا على ثقتك بنا.
مع تحياتي
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به ابننا الدكتور الموجي فقط أحب توضيح المقصود بما قاله لك (ويكفيك في بداية العلاج ما تؤدينه من الفرائض ما يجعلك مربوطة برباط الدين، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا، وتتلقين العلاج المناسب وتخف الأفكار الوسواسية وتقوى إرادتك) فما يعنيه ابننا هنا أن ذلك يحدث في أول فترة من العلاج فقط كنوع من التخفيف عنك إلى أن يؤتي العلاج العقاري مفعوله، وهذا أسلوب كثيرين من الأطباء النفسيين، ولكن أنا شخصيا لا أفعل ذلك مع مرضاي لأنني أعتبر تمسكهم بما اعتادوه من نوافل وإحسان للعبادات قبل الوسوسة واستمرارهم عليه جزءًا من العلاج السلوكي.
فمثلا أعتبر أن امتناعك عن مشاهدة البرامج الدينية واكتفاءك بالقراءة السريعة لكتاب الله شكلا من أشكال الأفعال القهرية التجنبية Avoidance Compulsions والتي يؤدي اتباعها إلى زيادة المشكلة فضلا عن تنافيه مع جوهر العلاج السلوكي، ولذا أنصح مرضاي بأن يزيدوا من عباداتهم وليس العكس، حتى لو كانت النتيجة زيادة الأفكار أو الأحداث العقلية التسلطية، لأن الإصرار على التمسك بأداء العبادة بشكلها الذي تطمحين إليه يؤدي في النهاية إلى اختفاء الأحداث العقلية المصاحبة، وأخيرا أضيف لك بعض الروابط المهمة:
الوسوسة الدينية وخرق السماء
رمضان، والوسوسة: هل تزيد الوسوسة في رمضان؟
مسلم يعاني من الوسواس القهري: ماذا عن العلاج؟
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري 4
رسالة لأهل مريض الوسواس القهري
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.
ويتبع ..... : أنا وأمي والوسواس م