لا بديل عن الاحتكاك
مشاركة لسجين العشق والهوى..!؟
السلام عليكم ورحمة الله؛ باختصار أقول للمستشارة داليا الشيمى تعقيبا على نصيحتها لصاحب المشكلة بأن يتقرب للفتاة ويتعرف عليها أني أختلف معها تماما حتى لو كان هذا في حدود الشرع لأن هذا ليس إتيانا للبيوت من أبوابها وإنما من ظهورها ولأنها في رأيي خطوة من خطوات الشيطان التي نهانا الله عنها ولأني اتفق معه تماما في تصنيفه للفتاة وليس كما تقول الأخت المستشارة داليا أن المظهر لا يعبر بالضرورة عن الجوهر فالأخ السائل بالتأكيد قد رأى من تصرفاتها ما يؤكد وجهة نظره عنها وأيضا لأن السائل أمامه مشوار طويل في الدراسة وهو ليس بصدد الزواج الآن فلماذا إذن يحاول التعرف عليها من الآن؟ ومن يضمن عواقب هذه العلاقة وتبعاتها خاصة من الناحية الشرعية؟
والمتحدثة إليك الآن هي واحدة ممن درسوا في نفس الكلية التي يدرس بها الأخ الكريم صاحب المشكلة وأقول له أن معظم من كان في مثل سنه ممن يملكون إحساسا مرهفا يمرون بتلك المشاعر الملتهبة والتي يعتمد فيها الحب على صور من الخيال للمحبوب الذي لا يكون له ميزة أخرى نعرفها إلا الشكل الجذاب ولكنها تمر على أي حال ويكتشف المرء أن الحب الحقيقي يختلف كثيرا عن تلك المشاعر غير الناضجة وأنا أتفق تماماااااا مع صاحب المشكلة في أن ما يحدث له هو نوع من الأفكار التسلطية أو حتى المشاعر التسلطية وانصحه بالاستعانة بالله والدعاء المخلص له سبحانه وتعالى أن يصرف عنه.
أما بخصوص رأي المستشارة في موضوع الزي غير المحتشم وأنه لا ينبغي أن نحكم على الإنسان من المظهر فأنا ولأني أحدث عهدا بالجامعة وما يحدث فيها وبالبنات اللي كنت واحدة منهم أقول أن المظهر بالذات للبنات في مجتمعنا يعبر جدا عن الشخصية ودرجة التزامها الأخلاقي عموما والديني خصوصا. أعان الله شباب المسلمين على العفة وربنا يهدى البنات للحجاب الصح اللي يشمل المظهر والسلوك.
أشكركم
والسلام عليكم
24/9/2006
رد المستشار
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وكل عام وأنت بخير، وجعل الله حياتك وحياة المسلمين جميعاً وغيرهم أعياداً، ومرحباً بك على موقعنا.
سعيدة بمشاركتك، ولن أخفيك سراً فأنا ممن يسعدون بالمشاركات ربما أكثر من الاستشارات نفسها، وذلك لأنها توضح لي أن هناك من يقرأ ويهتم بأن يدلى برأيه فنتكامل جميعاً لتحقيق مكاسب لمن يقرأ لنا. وبالطبع فإن ذلك يجعلني أرى أي نوع من الاختلاف مع ما اكتب هو بمثابة رأي أخر أو وجهة أخرى يمكن العمل بها لمن أراد، فكل منا يرى ويسمع ويفعل ما يتفق معه ومع ظروفه..أما عن رأيي الذي كتبته للسائل فله شقين، أولهما يتعلق بدفعه للاقتراب الحذر والمحسوب من الفتاة، والثاني بخصوص الملبس:أولاً: ما قصدته يا صديقتي عندما أشرت عليه بالتقرب من هذه الفتاة في حدود ما شرع الله من التعارف بين البشر هو أن يخرج من حيرته، فلم يكن مقرر أن يبتعد عنها أو أن يقترب، وكان حائر بين الاثنين، وبخبرتي في العلاج والإرشاد أو حتى خبرتي الإنسانية أرى أن الحيرة بين أمرين أخطر بكثير من التقرب (الحذر) من أحدهما لاختباره..فعندما يقترب سوف يرى ويدرك إن كانت سوءً فسوف يبتعد ويجد لديه المبرر في الخروج من عباءة التفكير فيها، وإن وجدها خيراً مع بعض الأمور التي لا يراها مقبولة من قبيل الملبس ربما استطاع أن يقرر مساعدتها لأنها كما يقولون خامة جيدة.... ولن يتأتى هذا حبيبتي إلا من خلال الاحتكاك.فكل منا يرسم صورة عن الآخر في الحقيقة هذه الصورة جزء كبير منها يعكس شخصية الذي يرسم، فلو وضعنا شخص واحد ليحكم عليه عدة أشخاص أو سألناهم عنه عن بعد فربما أعطونا سمات ليست فقط مختلفة ولكن ربما تكون متناقضة تماماً...