مهملة, وزوجي يهملني جنسياً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحب أن أشكركم كثيراً على ما تبذلون من مساعدة وعون لنا جزاكم الله خيراً.
أمّا عن مشاكلي فلا أعرف كيف أبدأ؛ أنا متزوجة منذ 4 سنوات وزوجي رجل ملتزم وطيب ويحبني، لكن مشكلته أنه مقصر معي من الناحية الجنسية، أنا لا أجرؤ على الكلام معه بهذا الشأن لأني أحبه جداً ولا أريد إيذاء مشاعره.
والطريقة التي أعوض بها نفسي -وأنا حقاً خجلة وأشعر بالذنب- أنا لا أمارس العادة كثيراً، فهي فقط بعد أن نلتقي ويذهب زوجي للاستحمام، وأشعر بحزن كبير لأني أعرف أنها حرام، حاولت كثيراً لكي أتوب ولم أقدر.
المشكلة الثانية: إهمالي الفظيع؛ فأنا لا أقوى على السيطرة على نفسي، كل يوم أقول أنا سأقوم بعمل رجيم، وأنا سأكمل قراءة الكتاب، سآخذ ابني للتنزه.. ولكن لا أقوى على التغيير! أنا لست بدينة ولكن أشعر بأنني أزداد وأكثر من الأكل، وقد تنصحونني بالذهاب للدكتور النفسي لكن هذا صعب جداً، فنحن في دولة أجنبية ولا أجيد اللغة ولا يوجد الكثير من العرب في منطقتنا.
أنا متعبة وحائرة وألوم نفسي دون فائدة، لا يمكنني العمل لقضاء الوقت، فزوجي يرفض الفكرة وهو يغار عليّ بشدة ويكبرني 15 عشر سنة، ولكن هذا لا يهمني فهو حبي الأول والأخير إن شاء الله لكن أنا دائماً أشعر بالذنب تجاهه ولا أقوى على مصارحته، لكني أحياناً أقول له: كيف يستطيع الإنسان أن يصلح نفسه ويصبح مثالي؟ فيجيبني: بالمحاولة، ويسألني: أنك لا تحتاجين بأن تكوني مثالية، يكفيني أني أحبك كما أنت، ولا يدري كم ضئيلة وسيئة أنا. أنا أكتب لكم لأني تعبت فقد دعوت الله كثيراً وأشعر أني لست أهلاً لإجابة الله لدعائي، لأني أتوب وأرجع للخطأ.
أنا أشكركم مرة ثانية، وآسفة جداً جداً للإطالة،
والسلام عليكم ورحمة الله.
28/01/2008
رد المستشار
حبيسة أفكارك أنت يا صديقتي؛ فكل منّا يحمل في عقله الباطن صورا وذكريات حفرت فيه واختبأت، تكونت من تربيتنا الأولى ومن الظروف المحيطة بنا ومن المؤثرات –السمعية والبصرية وغيره- وحين نتناول مساحة الجنس خاصة عند تربية الفتيات فحدث ولا حرج عن كم الأفكار والصور والذكريات الخاطئة ناهيك عن التربية التي على أحسن تقدير لها تُربي الفتاة على أنها مساحة "العيب" أو الأمر الذي ليس لنا فيه "حقوق" ونظل نصارع أفكارنا وتصارعنا من خلال خبراتنا في الحياة واحتياجاتنا حتى ينتصر أحدنا على الآخر فهل أنت مستعدة للخسارة؟
هل تتصورين حالك بعد عشر سنوات مثلاً من الإصرار على عدم البوح بما يزعجك؟ هل تضمنين أنك ستظلين على ذلك الحال وأنك لن تسوئي؟ هل ترضين أن تظلي حبيسة أفكار خطأ؟ هل تتصورين أنك لا تؤذين مشاعره حقاً حين يتصور أنك تلك المرأة اليافعة التي يمتعها والأمر ليس كذلك؟
هل هذا الزوج الحنون المحب الذي يحبك -كما أنت- ويحافظ عليك لا تستطيعين حقاً من منطلق حبكما لبعضكما البعض أن تبوحي له بأمور غاية في الأهمية ولها ضلع كبير في نجاح العلاقة الزوجية ككل لأنك تتصورين أنك ستجرحينه؟
فليس العيب في معرفتنا بكم التقصير والتشويه الذي حصل من آبائنا حين ربونا –نتيجة أفكار خاطئة- على أن الجنس مساحة مجهولة وممنوع الاقتراب منها أو مساحة المسكوت عنه؛ ولكن العيب الأكبر أن نفهم ذلك ونستمر عليه متألمين بل ونورّثه لأبنائنا!
