واقعي مؤلم وخفت وتبت إلى الله
أنا فتاة تعرضت في صغري للتحرش الجنسي من قبل ابن عمي الذي يكبرني بـ 5 أعوام وذلك لعدة مرات، وأحس دائماً بأن أمي لا تحبني لا أعرف لماذا، لأنني الابنة الرابعة لها ومحبتها لي غير كافية.
وبعد ذلك أصبحت أمارس العادة السرية المقرفة التي لا تتركني لغاية الآن، بعد ذلك تركت البلد وعملت، وهناك تعرفت إلى فتاة وأحببتها ولكن للأسف مارست معها الفحشاء وذلك لأنني أحببت شاباً وهو لم يحبني فتعقدت وذهبت إلى تلك الفتاة التي وقعت معها، لكن الآن تركتها لأنني خفت من الله ومن ضميري الذي أتعبني كثيراً.
سؤالي هو هل كلما أرى فتاة أتخيلها تعمل الفاحشة وأخاف عليها مني لأنني أنا أخاف من نفسي، هل أنا شاذة؟ مع العلم بأنني أتوق إلى الزواج ولحب رجل ينتشلني من هذا الجب الفظيع.
أرجوكم ساعدوني.
جازاكم الله خيراً
16/12/2007
رد المستشار
دوماً نفرّق بين نوعين من المرضى: الأول مريض يكتوي بألم مرضه المخزي الذي أحال حياته إلى جحيم رغم ضعف إرادته وتكراره لما يخزى منه، وهذا ننظر إليه نظرة إنسانية نفسية ونمده بطرق العلاج المناسبة له.
والثاني مريض وقع في مرضه المخزي إلا أنه قد استمرأه وجعل لنفسه عذراً مزيفاً ليظل على حاله متصوراً أن ضميره قد ارتاح حين ألقى بالمسؤولية على كل البشر الذين مرّوا في حياته وعلى الظروف ما عدا "نفسه" وهذا يحتاج لأن نضع وجهه في المرآة ليرى الحقيقة ويميّز بين ما كان غصباً عنه وما كان بإرادته.
وأراك تتألمين مما أنت فيه وهذا طيب ولكنك بدأت تحمّلين الظروف أكثر من الحقيقة فانتبهي حتى لا تصيري من المثال الثاني، فما حدث لك في الصغر كان بدون إرادة منك أو كنت لا تعين ما يحدث معك بالضبط وأبسط نتائج التعرض للتحرش الجنسي هو إدمان العادة السرية حيث أن تعرّض الفتيات لتلك التحرشات تجعلها إما هائمة على وجهها لتخرج تلك الطاقة التي تعرّفت عليها بشكل غير صحيح في وقت غير مناسب بأي شكل كممارسة تلك العادة أو إقامة علاقات جنسية –كاملة أو غير كاملة- مع الجنس الآخر دون ضوابط، أو الوقوع في السحاق مع فتيات أخريات بعد أن تفشل في عمل علاقة مع رجل، أو تأتي النتائج عكسيةً تماماً فتصاب الفتاة بحالة من الفزع والقلق وعدم الثقة بنفسها وكره الرجال والعلاقة الجنسية فيصعب عليها جداً مجرد التعامل الطبيعي مع الرجل وغيره من أعراض العنف وما إلى ذلك.
وأراك اتخذت الطريق الأول وهذا ما أخشاه عليك لأن وقوعك فيما فعلته من سحاق كان عمرك حينها لا يسمح لك بهذا الانزلاق فلقد تخطيت الثلاثين كما ذكرت في بياناتك. فهل تريدين العلاج حقاً؟ هل تذكرين الله وجرم ما فعلته حقاً؟ هل تحلمين بحياة سعيدة وزوج حنون وأبناء يفخرون بأمهم حقاً؟
إذا كانت الإجابة نعم فاذكري دوماً أنك تقفين على حافة هاوية لا يعلم نهايتها أحد ولقد انزلقت قدميك مرة وكدت تهوين في قاعها ولكنك تماسكت في لحظة من اللحظات لكنك لا زلت تقفين على تلك الحافة ولا زالت نفسك ضعيفة تحتاج من يقوّي من عزمها.
لا يمكن التكهن بما رسّبت تلك التحرشات في نفسك تماماً من خلال سطورك لذا فأنت تحتاجين آجلاً أم عاجلاً التواصل فوراً مع طبيبة، وأقول طبيبةً ثقة ماهرة لتضع لك برنامجاً علاجياً يعينك على نفسك ويقوّي ثقتك في نفسك ويناقش معك كل الأمور التي تختلط عليك ككره والدتك وقصة حبك التي ترينها فاشلة وتجربتك السابقة مع تلك الفتاة، وغيره من تلك الأمور لتستعيدي نفسك وقلبك الذين خلقا طاهرين من جديد. لا تترددي وابحثي عن طبيبة ثقة لتجدي نفسك التي تتمني أن تكوني عليها حتى وإن بذلت جهداً ووقتاً ومالاً لكي تنجو بنفسك من غدرات النفس بنفسها أو دفع الثمن في الدنيا قبل الآخرة.
أما عن سؤالك فالعبرة ستكون بعدم تكراريتك لما فعلت مع تلك الفتاة أبداً وقدرتك على ذلك تماماً واحتفاظك برغبة طبيعية تجاه زوج وتكوين منزل يكون مملكتك الطاهرة إن شاء الله.