تحياتي؛
أنا مصطفى أبي دوما يضربني ويضطهدني ويفرق بيني وبين إخوتي في المعاملة وفي الأموال ويكرهني والكثير.
17/2/2008
رد المستشار
حضرة الأخ "مصطفى" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لم يُِسمح لأحد في الكرة الأرضية أن يختار والديه، ولكننا نجد بأن كل الآباء والأمهات يحبون أولادهم ويحمونهم ويساعدونهم بغض النظر عن المستوى التعليمي والثقافي والمادي لكل عائلة. كما ونجد أن كل الأولاد يحبون آباءهم وأمهاتهم دونما تمييز بالنسبة لثقافتهم وغناهم أو تعليمهم.
نعم يا أخ "مصطفى" يجوز أن يكون هنالك نشاذات: حيث أنه قد يوجد في مكان ما أهالي متعبون من العمل أو من ظروف الحياة فتكون ردات فعلهم انفعالية فوق اللزوم تجاه كل أولادهم أو بعض أولادهم. لذلك نجد من يشكو من هذا التمييز، وكلٌ حسب ظروفه وحالته.
والواقع أنه بدل أن نسأل الآخرين لماذا يعاملوننا بشكل قاسٍ، لربما وجب علينا أن نسأل أنفسنا، لماذا لا يعاملنا الآخرون بالعدل والحق والقسط؟ أعتقد أن الجواب يكون غالباً بأننا قد نكتشف وجود ثغرات معينة فينا، أو في تصرفاتنا، أو نتائجنا المدرسية التي تثير حساسية الوالدين، فتكون ردات فعلهم بتصرفات قهرية ربما لكي نرتدع، أو نصلح الأمر المُلح الذي طالما طالبونا به، ونحن لا نرد جواباً.
إذاً يا أخ "مصطفى"، سوف تفهم بسهولة ما نقوله عندما تصير أباً، وعندها تعرف بأن الوالدين يحبون أولادهم جميعاً بالتساوي إلا في حالات شاذة، يكون فيها أحد الأولاد مُميَزاً، فيميزه الأهل بالعطاء أو بالعقاب، بالطبع حسب ما تقتضي الحالة.
أكيد إننا نصدقك بأن حالة والدك قد تكون صحيحة وقد يكون عندك الحق بأن والدك يظلمك، ولربما يكون هذا امتحانك في الحياة الدنيا. فهل تنجح بأن لا تقول له (أف) ولو كان من الكافرين.
كل ما ننصحك به، بعد إعادة النظر بسلوكك، وبإقامتك للنقد الذاتي لمعرفة السبب، هو أن تلتزم بالتواصل مع الباري عز وجلّ، بالصلاة والدعاء للوالد كي يُلهمه العدل، ويُلهمك الصبر، فالنجاح في الدنيا والآخرة.
مع دعائنا لك بالتوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته