من الرحمة معرفة الحكمة
السلام عليكم ورحمة الله؛
أنا متزوجة منذ 6 سنوات، اكتشفت مؤخرا أن زوجي ينظر إلى الصور الإباحية، وبالذات صور الشواذ، صدمت وتألمت... لكني حاولت أن أنظر إلى الموضوع على أنه ابتلاء، وأن أصبر. واجهت زوجي وتحدثت معه بالمنطق وفهمت منه أنه يعاني من هذا منذ وقت طويل... على الأقل منذ 15 سنة، وأنه حاول كثيرا أن يصلح نفسه لكنه لم يفلح.
قرأت كثيرا عن مواضيع شبيهة في موقعكم وفي موقع islamonline.net وجمعت له هذه المقالات والتي تتحدث بمجملها عن أسباب المشكلة (من ميول مثلية، تعلق مثلي، إدمان جنسي) وحلول مقترحة... وقد قام بقراءتها لكنه يرفض أن يناقشها معي لأنه لا يريد أن تتشوه صورته عندي أكثر مما هي عليه.
أحبه كثيرا ويقول أنه يحبني كثيرا ولا يريد أن يؤذيني ثانية... لكن المشكلة لا زالت قائمة.
أعلم أن المشكلة تحتاج إلى وقت طويل لحلها، لكنه حاول من قبل لوحده ولم ينجح.
أصبحت أصاب بحالات اكتئاب شديدة وأحس أن الألم يعتصر قلبي بكل ما تعنيه الكلمة.
أصبحت أشك في كل شيء ولا يوجد من أشكو له وهو يحاول جاهدا أن يخفف عني وأنا أحاول أن أخفي حزني لكن لا أنجح في ذلك دوما مما يؤلمه.
حاولت أن أركز على علاقتي مع الله، لأن من يصلح علاقته بالله، يصلح الله له علاقاته مع الناس لكنني لم أستطع، فأنا أعود من جديد إلى دوامة الاكتئاب والحزن واجترار الآلام؛
ماذا أفعل...
20/12/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أختي في الله من رحمة الله بنا وصيته بعدم تتبع عورات الناس ونهانا نهيا واضحا عن التجسس لأن ما نجهله لا يؤذينا فها أنت كنت سعيدة مع زوجك سنوات تحبينه ويحبك دون أن تصيبك مضرة مما يكابد من ميول يكتمها وتبقى بينه وبين ربه٬ ورب العالمين يحاسب الناس بالأفعال فما لي أراك تشقين على نفسك وزوجك فتحاسبيه بالهوى دون الفعل مع أن رحمة الله واسعة.
قد يكون لك أن تشتكي لو نالك من ميوله أذى مثل إعراضه عنك أو مطالبته بأفعال محرمة وما دون ذلك يبقى أمره لله فهو يهدي من يشاء أن يهتدي وطالما أن زوجك لم ولا يجاهر فهي نقطة في صالحه يجب أن تقديريها فيه.
لا تبالغي في أثر معرفتك عن ميوله في نفسيتك وحياتك٬ وتجنبي التركيز على ما تأخذينه عليه فلا تعملي على فك عرى المحبة والتقدير بينكما بإصرارك على مناقشة الأمر فقد بذلت جزاك الله خيرا بجهدك في مساعدته ويبقى عليك أن تحفظي له ماء وجهه أمامك فشعوره بالمهانة معك سيكون أول خطوة في فصم عرى علاقتك بزوجك فاحترمي عدم رغبته في مناقشة الأمر معك.
أرجو ألا تفهمي من كلامي تأييدي لسلوك زوجك ولكن في الحياة لا بد من ترتيب الأولويات واستمرارية زواجك وسعادتك هي أولويتي الآن ولنعتبر ما يكون من زوجك ضمن ضعف النفس البشرية والنقص الحتمي وما منا بكامل الأوصاف والخصال٬ وهنا يأتي دور المودة والرحمة في الزواج والتي تعني في حقيقتها التجاوز عن العيوب فاذكري لزوجك حبه لك وحرصه على إخفاء ابتلائه٬ ولكن إن كان زواجك تعيسا من الأساس وتبحثين عن حجة لفصم عراه فقد حصلت عليها ولكن تروي قبل اتخاذ القرار ليس من أجلك فقط ولكن من أجله أيضا.
ركزي جهدك في البحث عن الأسباب الحقيقية وراء شعورك بالحزن وغياب السعادة عن حياتك والتي أرجو ألا تكون كما أسمتيها اكتئاب شديد فالاكتئاب عافاك الله مرض ولكن إن كنت ترين أنك تعانين من معظم أعراضه لدرجة تمنعك من المضي في حياتك والتزاماتك تكوني عندها بحاجة للاستعانة بطبيب.