السلام عليكم
المشكلة أني لمّا أكون بين أناس ملتزمين كويس أبقى زيهم، ولمّا أكون وسط أناس عاديين أنزل معهم، لغاية ما بقيت أتهم نفسي بالنفاق. المشكلة الأكبر والمعصية التي تدمرني هي العادة السرية.... ساعات أكون سايبة نفسي قوي، وساعات لمّا أحس أنني عايزة أقترب من ربنا أكون كويسة وأجاهد، لكن يبقى داخلي احتياج عاطفي كبييييير.
أنا ماعرفش أساس المشكلة منين؛ يمكن أكون تعرضت لحاجة وأنا صغيرة بس مش فاكرة متى وأين؟! المهم أنها بدأت معي من وأنا صغيرة قوي. ما كنتش أعرف ما يحصل، لكن كنت أحس إني عايزة أعملها وخلاص.. كبرت شوية وبدأت أعرف (ومعرفش منين) إني مينفعش أعمل كده قصاد الناس. بدأت تستهويني المشاهد العاطفية في الأفلام وكنت أحب متابعتها.
بلغت وعرفت حاجات كثيرة وطبعاً من أصحابي، بس موصلتش معرفتي لما أنا فيه، قررت أن أذاكر كويس وأدخل كلية الطب علشان أعرف إيه ده وأعرف إيه العلاج، وحصل في الوقت ده أني تعرضت لوقعة نزفت معها، وأمي أخذتني للدكتورة خوفاً على الغشاء، لكنها طمأنتها.
كانت الظروف أثناء الوقت ده كلها تدل أني عملت حاجة وحشة قوي، اطمأنوا ونسوا الموضوع تماماً، لكن بعد فترة بدأت أحس بوجود شيء غريب في جهازي! كنت ألمسه وأحاول معرفة إيه الزيادة دى، أدمنت الحكاية وزاد حجم الزيادة وطبعاً أهلي ميعرفوش لأنهم أخافوني مما حصل قبلها.
كبرت وكبر الموضوع وتوغلت فيما أنا فيه بشكل أكاد أجزم معه أن غشائي انتهى. مش دي المشكلة في الوقت الحالي؛ المشكلة أنني لم أبطّل زي ما قلت، أبطل لمّا أكون مزنوقة في امتحانات أو حاجة، أو في عندي مشكلة، وأرجع أشد. المصيبة أني بدأت أدخل على مواقع زفت، أحب الأفلام الأجنبية من زمان -على فكرة مش باحبها ولا باستمتع لأنها شهوانية قوي- وأنا أحب إثارة المشاعر والدغدغة العاطفية، لكن مش لا أقدر منع نفسي، وطبعاً أول مرة أسيب الصلاة وقدرتي على الصيام ضعفت قوي ونظري كمان ضعف، وأنا على يقين أن هذا هو السبب.
المشكلة أني أعرف الصح والغلط والحرام والحلال، لكن؟؟؟؟!!!! نفسي أكون إنسانة طبيعية وأتوب علشان ربنا يكرمني بأحدهم ممن يقدّر المعاناة التي أنا فيها قبل أن يفكّر في الخطأ الذي ارتكبته. نسيت أن أقول أني –زمان- كنت ألعب عريس وعروسة مع بنات أقاربي، وطبعاً كنت أعمل هذا بهن وتبت وانتهى الموضوع، لكن لأول عام جامعي لي ولوجودي في سكن طالبات وقعت في الموضوع ثانية لفترة وكانت البداية حبنا وقربنا من بعض، ربنا عاقبنا وقتها بنتائج وحشة قوي وبتخلف دراسي وذهني بشع، وأنا الحمد لله تبت وبعدت عن هذه البنت دى، لكن كلما أكون معها أحس بالشوق والدفء وأبقى أتقطع بس أجاهد نفسي، وساعات تنزل مني إفرازات، لكن الحمد لله ربنا يحميني من المعصية.
الشيء الثاني أنني ساعات ألوم أهلي على ما أنا فيه، خاصة وأن معظم المشاكل بين بابا وماما بسبب الجانب الجنسي! بابا hyperactive ويأخذ منشطات، وماما تقرف ومش بتعرف من أسلوبه الشهواني، أنا عرفت الكلام ده من خنقاتهم التي لا تنتهي على الملأ ويكون فيها تلميحات كثيرة قوي.
إخوتي أيضاً، حاسة أن عندهم نفس المشكلة، وأعرف أنهم يدخلون على مواقع ويشوفوا قنوات من إياها بس مش في دماغهم لأنهم أولاد ومش مهم عندهم حاجة لأنهم مش بيصلوا ومش ملتزمين وأخلاقهم هم وبابا زفت، تقريباً تفكير البيت كله في هذا الجانب من الحياة وتستهويهم الفضائح قوي.
أنا خائفة جداً، خائفة من ربنا، وخائفة على مستقبلي وعلى أولادي أن يطلعوا هكذا ,قولوا لي ماذا أعمل؟ ساعات أحس أني قرفانة منهم ومن نفسي قوي وتعاملي معهم وحش وبالذات بابا لأنه psycho، وأعتقد أنه مصاب بأمراض اجتماعية كثيرة وواضحة جداً، خائفة أن أكون عاقة له وأعرف أني لازم أتفهمه أكثر من غيري لأني دكتورة، بس لمّا أفكر في حالي وفي حالهم وأسلوب حياتنا المادي البحت والشهواني الطاغي وأن محدش تعبان ولا نفسه بجد يكون أحسن غيري، أتعب قوي وأحس نفسي كأني أعوم ضد التيار، ومادامت هذه بيئتي فأنا هافضل على طول كده وحياتي كلها هتبقى بنفس الشكل وساعتها أكون ضعت وضيعت حياتي وعمري.
أنا يمكن كتبت لكم فضفضة، لكن أحس أنكم ممكن أن تفيدوني، مش بس نصائح، لكن حد حكيم في حياتي الفارغة وأناس يهتمون أكيد سيفرقون كثيراً.
شكراً لاهتمامكم، وآسفة للإطالة، وأتمنى أن تردّوا عليّ.
27/01/2008
رد المستشار
حضرة الأخت الدكتورة "أماني" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.......
على ما يبدو أنكِ إنسانة مؤمنة بالله، مسلمة، وممن يخافون الله، ولا يودّون بقرارة أنفسهم معصيته أو إغضابه. وقد يستعمل الشيطان الكثير من الوسائل لكي يبعدنا عن عبادة الله؛ فتارةً يقدّم لنا المال بالطريقة الحرام، وأخرى يقدّم لنا اللذة عبر شرب الخمر، وطوراً يقدمه لنا عبر اللذّة الجنسية.ليس هدف الشيطان أن يبعث في أنفسنا السرور عبر هذه الوسائل ولكن كل همّه أن يبعدنا عن السجود للباري عزّ وجلّ، وعدم الامتثال لأوامره، ومعصيته كما فعل هو.إذاً، كل هَمّ الشيطان هو أن لا نقيم الصلاة، وعندها افعلي ما شئتِ فأنتِ في قبضته، حتى ولو لم تفعلي في كل حياتك إلا إطعام المساكين والفقراء، وإذا كنتِ لا تصلي فإنكِ تتبعي ما ذُُكر في القرآن الكريم: "مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ"(المدّثر:42،43). وإذا ما استطاع الشيطان أن يبعدك بين الحين والآخر عن الصلاة، فسوف تتبعين كلامه جلّ وعلا:"َوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ"(الماعون:5 ، 4).إذاً، إذا أردتِ الانتصار فلا نطلب منكِ أن لا تقومي بأية معصية، فقد يكون مستحيلاً على مَن ليس بمعصوم أن يفعل ذلك، ولكننا ننصحكِ -وبتشديد- ألا تتركي أي فرض من فروض الصلاة، عندها قد تصبحين مثال قوله تعالى: "..... لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ " (المائدة:9). أو قوله الآخر سبحانه: "..... فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً" (الفرقان:70).
فيا زميلتنا الكريمة؛أكانت العادة السرية أم غيرها من الأخطاء، كله قد تصيبه المغفرة إلا ترك الصلاة، فاطلبي في كل صلاة العفو والمغفرة من الله، لأنه سبحانه يقول في حديثه القدسي: "أغفر، أغفر، أغفر ولا أبالي" بالطبع شرط أن تكوني من مقيمي الصلاة ومن ثم سوف تجدين بأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.أما اتهامنا الآخرين من والدَين وأخوة وزملاء بسبب ارتكابنا الخطأ، فهذا خطأ بدوره "عليكم بأنفسكم" فأنتِ دكتورة وإن شاء الله ستكونين حكيمة، وسوف تتمكنين من أن تجدي لكل واحدٍ الأعذار حتى لأعدائك. إننا ننصحكِ كما ننصح الكثير من شبابنا في هذا العصر، الابتعاد كل البعد عن فتح الأبواب الشاذّة في الإنترنت، وعدم استعماله إلا للبحث العلمي والثقافة والوعي، فهو كالسكين، قد نستعمله للطبخ، وقد نستعمله لقتل أنفسنا أو الآخرين.
لكِ كامل احترامنا وإننا نعرف أنه: "مَن منا بلا خطيئة فليرجمها بحجر"، قد يكون الكثير ممن تعرفين قد فعلوا من المعاصي التي ذكرت وأكثر أو أقلّ، ومن ثم هداهم الله إلى الصراط المستقيم والتوبة، وإن الله سبحانه وتعالى رحمن رحيم يحب العفو ويقبل التوبة.هدانا الله وإيّاك لما يحب ويرضى، ولا تنسي الصلاة يا د. أماني.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.