رومانسي ومشاكل تحيرني..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بعد التحية والسلام أقول، أنا الطالب محمد أحمد بالفرقة السادسة كلية الطب البشري، وأرسل إليكم لإيجاد الإجابات الشافية والحلول المقترحة لتفادي التورط في ثنايا مشكلتي التي تؤرقني أغلب الأوقات وتتلخص فيما يلي:
بطبيعتي إنسان رومانسي للغاية وحساس لدرجة الغليان وعندما تغلبني مشاعري أفقد قدرتي على التفكير المنطقي السليم، ويتخذ عقلي سردابا تشل فيه وظيفته وتنعدم خلاله قراراته المرجوة ويصير اندفاع انفعالي منطلق وبصورة مطلقة من جراء غرقي في براثن مشاعري الجارفة مما يورطني في مواقف تكون نتائجها مدمرة ومؤرقة وأعيش بعدها في بوتقة العذاب والألم، وتطول فترة التعافي بل وينقلب الأمر أحيانا بمشاكل جسدية كثيرًا ما يكون علاجها محيرًا...
أرجو من سيادتكم التكرم بإفادتي في تلك المشكلة
ولكم فائق التحية والاحترام وشكرًا جزيلا
02/12/2007
رد المستشار
براثن!! بوتقة!!........ كان أمامي أمران لا ثالث لهما وعذرا لك يا أخي أقدمه لك مسبقًا لو أزعجك مني الأمر الأول ولكن عذري مما نراه في هذا الموقع من محبي الاستفزاز أو محبي السخرية أو التسلية ولذا فالأمر الأول: هو أنك شخص مستهتر وتسخر أو تضيع وقت لتتفرج علي رد الفعل وهذا تأباه نفسي لنفسي ولموقعي الحبيب. (أعتذر)
الأمر الثاني: هو أنك بالفعل شخص حساس حساسية مرضيه تجعلك تفسر تصرفات الآخرين التي تنبع منهم عفويًا بأنها قسوة في التعبير أو تصرفًا لا ينبغي أن يحدث من بشر وذلك يعود في الأصل للتربية الأولى في الحضن الكبير وهو الأسرة فإما أن تكون ناتج عن تربية مدلّلة في المشاعر والأحاسيس الحالمة أو ناتج عن تربية كانت تفتقد الحنان والأمان والاهتمام أو ظروف تخص الأسرة ووضعها ونمط شخصياتها -خاصة الأم والأب- فكلاهما ينتجان نفسية حساسة تهوى التعايش مع الأحزان أو إلقاء اللوم علي الطرف الآخر المتعامل معها بل وتضع لكل أمر شكلا محددا أو سابق التجهيز وإذا اختلف الآخرون عما رسمته للأمر كانوا في حيز الاتهام كما قلت.
وأريدك أن تراجع مع نفسك ما قلته؛ وانظر لسطورك مرة أخرى وكم المترادفات التي استخدمتها والتأكيد علي قوّة المعاني (للغاية-غليان-سردابا- تشلّ....) فلا يكفي يا طبيب المستقبل أن تشرّح الإنسان جسديا ولكن عليك أن تتعلم أيضًا أن تشرحه نفسيًا والأولى بذلك "أنت" لتهنأ بحياتك؛ وأول ذلك الطريق هو الإسراع بالتواصل مع طبيب أو معالج نفسي لأنك تحتاج لجلسات تفريغ كما نسمّيها ليضع طبيبك يديه على نقطة الانطلاق في علاجك إن شاء الله؛ و قد ترجع حساسيتك المفرطة وعدم وجود رد فعل مناسب من الآخرين معك إلى وجود "نرجسية" في الخلفية لديك فالنرجسي يرى نفسه جدير بالتقدير "الخاص" وأنه محور الكون ولا يحب الانتقاد ويواجه الانتقاد بغضب أو انفعال أو الخجل الشديد!! فتظهر مع اضطرابه اضطرابات مصاحبة كالقلق أو الاكتئاب ولن يحدد ذلك إلا الطبيب أو المعالج فلا تتأخر من فضلك.
وحتى يحين ذلك أترك لك عدة معاني لتتدبرها:
• الشخص الرومانسي يختلف عن الشخص العاطفي، فالرومانسي هو الذي يقدم العاطفة "صمّاء" في كل المواقف الحياتية حتى اليومي والعقلاني منها أما العاطفي فهو شخص يستطيع أن "يوظّف" العاطفة في مكانها الصحيح بالشكل اللائق لها في الظرف المناسب لها مع الشخص المناسب.
• هناك حديث دائر عن الذكاءات المتعددة ويذكر منها "الذكاء العاطفي" وهو في أبسط تعريفاته، تعني أن الشخص حين يقع في مأزق يستفز وجدانه ومشاعره يستطيع أن يجعل للعقل صوتا مسموعا في ذلك الموقف رغم تألمه فأراك تحتاج لمدارسة هذا الذكاء لتتعلم مهاراته وليعينك علي التواصل مع الآخرين بشكل أفضل فتصبح أكثر تحكما في مشاعرك.
• تحتاج لتعلّم مهارات التعامل مع الأزمات وحل المشكلات لتكتسب "القوة" "الكافية" لإدارة حياتك وطريقة تفكيرك فتصبح أنت المتحكم في درجة المنطق والتفكير السليم أكثر من ذلك ترى هل ستبدأ؟