السلام عليكم ورحمة الله....
أرجو أن أجد من يعينني على أن أرجع إلى نفسي كما كنت.
أتحدث عن نفسي أولا فأنا سن 28 سنة مرتبط وإن شاء الله زفافي في الصيف المقبل.
أنا شاب مثل كل الشباب بل إن حياتي والحمد لله كلها ولله الحمد على ما يرام وكل شيء مر بحياتي مر سعيدا جدا من خلال إنهاء مرحلتي الجامعية وحصولي على وظيفة محترمة ثم سفري للخليج وارتباطي بفتاة محترمة والحمد لله عن قصة حب.
المشكلة بدأت من شهرين تقريبا بعد عودتي من إجازة بالقاهرة وأنا أشاهد أحد الأفلام الأجنبية على القنوات الأوروبية فأحسست أنه رغم وجود الرغبة الجنسية داخلي فلم أجد الانتصاب كما كان قبل فانتابني قلق نوعا ما بخصوص هذا الموضوع وذلك لأن زفافي بعد بضعة أشهر قليلة.
ودخلت في دائرة قلق جعلتني أفقد شهيتي للأكل والنوم وفقدت لفترة الإحساس بجمال الدنيا كما كانت قبل.. بالرغم أنني لم أقلق في حياتي على أي شيء ولم أكن في حياتي أعير هذه المواضيع أي اهتمام، وفي خلال هذه الفترة دققت كل الأبواب وقرأت القران لأتخلص من هذا الخوف وكي أرجع إلى نفسي وفتحت جميع المواقع التي تتحدث عن هذه المواضيع لأجد حلا للخروج من ضغطي على أعصابي وذهبت لطبيب ذكورة وطمأنني على الحالة وقال لي كله تمام التمام وبعد ذلك ولله الحمد وفى جو هادئ كنت أتحدث مع خطيبتي رجعت الأمور إلى طبيعتها ورجعت لنفسي الثقة من جديد وبعد ذلك سارت الأمور طبيعية ورجعت شهيتي والنوم إلى طبيعته.. وعادت البسمة والفرحة لي من جديد....
ولكن من حوالي أسبوع واحد فقط كنت أتصفح إحدى المواقع فقرأت مشكلات كثيرة لأناس يعانون من أمراض نفسية وخلافه وكنت أشفق على ما أقرأه ولكن هناك مشكلة واحدة جعلتني لا أنام وهى لشخص يعانى من وسواس قهري عبارة عن ألفاظ في ذات الله وهذه المشكلة لم تمر عليّ مرور الكرام حيث أنني أتذكرها كثيرا وتُطيِّر النوم من عينيّ وخفت جدا أن أصاب أنا الآخر بهذا الموضوع.
ومن أسبوع لم أعد أستطيع النوم من قلقي وتفكيري في هذا الموضوع أحيانا أقول لنفسي: "فوق واصحى وارجع لنفسك" ولكن أحيانا تغلبني المخاوف وأحس أني مقبل على دائرة من القلق وأحتاج إلى من يعينني على الخروج منها مبكرا.
مع العلم أن شخصيتي غير وسواسية بالمرة في أي شيء ولم أقلق على نفسي من أي شيء أو أي مرض أو أي وسوسة خاصة بالنظافة أو أي شيء لأني شخصية منطلقة وأحب الخروج والرحلات والانطلاق ولا أخاف من أي شيء واجتماعي جدا جدا وأحل مشاكل جميع أصدقائي وأنا أيضا قائد عائلتي والناصح الأكبر لهم.
أحس أني متغير وكلما أقبلت على النوم تتزايد ضربات قلبي ولا أستطيع النوم وأصبحت أخاف كلما خليت بنفسي خوفا من التفكير الذي يصيبني برعشة في جسمي لقد أصبحت أخاف أن أتعب نفسيا وأنا مقبل على الزواج.
وكيف أنا أستطيع أن أفي بعهدي لخطيبتي بشهر عسل ولا في الأحلام وأنا على هذه الدرجة من القلق والتفكير المتواصل وقلة الشهية وتغير المزاج...
أحتاج إلى من يعيدني إلى نفسي ويقويني على حالي لأني أحيانا أشعر أن الحل بسيط جدا وقريب مني وسهل ولكن لم أجده...
