السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعاني من الفشل المتكرر في دراستي الجامعية فأنا أكره المذاكرة ولم أذاكر في حياتي إلا قبل الامتحان وفترات قصيرة جدا.. لا أطيق المذاكرة ولا أعرف أن أحفظ.. أو أستوعب.. دراستي نظرية ولا أجد أي هدف مرجو من دراستها..
غيرت كثيرا بين الكليات لأجد ما أحبه ولم أجده.. ليس لي أي هدف من دراستي.. وأعلم أنه لا يوجد مستقبل لي ولا لغيري، فما فائدة تضيع سنوات من عمري في الدراسة.. أعرف أنها مهمة اجتماعيا.. ولكني غير مؤمن بجدواها وكلما فكرت أني سأنهي دراستي ولا أجد عملا وينتظرني الجيش وأعباء الزواج أصاب بيأس شديد وإحباط.
أعيش حالة سيئة جدا بسبب فشلي لعدة سنوات.. وأضغط على نفسي لإرضاء الأهل والناس من حولي.. أريد أن أنجح لكني لا أقدر. والله دخلت مستشفى أكثر من مرة بسبب صداع رهيب ووجع بطريقه مؤلمه في القلب وضيق في الصدر وعدم القدرة على الأكل نهائياً وحالياً دوخه غريبة.
أحب البيت جداااااااااااااا، وأنا إنسان ملتزم وخجول. منغلق قليلا على نفسي ولي أصدقاء قليلين.
ساعدوني بالله عليكم فأنا مدمر تماما
13/10/2006
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أخي الكريم لقد قرأت مشكلتك بعناية ولقد لاحظت من بين ثنايا السطور شعورا باليأس والإحباط واللاقيمة يتملكك وكاد أن يهزمك ويطغى عليك.
أخي لما كل هذا الإحباط؟ ألست شابا من يجب أن تمتلك قدرا من الطموح والرغبة في عيش حياة كريمة؟
ما هذا التفكير السلبي الذي يمتلكك ويسيطر عليك؟ ويجعلك ترى الحياة والتعليم والجد والاجتهاد بلا فائدة؟ وتنظر بالمنظار القاتم.. كيف سيطر عليك هذا الشعور المدمر؟
من خلال رسالتك فهمت أنك قمت بتغيير الكلية أكثر من مرة أي واجهت الفشل أكثر من مرة وهذا بسبب الشعور الذي يسيطر عليك دائما وهو عدم الفائدة مما أفقدك الحماس والرغبة في بذل الجهد وأصابك بحالة من الفتور واللامبالاة...
أصعب شعور يصادف الإنسان هو الشعور بالفشل وعدم القيمة... والأسباب ليست مفروضة في أغلب الأحيان ولكن تكمن الأسباب في ذاتنا وتنبع منا فنحن من نتحكم في مشاعرنا واتجاهاتنا فمن الممكن أن نرى الشيء جميلا ومفيدا إن أردنا وممكن أن نرى نفس الشيء قبيحا إن أردنا
فلماذا لا تصاحب من هم نموذج للنجاح والتفوق في الحياة وهم ليسوا بقليلين... وأظن أن رفاقك يفكرون مثلك.. بيأس وإحباط.... فترى أن التعليم بلا فائدة لأنك لن تجد العمل وتنتظرك متطلبات الأسرة والجيش و.... وتقوم بحصر المهام التي تنتظرك على أنها أعباء ومشكلات... هكذا تراها في حين أن غيرك من محبي النجاح يرى أن هذه المهام واجبات ومراحل حياتية يجب أن نمر عليها ونستفيد منها والإعداد لها لنكون أفراد مسئولين في هذا المجتمع وبالأحرى في هذه الحياة... خلق الإنسان في كبد.. أي جد واجتهاد لا سبيل للنجاح الذي يأتي دون تعب ودون تضحية فله مذاق خاص يشعرك بقيمتك الذاتية.
لا تكره دراستك فتغيير الدراسة أكثر من مرة أصابك بحالة من اليأس وافتقاد الهدف فأنت يا أخي تفتقد الهدف ولا تعرف ماذا تريد ولا ترسم لحياتك مخططا مما أصابك بالاضطراب والتخبط ومن ثم فقدان القيمة والثقة بالنفس إنه فشل يتلوه فشل، كما أن التعليم يا أخي الفاضل ليس مظهرا اجتماعيا فقط بل أنت تضيف لنفسك قيمة ومعرفة ولكن أحب ما تعمل وما تدرس وحاول أن تكيف نفسك على ذلك فلا يوجد دراسة أو علم مهما كان بسيطا دون فائدة أو أهمية ولكن اكتم ذلك الصوت اليائس الذي يصرخ بداخلك ويقنعك بعدم الأهمية فأنت تتعلم ليس للشهادة والعمل فقط.
ولكن تتعلم لتضيف لنفسك قيمة وتضع قدمك على درجة من درجات النجاح في سلم الحياة وليس بانتهاء دراستك الجامعية ينتهي الدرج... لا بل هناك الكثير من الدرجات التي يجب أن تخطوها فما زلت صغيرا والحياة يملؤها الكفاح فليس معقولا أن نجد نصل إلى النجاح من يوم وليلة
وإن ما تشعر به من إعياء ومرض لهو ناتج عن ما تشعر به من إحباط وانكسار... ويبدو أن الجانب المادي يقلقك نوعا ما... برغم أن القيمة الذاتية ليست بالمادة فقط... أخي إن كان ما تعانى منه من مرض عضوي ولا يوجد له سبب طبي... فحاذر وأنتبه فأنت تهوى في فوهة الفشل واليأس والمرض والإحباط وما أبشع تلك الفوهة التي تعتصر من يقع فيها وتجعله جسدا جاء إلى الدنيا بلا روح وبلا فائدة فيذهب منها دون أن يضيف شيئا وإن لم تزد للحياة شيئا فأعلم أنك زائد عليها.
أخي أعد حساباتك من جديد وقم بوقفة مع نفسك اليائسة وتحدها وأقترب من رب العامين وتوكل عليه فهو المدبر لشئوننا وما علينا سوى أن نجتهد والله لا يضيع أجر من أحسن عملا فأحسن عملك وأخلص له والله سوف يكافئك ولا تحسب الغد أسودَ، ولا تتنبأ بما ليس لك به علم ولا تنظر إلى النماذج الفاشلة بالحياة فهناك من يدبر لك فيذل من يشاء ويعز من يشاء ولكن كن قريبا إلى روح التفاؤل لتصل إلى ما ترضاه ويرضي الله ورسوله.
والله الموفق
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة سها مزيد غير إحالتك إلى عددٍ من الروابط لمشكلات مشابهة لمشكلتك وطرق تفكير مشابهة لطريقتك فانقر ما يلي من عناوين:
التفكير النكدي
متاعب شاب: أم تفكير نكدي؟
متاعب شاب: أم تفكير نكدي؟ مشاركة