فالكرة الآن في ملعبك وبيدك أن تنهي معاناة استمرت أربع سنوات أو تكتفي بالشكوى التي لن تحل مشكلتك، فإذا اخترت الخيار الثاني فلا تلومن إلا نفسك ولكن من قلبي أدعو الله أن يعينك على اتخاذ خطوة جادة وحقيقية.
لحل مشكلتك مع زوجك –فما دمت تستمتعين بعيدا عنه فاسمعيني جيدا....... فهو على أقصى تقدير في الأربعين من عمره وهذا يعني أنه في قمة نضوجه النفسي والعاطفي والجنسي فإما أنه يحتاج منك فقط لبعض "التعليم" ويمكنك فعل ذلك بالتلميح والتصريح ليعرف جيدا خريطة جسدك وأماكن إثارتك وما تهوينه من مقدمات أو بالاتفاق على القيام بتفاصيل العلاقة الخاصة بينكما بالمثل أو التبادل فكما تودين أن يفعله معك تقومين به أنت أولا ثم يأتي دوره وهكذا! وهناك ما يعرف باسم تدريبات ماسترز وجونسون وهي تدريبات تساعد الزوجين على الوصول لتوافق جنسي بينهما؛ لها مراحلها ووقتها ويسهل حصولك عليها بالبحث أو لعل دكتور وائل يضع لك رابطة بها؛
أو أن يكون السبب لديه عضويا حيث استبعدت السبب النفسي لما تتحدثين عنه من حب ووئام بينكما لذا فلا مناص إلا بالذهاب إلى أخصائي التناسلية لتحديد أسباب سرعة القذف أو غيره من ضعف تجدينه، وأعلم أن تلك الفكرة تصدمك ولكن إذا استمر الحال على ما هو عليه فلن تخرجي عن ذلك الحل آجلا أو عاجلا خاصة وأنك تتمتعين بحنانه وطيبته التي تساعدك على الحديث بدفء معه ليزداد هناءكما وسعادتكما.
بقي أن أذكرك بأن دفن الرأس في الرمال والمثابرة على "التفويت" لا يحل المشكلة ولكن يؤجلها أو يدفنها غصباً حتى يحدث الانفجار أو نفقد ما كنا ننعم به من انسجام مع شركائنا لأن الصبر في غير محله يدفع ثمنه جهازك العصبي والنفسي لا محالة.
أما بخصوص خططك وعدم قيامك بها فقد يكون سببه هو وضعك لخطط جبارة مثالية! لا تحترمين فيها الواقع والظروف والقدرات الخاصة بك ومتطلبات أمومتك الأخرى محل الاعتبار فكيف سيكون السبيل إلى النجاح فيها إذن؟ فنحن نضع كل ما نتمنى القيام به ولكن عند تقسيم الوقت ووضع الأمور كلها في شكل "أوقات" محددة لا بد أن نراعي عاداتنا الأصلية والتي يصعب تغييرها ونراعي الظروف المحيطة والطلبات الأخرى التي لا يمكن إرجاؤها وكذلك قدراتنا الحقيقة حتى لو وجدت نفسك وكأنك سلحفاة تسير ببطء شديد نحو ما تريده ولكن ابدئي بالقليل لأن تراكم القليل والمداومة عليه هو الأنفع والأكثر واقعية.
وهناك أمرٌ مهم نتجاوز عنه وهو طبيعتنا تجاه الوقت؛ فكثيراً ما نتصور أن النظام الصارم والسير على برنامج محدد هو الأصح وأن ما دونه هو الخطأ فنظل نؤنب أنفسنا وننظر لها على أنها دوما في خطأ في حين أن الله قد خلقنا مختلفين في تعاملنا مع الوقت وهذه حقيقة لا نتحدث عنها كثيراً وأتصور أنها ستفرق كثيراً في تعاملنا ونظرتنا لأنفسنا فقد تكونين ممن يختنقون من وضع برامج بأوقات محددة فلا تفعلي ذلك مع نفسك أبداً لتحققي إنجازاً حقيقياً، ولكن يمكنك أن تتفقي مع نفسك على أن تقومي بموضوع كذا وكذا خلال شهر مثلاً دون التقيد بأيام وأوقات أكثر دقة وهذا يعين كثيراً في تحقيق الأهداف.
أتمنى أن تستجمعي شجاعتك ورغبتك في حياة أكثر نجاحا وسعادة وراحة في الأمرين وعلينا أن نصدق أن الله يغفر لنا الذنوب وأنه يقبل منا دعائنا لأنه أهل لذلك عز وعلا وليس لأننا أهل لذلك.
واقرئي على مجانين:
وقالت كليوباترا
جاهلة جنسيا، أحلم بموته...، مشاركتان
د.وائل: الرجيم فاشل ومفيش فايدة هتتخنوا