ولهذا كله طلبت منه هذا الاقتراب، ليعرف هل سيستطيع أم لا؟ ثم حبيبتي إن هذه المرحلة هي مرحلة للفهم ليس فقط فهم الأخر ولكن فهم الذات، هل هذه الشخصية مناسبة له؟ هل أنا أشبه فلان؟ وهل لك نتصاحب لابد أن نكون متشابهين؟ كلها أسئلة لابد من الإجابة عليها في هذه المرحلة، حتى لو جرحنا فيها أو تعرضنا لألم، فهذا الألم هو ما سوف يترك بصمات يسمونها الخبرة، تصبح مؤشرات وموجهات نستعين بها على الحياة فيما بعد...هذا رأيي وما اعتقدت أنه في هذه الحالة وبهذه الظروف لابد من فعله، فالبعد سوف يجعله يشعر أنه ربما لو اقترب لكان أفضل أو إنه حرم نفسه من الحب أو.....أما عن رأيي في الملبس، فبالطبع يعد الملبس من مؤشرات على الشخصية والتدين، هذا أمر مفروغ منه، ولكن..... ليس في كل الأحوال، فهو أحد المؤشرات، ولكنه ليس كل المؤشرات على الشخصية أو التدين، فالحجاب فرض، هذا أمر لا خلاف فيه، ولكن كيفيته ربما وأكرر ربما يكون عليها اختلاف، فمن الفتيات من يراه غطاء للرأس فقط، ومنهم من يراه جلباب طويل ومنهم من يراه لا يتناقض مع بعض الملابس المفرنجة و..... وكثيرات لم يفهمن أن الحجاب هو أسلوب حياة، فللمحجبة صوت وطريقة حديث وشروط في التعامل مع الآخرين، وأخيراً ملبس يميزها.....وكثيرات جداً يأخذونه بوصفه كما ذكرت لك بعض التفصيلات في الملابس أهمها الإيشارب، تلك القطع من القماش المزركشة والملونة والتي أصبحت تجذب العين أكثر من صبغات الشعر المختلفة، وهن يعتقدن -كما يتسرب لهن من ثقافة الفيديو كليب وثقافة بيوت أزياء المحجبات- أن ذلك لا يخل بإيمانهن، ولكل واحد تفكيره وثقافته..... ولكي لا أطيل عليك فإنني أؤكد أن الملبس ليس كل المؤشرات، هو فقط إحداها.....وقبل أن أنهى كلامي أجد لدى رغبة في أن أروى لكِ ولنفسي قصة بسيطة ربما تدلل على ما أريد الوصول له، فقد كنت في العزيزة بيروت، وحدثتني إحدى الأخوات هناك بعد أن عرفت أنني أخصائية نفسية مصرية حضرت للمساندة النفسية لمتضرري حرب لبنان، وحضرت معي تدريب أحد الأيام.. المهم حدثتني مساءً على التليفون، تطلب منى أن أساعدها فرحبت بذلك، فكانت المساعدة هي أن أساعدها في أحد مشاريعها الخيرية، وحدثتني عن الثواب العظيم الذي سوف نناله، وقرأت عليه الآيات والأحاديث التي تعبر عن ذلك، عمرها 26 سنة تعمل لخدمة الدين منذ أن كانت 12 سنة في كل مجالات الحياة تنتمي لكل الجمعيات الإسلامية والأهلية التي تعين الناس، تقوم الآن بعمل جهود لأسلمة الإعلام خاصة إعلام الأطفال، و.......... أمور كثيرة سامحيني لا أريد أن أطيل عليك.....ثم طلبت منى بعد هذه المكالمة أن نتقابل لنضع الخطة معاً، وظللت بالفندق انتظر تلك الشخصية الإيمانية الرائعة التي أقسم لك إنني بكيت من حديثها على التليفون، فإذا بها تنزل من سيارتها ترتدي ملابس تغطى جسمها، ولكن..... دون حجاب!!! وذهبنا معاً، وتحدثنا وجاء الأذان لتقوم وتطلب معي أن نتوجه للصلاة وحدثتني في طريقنا حول فضل الصلاة على وقتها وإن بركة أي عمل إنما هي رهناً بأداء الصلاة، ثم ارتدت ملابس الصلاة.. وصليت معها... وكانت أولى دعواتي: اللهم أكثر منها، اللهم أكثر منها، اللهم أكثر منها.. هذا ما قصدت اللهم أنعم علينا جميعاً بما يقربنا إليك حجاباً كان أو أي طاعة أخرى...وأعتقد صديقتي أن السائل أمامه بديلين ما عرضته عليه وما عرضته أنا وله أن يختار حسب ظروفه أحدهما أو حتى يختار بديل ثالث فهدفنا من موقعنا هو وضع بدائل أمام السائل أو مقترحات وليس إعطائه الحلول القاطعة لحياته...أخيراً أشكرك على ايجابيتك وأتمنى أن تكون سمة لنا فنعبر عما نرغب ما دمنا نعرضه في صورة لائقة.. وفى انتظار مزيد من مشاركاتك..