السلام عليكم؛
سبق وأن أرسلت لكم مشكلة بعنوان (مخاوف وشكوك)، حاولت الذهاب إلى طبيب نفسي لكني أعترف أنني لم أجرؤ على الذهاب (رغم أنني أخذت رقم الهاتف الخاص بعيادة لطبيبة نفسية)، خاصة أن أهلي لن يوافقوا على مثل هذه الفكرة لأسباب كثيرة من ضمنها: أن أمي كانت تعاني من الاكتئاب قبل الزواج وحتى بعده ولم تفدها استشارة الطبيب النفسي بأي شيء، بل لحقها الضرر بسبب نصائحه وبسبب عدم اكتراثه بتأثير الدواء الذي كتبه لها رغم علمه بأنها حامل (دون ذكر أسباب إلا أنه طبيب مشهور جداً). والآن، أشعر بأنني علي وشك الجنون، أفكر في الذهاب إلى الطبيبة ولكني في كل مرة أراجع نفسي في آخر لحظة. فملخص ما حدث في الفترة الماضية هو كالآتي:
1. دخلت في علاقتين فاشلتين مع الجنس الآخر؛ إحداهما انتهت بسلام، أما الأخرى فانتهت منذ وقت قريب. الأول لم أعرف كان مشروع ارتباط ولا أعرف حتى الآن ما الذي جعلني أتمسك به، كان الموضوع عنداً ولا أعرف إن كان حباً (كما يصرّ الشخص الثاني) أم لا. العلاقة الأولى استمرت أقل من 6 أشهر، أما الثانية فاستمرت أكثر من سنة إلى 14 شهراً، أحببته وصارحته بهذا(هو يقول أنه يحبني)، وللأسف ما زلت أحبه ولا أطيق فراقه، ولكن ما تغيّر في علاقتنا أنني لم أعد أصدقه.
حدثت مشاكل كثيرة بيننا ولكنها لم تؤثر فيّ، وفي كل مرة كنت أنا من يعود ويعتذر أياً كانت المشكلة ومازال الأمر كذلك حتى في آخر مشكلة وهي السبب في عدم ثقتي بحبه. حدثت مشكلة لم أكن مخطئة بها، لم يرد الكلام معي حتى عدت إلى البيت، حاولت بعدها الاتصال به فلم يجب. عدنا بعد بضع وعشرين يوماً، فأخيراً قرر الرد علي اتصالي، يقول أنه يفتقدني فكيف أصدقه وأنا واثقة لو أنني لم أتصل ولم أعتذر ما كان عاد لي، كما أنّه يعرف أكثر من فتاة.
قرر أنه لن نتمكن من الزواج ورضيت بذلك وقدّرت كل ما يقوله فهو يرى أنني لم أتعود تحمّل المسؤولية ولا أجيد الأعمال المنزلية ولا أطيق فراقه (وطبيعة عمله تستوجب التنقل الكثير)، لذا فإذا تزوجنا سنكره بعضنا وسيكون زواجاً فاشلاً، ولكنه إذا حدث مشكلة يقول لي أنه كان ليتزوجني لولا ما فعلته (لذا أحس بأنه يتلاعب بي). كانت تحدث بعض الحركات بيننا، رغم أنني كنت في بداية معرفتي له باردة جنسياً (تعرّضت وأنا صغيرة لبعض الممارسات التي لا تصل إلى هتك العرض ولكن يمكن أن تُسمّى خدشاً للحياء)، والأمر تغيّر الآن.
2. أعمل الآن في شركة (بالواسطة وتعتبر فرصة لا أستطيع تضييعها رغم أنها ليست في مجالي ولكن لها امتيازات كثيرة)، وعمل آخر غير مستقر (في مجال تخصصي) وأنا سعيدة بذلك.
3. أحياناً أشعر بأن الحل الوحيد لراحتي هو الابتعاد عن كل شيء والحياة بمفردي في بيت هادئ لا يسكنه سواي أنا وشخصياتي (حيث أنني أحياناً كنت أكتب أو أسرد بعض القصص ذات الشخصيات الثابتة)، وسأقوم بزيارة أهلي من وقت لآخر.
4. مرّت فترة كنت أشاهد أفلاماً عن نوعٍ خاص من السادية فيه الشاب يضرب الفتاة. في البداية كنت أشعر بالمتعة والخوف، أما الآن فأصبحت المتعة فقط، ولكني أخاف عندما أشاهد مشاهد عنف غير تلك الأفلام. ولكني الحمد لله تخلصت من هذا الموضوع.
5. أحياناً أتذكّر كل الأشياء التي ضايقتني أو قد تضايقني، في وقت واحد وكرهاً عني أظلّ أفكر بها جميعاً؛ وأحياناً أنسى كل شيء وأركّز على شيء واحد ومعظمها مواضيع ومواقف منتهية وتافهة جداً (وغالباً ما يحدث هذا عندما أتضايق من سلوك من أحب أجد نفسي أتذكر أشياء كثيرة دون قصد ويشدني أحدهم وأنسى الموضوع الأساسي).
6. مازال لدي الشعور بالخوف الشديد من كل شيء، إلا أنه يتزايد تارة ويقل تارة أخرى.
7. أصبحت غبية في معظم المجالات حتى ما كنت أفهمه سابقاً، أصبحت بطيئة الفهم (إن حدث وفهمت أصلاً).
8. أشعر أنه لا فائدة مني لأي أحد ولا حتى نفسي. لا أتمنّى الموت لخوفي من الله ولكنّي أتمنى لو لم أوجد في الحياة .. أخشى حياتي المقبلة وأشعر أنني لا أقوى على تحمّل أي صدمة.
9. أخشى دائماً من أن سخطي (مع أني ناقمة عليه)، إلا أنني أخشى أن يتسبب في ضياع شيءٍ مما أتمتع به الآن.
10. كنت في الفترة السابقة حريصة في مسألة المال، الآن أنفق المال علي كل شيء قد أتخيّل أن أشتريه، وخاصة الطعام وكروت شحن الموبايل( لأتحدث معه)، حتى أنني أنفق كل راتبي وأسحب الباقي من المال الذي ادّخرته من قبل.
11. أتضايق من تقديري غير المنطقي للأمور؛ فأنا أضع البيض كلّه في سلة واحدة، يعني إذا تحدثت مع شخص بشكل لائق، فلماذا لا أتحدث مع الآخرين بنفس الشكل (حتى إن كنت على غير وفاق معهم) وإن ضايقني أحد ولم آخذ حقي منه، فلا آخذ حقي من غيره (اشمعنا هو يعني!) فتكون النتيجة تصرفات غبية لا أرضاها ولا أستطيع مخالفتها!.
12. أشعر بالإهانة من أقل شيء، ودائماً ما أتوقع أن الأيام القادمة ستسوء الظروف أو على الأقل أخشى من ذلك.
13. وأخيراً أصبحت أتحدث مع نفسي أكثر بكثير مما سبق، قد يصل الأمر إلى ساعات دون توقّف، حتى أنني قد أتحدث مع نفسي عندما أكون وسط ناس إلا أنّها حالات قليلة عندما (أسرح في التفكير).
أعتذر عن طول الرسالة ولكني لا أجرؤ على التحدث مع أي شخص آخر سوى نفسي، وقد تعبت من الحديث إليها...
السلام عليكم،
وجزاكم الله كل خير.
24/02/2008
رد المستشار
الابنة العزيزة "سارة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك ولا أود أن أقول على متابعتك لأن المتابعة الطيبة هي التي تأتي بعد تنفيذ ولو بعضٍ من نصيحة المستشار، والواضح يا سارة أنك لم تفعلي شيئا وبالتالي سنتعامل مع متابعتك على أنها نوع من الفضفضة المستمرة على مجانين والتي فقط قد تخفف عنك وأدعوك الآن إلى الفضفضة المستمرة على منتدانا مجانين على الخط.
قد يكون من المفيد أن تقرئي رسالة لأهل مريض الوسواس القهري، وإن كنت أحسب أن المشكلة تكمن أصلا في سريتك المفرطة حول أعراض الوسواس القهري...... وخوفك بالتالي من مواجهة الطبيب أو الطبيبة النفسانية.... وفي نفس الوقت أعتقد أن اندفاعيتك المفرطة التي تتمثل في العلاقات غير المنضبطة وفي الإنفاق ستنتج عنها مشكلات تعود عليك بالندم، وسيكون لذلك ضرر على حياتك أكبر بكثير من مصارحة الأهل الآن بكل ما تعانين......
أتمنى أن تعي الرد جيدا وأهلا وسهلا بك.
واقرئي على مجانين:
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري(4)
بعض سمات الموسوسين المعرفية وعلاجها