أوجه رسالتي إلى
الدكتور محمد المهدي
فربما أحتاج لزيارته وربما لأستاذي الفاضل أعاني من قلق رهيب وإحساس بفشل ليس له معنى فلم أقصر ولا أعلم حتى الآن ما سبب رسوبي في "مادة" من مواد الدراسات العليا "العام الثاني وتعادل الماجستير" فقد كتبت كغيري وتارة أجد أن إجابة السؤال من الناجحين مختلفة عن بعضهم البعض المهم أنه هذا العام كاد أن يسفر عن جنوني فعلا لم أتعرض للرسوب من قبل وأكاد أشك في سبب رسوبي ليس ثقة زائدة بنفسي ولكن لأني أرى فيمن نجح من هم مثلي ومن هم إجاباتهم تتعارض مع من نجح من زملائنا وها أنا الآن أستعد للدور الثاني وإعادة كل ما نجحت في سابقا بسبب تلك المادة التي كان سؤالها عبارة طويلة مطلوب شرحها كما يتراءى لنا...
يعني السؤال في بطن الشاعر والحدق يفهم طبعا مش ده بس السبب لضيقي أكثر من أمر منها رغبتي في الأطفال وحبي لهم حيث شاركت في تنمية مهاراتهم مع إحدى الجمعيات وعانيت وقتها من حب شديد أضمرته فكانوا أذكياء ما شاء الله عليهم أو عاطفيين وحساسين لدرجة تجعلني أتأثر بهم وكذلك عانيت من عدم التكيف مع رئيستي في الفريق فلم تكن تعاملني باحترام برغم أنني قد أكبرها سنا بدأت أنا الأخرى في تجاهلها حتى جاءت ظروف جعلتني أعتذر لهم رغما عني وكانت فرصة للراحة كل ذلك سبب انزعاج لي وأنا قليلة الخبرة غير مختلطة أحاول الخروج من الشرنقة وأيضا صراعي حول تحديد الأهداف وصراع الحق مع الباطل في حياتي وفتن كثيرة وصراع الشيطان والنفس وفتنة تأخر الزواج....
فتنة الأولاد وحقيقة أكثر ما يضايقني هو عدم شعوري بالثقة في نفسي وعدم شعوري بمعرفة ما أريد حقا وما أنا فاعلة بمستقبلي من تخطيط وحتى الأحلام أكاد لا أستطيع أن أحلم كما أني بدأت أحدث ربي في دعائي بقلة حياء "فكنت أقول لربي لماذا؟!! وكذلك إني زعلانة" طبعا الشيطان يحاول الانتقام مني فأنا التي تصارعه ليلا ونهارا سرا وجهرا بمعونة الله....
ومن دواعي الانزعاج أيضا في حياتي إني أنزعج من نظرات الرجال لي والله أعلم ما في ضمائرهم ولكن أرى أن غض البصر عنهم هو أفضل حل وعلاج وإن كانت تلك النظرات ِمن َمن اعتادُ على رؤيتهم تؤرقني وتخنقني المهم إني فكرت في ارتداء النقاب وعلمت بعد ذلك أن من أولوياتي العمل والجهاد المدني وذلك قد يعطلني الأعراض التي بدأت بالظهور هي أني لا أنام جيدا وبدأ التوتر يسري في جسدي وكأنه أنفلونزا حتى إني عندما أنفعل أسمع دقات قلبي وكذلك مرات أرى يدي ترتعش وبعض الأحيان أشعر بألم في كل جسدي في النصف الشمالي فقط أو قدمي اليسار أو ما يشبه الصداع النصفي مع العلم أن أدوار الجيوب الأنفية معي متكررة.
في بعض الأحيان أفتقد شعوري بمتع الحياة وأشعر إني أحتاج أجازة من نفسي وعقلي فأنا كثيرة التفكير بالفعل أفعل ذلك ولكن بلا فائدة لأنني أعاود التفكير مرات ومرات فيما أريد حقا بين القلق في النوم وبين الاضطراب الذي أعاني منه كلما تقدمت خطوة أو تأخرت أرى أنني صرت مدمنة أفكار سلبية أحاول إخراجها ولكن صبري يقل وحالتي في تدني هل أنا في حاجة لزيارة طبيب فلم أعد أشعر أني في حالة مؤهلة لتحمل مسئولية فأنا أريد التغيير حيث الأفكار والعادات الإيجابية ولكن تهاجمني سلوكياتي التي تحاربني فكأنه صراع بين رغبتي في التغيير ورغبتي في استسلامي للشيطان الذي لا يريدني أن أتحرك أشعر بعض الأوقات بضيق في نومي حيث لا أنام بعمق فلا أشعر إني نمت،
ومن مشاكل النوم أيضا إني أحلم بأبي الذي توفى وكأنه موجود وأؤكد على وجوده بسعادة وإذا بي استيقظ على كابوس ينفي لي الحلم فأضطرب جدا علما بأن أبي متوفى منذ أكثر من 10 سنوات وكذلك أحلام مزعجه تراودني ولكن قلت هذه الفترة فربما الانشغال هو السبب أريد الخروج من دائرة المحاولات إلى التنفيذ وعن رغباتي وطموحاتي فأنا لم أعد أستطيع أن أحلم وإن كنت أحاول فلا أجد نفسي الآن في أي حلم حتى إنني صرت أنزعج من فكرة الأحلام "وأرى أهميتها في الوصول للهدف حيث التخيل الابتكاري" وكثيرا ما أحاول رؤية نفسي في صورة مثالية من وجهة نظري ولكن بداخلي رغبة في عدم الحصول عليها رغبة انهزامية تؤثر السكون عن الحركة
"كل مهيأ لما خلق له" فلما هيئني الله؟؟؟؟؟؟
وكيف أرتب أهدافي وأولوياتي كيف أرتب نفسي داخليا وخارجيا وكيف لي بإعادة فرصة اليقين في الحلم ومقاومة الانهزام.
07/09/2007
رد المستشار
"أختي الفاضلة".....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، معذرة على تأخري في الرد عليك.
أكاد أرى شيئين هامين في رسالتك:
1 – فجوة كبيرة بين طموحاتك وإمكاناتك، فأنت تريدين أن تحققي نجاحات كثيرة ولديك، أو كانت لديك، أحلام عديدة، ولكن يبدو أن الظروف لم تكن مواتية بالقدر الكافي، أو أن الإرادة قد كلّت، أو أن الحماس لم يكن كافيا، أو أن المثابرة عندك كانت قصيرة أو ضعيفة.
وهذه الفجوة بين الإمكانات والطموحات تحدث حالة من القلق النفسي، فلا أنت قادرة على تحقيق ما تحلمين به، ولا أنت قادرة على التخلي عن أحلامك والرضا بالقليل. وحالة القلق النفسي التي انتابتك جعلت قدراتك وإمكاناتك تبدو أضعف من حقيقتها، وهذا يخيفك أكثر ويشعرك بالعجز أكثر وأكثر.
2 – حاجة شديدة لدعم نفسي من شخص أكبر، وهذا ما يجعلك تحلمين بالوالد الذي توفي (يرحمه الله) منذ عشر سنوات، وهذا احتياج مشروع، فكلنا نحتاج للدعم والمساندة ممن هم أكبر أو أسبق أو أقدر منا، خاصة في أوقات الأزمات وفي لحظات الانكسار.
وأعتقد أن لحظة الانكسار عندك قد ظهرت حين رسبت في مادة امتحان الدراسات العليا، وكأنك تلقيت رسالة في تلك اللحظة بأنك ضعيفة وأنك فاشلة، وأن نجاحك وفشلك يرتبطان بأسباب خارجية لا دخل لك فيها، فها أنت قد كتبت الإجابة في ورقة الامتحان بشكل جيد ومع هذا رسبت ونجح غيرك ممن هم دونك في المستوى أو على الأقل في مستواك.
ونحن حين نشعر بذلك نهتز ونضطرب أكثر لأننا نشعر أنه مهما فعلنا فإن الظروف والعوامل الخارجية تهزمنا في النهاية، وأن الحياة تسير بلا منطق معروف. هذه الحالة تنتمي إلى ما نسميه "وجهة الضبط الخارجية"، وهي توحي بأنه ليس بأيدينا شيء نفعله طالما أن النجاح والفشل يخضعان للظروف الخارجية ولأهواء المصححين في الامتحانات وللحظ والصدفة. وهذا يختلف عن موقف "وجهة الضبط الداخلية" والتي نشعر فيها بمسئوليتنا الشخصية عما يحدث لنا، ونعرف بالتالي ماذا يجب علينا فعله لتحسين أحوالنا، ونصبر ونثابر حتى نحقق ذلك، ويكون لدينا الأمل في النجاح والحماس الكافي لتحقيقه، والهدف الواضح الذي نسعى لتحقيقه، وقبل كل هذا توكلنا على الله واستمدادنا للعون الدائم منه.
ولهذا أرى أنه من الأفضل الآن أن نبدأ من نقطة القلق العام والاكتئاب الذي تعانين منه والذي أصابك بالأرق والخوف من المستقبل والتوقعات السيئة والرعشة وغيرها من الأعراض، فهذه تهز ثقتك بنفسك وتضعف قدراتك الفطرية وإمكاناتك المكتسبة وتجعلك تدورين في حلقة مفرغة.
وأنصحك بزيارة طبيب نفسي قريب منك ليصف لك بعض مضادات القلق والاكتئاب البسيطة، ويكون أيضا بمثابة تدعيم نفسي لك حتى تتجاوزي أزمتك، وأن تأخذي عدة أيام من الراحة النفسية والجسدية. وحين تصلين إلى حالة معقولة من الاستقرار، عاودي المذاكرة مرة أخرى للمادة التي رسبت فيها وللمواد الأخرى التي سوف تمتحنين فيها، واعلمي أن هذا مكسب لك وليس خسارة، فأنت ستقرئين بشكل أوسع وأعمق في مواد تخصصك، وهذا يجعلك أفضل، فمن المعروف أن الذين واجهتهم خبرة الرسوب في الدراسات العليا أتيحت لهم الفرصة لمزيد من القراءة المتوسعة والعميقة ساعدت على نموهم العلمي والمهني بشكل أفضل بعد ذلك، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
أما إحباطاتك من ناحية تأخر الزواج وحرمانك من الأطفال الذين تحبينهم فيمكن التغلب عليها بشيئين:
1 – الدعاء المستمر والتضرع إلى الله ليرزقك الزوج الصالح والذرية الصالحة التي تقر بها عينك، وأن تكوني واثقة من استجابة الله لدعائك فهو قادر على كل شيء، وهو الذي يقول للشيء كن فيكون، وبيده مقاليد كل شيء.
2 – الاستمرار في الدراسة والنشاطات المهنية والاجتماعية فهذا يجعلك تتألقين اجتماعيا وإنسانيا ويجعلك في عمق الحياة الاجتماعية، وهذا يعتبر سعيا مشروعا ومحترما نحو تحقيق الزواج.
أسأل الله أن يخرجك من محنتك وأن يعوضك خيرا، ويمنحك السكينة والسلام، ويحقق لك ما تتمنين، وأن يستخدمك في طاعته وفي رعاية خلقه وإسعادهم
واقرأ أيضًا:
اضطراب القلق الاكتئابي
أعراض العودة من الخليج قلقٌ×اكتئاب