رجاء ساعدوني وأعيدوني
20/12/2007
رد المستشار
صديقي، من المهم أن تعي بالآتي:
1. العقل البشري العادي يفكر ستين ألف فكرة في اليوم بطريقة عشوائية ويمكنك أن تركز على أي فكرة أو تتركها فإن لديك اختيار فيما سوف تركز عليه وتعيره اهتماما أو تستهين به وتتجاهله.
2. من السهل جدا أن ترفض أي فكرة أو توافق عليها فإن لديك اختيارا في هذا.
3. الأفكار نصنعها نحن ولو بطريقة غير واعية أو غير مقصودة ولكن في النهاية هي من صنعنا ولنا اختيار فيما إذا كنا سوف نركز علي فكرة أو نتركها.
4. لقد صنعت القلق وتبين لك مرارا وتكرارا مثلما جاء في خطابك أنه ليس هناك أساس منطقي لهذا القلق وهذه المخاوف.. لقد طمأنك طبيب الذكورة وثبت بعد ذلك بالفعل أنه ليس لديك مشكلة في هذا المجال.
والآن تقول أنك تخاف من أن تصاب بالوسواس القهري والذي يسبب ألفظ نابية في ذات الله... ما الذي تفكر فيه فيجعلك تقول أنك ربما تصاب بنفس الداء الذي قرأت عنه؟؟ لو قرأت عن أفكار قاتل أو سفاح فهل سوف تقلق من أن تصبح مثله؟ ولماذا؟
قد يكون الموضوع عبارة عن خوف من مسئولية الارتباط والزواج وأيضا شيء من الغضب نحو أحد الوالدين واللذين يمثلان سلطة شبه إلهية خصوصا في الطفولة...
الذين هم مصابون بداء الوسواس القهري ويفكرون أو يقولون داخليا شتائم أو ألفاظ نابية في الذات الإلهية هم في الحقيقة متمردون علي السلطة (أبوية أو في العمل) ويخافون من غضبهم وأيضا يخافون (بطريق لا واعية تماما) من غريزتهم الجنسية الطبيعية... الوسواس القهري هو ستار دخان يحجب وراءه غضب (عنف) وجنس... الغضب والجنس كلاهما طبيعي ولا جريمة فيه ومن الممكن توجيه الفكر بحيث يمكن تنظيم هذه النزعات الطبيعية.
من ناحية الذعر الذي يحدث قبل النوم: اسأل نفسك ما هو الشيء المرعب أو المخيف في حياتك؟؟ ما الذي أنت مقصر فيه؟؟ ما الذي أنت قاس على نفسك فيه؟؟
أيضا من المهم أن تدرب نفسك على الاسترخاء عن طريق جلسات يومية، مرتين في اليوم وعلى الأقل خمسة دقائق في المرة، من التنفس العميق البطيء.. يمكنك أن تركز على التنفس فقط عن طريق أن تتابع حركة التنفس وتعلق عليها أثناء حدوثها داخليا مثل أن تقول لنفسك داخليا كلمة "شهيق" أو "النفس داخل" ثم كلمة "زفير" أو "النفس خارج".. أثناء ذلك سوف يشتت فكرك بأفكار أخرى عشوائية، وعند ذلك ارجع بهدوء بفكرك إلى عملية التنفس.
احرص على أن تكون إحدى المرتين قبل النوم مع تخيل مشهد طبيعي جميل ومحايد مثل حديقة أو شاطئ... يستحسن أن تكون المرة الأخرى عند الاستيقاظ من النوم... عندما تتمرس في هذا قليلا ابدأ في تخيل أو صنع صورة خيالية لما تريد أن تكون عليه.. عدل في الصور إلى أن تصل إلى الشكل الذي يرضيك ثم تخيله أثناء التنفس مرارا وتكرار وبطرق متنوعة.
بعد أن تتمرس في الاسترخاء يمكنك أن تكرس أغلب تفكيرك في التنفس وجزء بسيط من تفكيرك على فكرة من الأفكار المقلقة.. ناقش الفكرة مع نفسك ومارس الاختيار فيها وعنها وأنت في حالة استرخاء.
سوف تجد أن هناك عوالم أخرى يمكنك أن تكتشفها في نفسك.. تقبلها جميعا ثم وجهها أو وجه قوتها في الاتجاه الذي تريد، احرص علي ممارسة الرياضة والهوايات وأن تكون لك مصادر متعددة من المتعة... سوف تجد أن هذه الممارسات سوف تساعدك كثيرا.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب