الفارق بين الزواج العرفي والزواج السري..!؟
أختكم في الدين والرغبة في نصحكم. مشكلتي ببساطة أنني فتاة مغربية متدينة تعرفت على شاب جزائري متدين ومتخلق عبر النت تعلقنا ببعضنا ومخافة أن نفقد بعضنا البعض لأنني كنت قد تسجلت في الجمارك قبل أن أعرفه والآن نجحت فيه والحمد لله والقانون يمنعني من الزواج الآن إلا بعد مرور 5 سنوات لهذا ارتبطنا أنا وهو وسوف نعقد قراننا بعد 5 سنوات إن شاء الله.
فهل ما فعلنا صواب’وهل أعتبر نفسي الآن زوجته على سنة الله ورسوله مع العلم أنه لم يمسسني ولن يمسسني إلا بعد 5 سنوات إن شاء الله .
مع كامل احترامي وتقديري
وفق يا رب آمين.
18/12/2007
رد المستشار
حين قرأت سطورك تذكرت قصة سيدنا سليمان حين كانت تقصّها عليّ صديقة لي وسط جمع وكانت تتحدث عن سيدنا سليمان الذي كان ملكاً بحق يحكم مملكته بقوة وعن أزماته التي مرّ بها حربيا وإنسانيا بل ومع مخلوقات أخرى من غير البشر في إطار رضا الله ورسالته للبشر، فوجدت إحدانا تسأل وهل كانت النملة التي تحذر النمل منه أنثى أم ذكراً؟!!!
وها أنت تقفزين قفزات عملاقة تاركةً تساؤلات ضخمه تحتاج منك وقفات ووقفات لتسألي هل أعتبر نفسي الآن زوجته على سنة الله ورسوله لأننا اتفقنا على ذلك؟!
فأين رأي أهلك وأهله؟ أين اختلافات الثقافات والطبائع بين بلدك وبلده؟ أين قانون المغرب الذي يُعجز الشباب -بخاصة- للدرجة التي جعلت أكثر من 40% من شباب المغرب يعزفون عن الزواج رغم المقدرة المالية بسبب تعسف القانون المغربي الذي يكاد يحمي النساء فقط؟! هل يعلمه محبوبك جيدا؟
أين ما تحدثنا عنه فيما يتعلق بالشات وعلاقات الشات المشوّشة والتي يغلب عليها الوهم والتصورات والتجمّل؟
هل تتصورين أنك شيئا آخر مثلا؟ هل تتصورين أنك بحق تكونين معه كما أنت في بيتك ووسط صديقاتك ومع أمك وأبيك وإخوتك وكذلك هو؟ هل أريتيه غضبك؟ هل تعرفين من حديثه كيف يكون حاله حين ينزعج من أمر ما؟ هل يعرف شيئا عن غيرتك؟ عن مشكلاتك التي تعيشينها؟ هل تعرفين أحلامه وطموحاته نحو أبنائه؟
أين معرفتكما بالدين والميثاق الغليظ الذي لا يُبنى على اتفاق "فردي" ولكن يُبنى بكلمة من الله يشهد عليها رؤوس من الخلائق ليبدأ من عندها بناء أسرة؟
أي اتفاق وأي زواج باتفاق"نتيّ"؟
بريئة أنت يا ابنتي براءةً في غير موضعها! أيوجد رجل يتفق –دون إلزام أو شروط أو مأذون أو أهل– بأن يصوم خمس سنوات متواصلة عن كل "أحداث الحياة" لأنه اتفق مع فتاة عبر النت على أن يكون لها؟!!!
حين نُحب نعرف محبوبنا؛ بعشرتنا له في السرّاء والضرّاء ؛نعشق تفاصيله لأننا وعينا بحق سلبياته التي نقبلها قبل مميزاته التي تأسرنا؛ فنحب خُلُقه لا شكله؛ نُحبُ رجولته لا صوته؛ نُحبُ ودّه لا همس كلماته -في المايك-؛ نُحبُ نظرته للحياة وتخطيطه لها لا اتفاقاته معنا بعيدا عن المسئولية الحقيقية.
أعرف أنك تتصورينني قاسيةً لا تعرف مشاعر الحب؛ لكنه غير صحيح. فأنا أخاف على كسر قلبك يا حبيبتي فما أصعبه. فإذا كان حبيبك "أُسطوريا" وسينتظرك خمس سنوات فليكن بشروط أُسطورية أيضا... فلا كلام؛ لا مقابلات؛ لا اتصالات؛ لا شات؛ ليكون وعدا "غير مُلزم" فإن انتظر حتى يستطيع الزواج بك على أرض الواقع فليأتي على الرحب والسعة ودعي الاختبار ليكون اختبارا حقيقيا لكليكما.
ولا أقوى على حجب استنكاري وعجبي.... حين تجد الفتيات من يُريهم ما لا يرون ولا يُعُونه.. فانظري حولك برويّه ستجدين بيوتا قائمة، لكنها باردة يملأها الصقيع أو الوحدة، لا يعرف أحدهم شيئا عن الآخر رغم كثرة أفرادها؛ وها هي القلوب الكسيرة تخطى عددها عدد ضحايا الحروب لأنهم لم يجدوا من يقول لهم "هذا خطأ"؛ "هذه أكذوبة"؛ "هذا ليس حُبا"
فهل تسمحين للعقل والواقع ومسؤوليات الزواج الحقيقية أن ترتفع أصواتها بداخلك حتى تستطيعين أن تري بحق عن ماذا تتحدثين وتتفقين؟
واقرأ أيضًا:
يوميات رحاب الزواج العرفي؟ ولا الزنا؟!
الفارق بين الزواج العرفي والزواج السري
مشكلة الطلاق في الزواج العرفي