السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بارك الله في جهودك العظيمة دكتور أحمد عبد الله، ويسعدني كثيرا الاتصال بك.
أنا مرشدة نفسية أعمل في مدرسة منذ عامين بمنطقة غزة بفلسطين، أرجو منك مساعدتي إن أمكن ذلك في كيفية التعامل مع حالة تبلغ من العمر 30 عاما، متزوجة ولديها 7 أبناء تعاني من الوسواس حيث تأتيها فكرة خيانة زوجها مع أخ لزوجها يسكن معهم في نفس العمارة التي تسكن بها ثم تطورت الأفكار معها حتى صارت تأتيها فكرة "الرغبة في قتل أبنائها بسكين حاد ثم تقطيع أبنائها قطعا صغيرة ووضعها في أكياس سوداء" على الرغم من أن الحالة متدينة جدا ومن عائلة محافظة.
هي الآن ترفض الذهاب إلى طبيب نفسي بحجة أنها مرتاحة جدا معي وتشعر بالأمان معي, وضحت لها طبيعة أنها بحاجة إلى طبيب نفساني لحاجتها إلى أدوية لكنها رفضت خوفا من الإدمان على الأدوية استخدمت معها الإرشاد المعرفي بكتابة كل فكرة ومن ثم مناقشتها شعرت بالتحسن لفترة من الوقت ولكنها عادت إلى تلك الأفكار مرة أخرى وهى الآن تعبانة جدا.
أرجو منك مساعدتي حيث أنني طلبت من مشرفي مساعدتي فقال لي لا تستطيعين مساعدتها فيجب أن تحول إلى طبيب نفسي لكنها ترفض ذلك وبشدة آملة هي مني مساعدتها لكنني عاجزة عن مساعدتها وقررت تركها ولكنها عاودت الاتصال بى، وبطلبها مني المساعدة مرة أخرى.
إن قرأت رسالتي وتفضلت بمساعدتي يمكنك مراسلتي على إيميلي الذي بعثت به هذه الرسالة.
مع خالص تحياتي
المرشدة النفسية
helen
11/3/2008
رد المستشار
العزيزة "هيلين" أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، لم توضحي لنا ما إذا كانت الأفكار التسلطية التي تعاني منها الحالة مصحوبة بأفعالٍ قهرية أم لا؟؟؟ ففكرة أنها خانت أو قد تخون زوجها مع أخيه هي فكرة تسلطية كثيرا ما تصاحبها أفعال قهرية من قبيل: تحاشي التواجد بمفردها في مكان يوجد فيه ذلك الأخ، أو تحاشي زيارته في بيته، أو أحيانا مراجعة كل الحركات والسكنات والكلمات والردود التي دارت في موقف تواجد هذا الأخ معها في موقف ما.. وعرفت من كانت تسأل ابنتها هل حدث شيء بيني وبين عمك فلان عندما كان هنا؟؟ فهذه كلها أفعال قهرية لابد من التعامل معها سلوكيا بالتعرض مع منع الاستجابة القهرية
كذلك فيما يتعلق بفكرة ذبح الأبناء بالسكين فهذه فكرة تسلطية كثيرا ما تكون مصحوبة بأفعال قهرية من قبيل إخلاء البيت من كل السكاكين والأشياء الحادة أو المدببة، أو الإحجام عن استخدامها في حال تواجد أي من الأطفال في البيت أو عدم استخدامها في غير وجود شخص آخر معها كثيرا ما تكون أختها أو أمها أو جارتها... ويلي ذلك في كثير من الأحيان سؤال متكرر لهذا الشخص هل أنا قمت بإيذاء أي من أبنائي؟؟
وأما قولك أنا الحالة متدينة جدا فلا معنى له لأن التدين ليس يعطي مناعة ضد الوسواس القهري وكذلك كون عائلتها محافظة فهذا أيضًا لا معنى له إلا أن يكون معنى سلبيا بحيث أن هذه العائلة المحافظة ربت البنت بطريقة فيها كثيرٌ من الإلزام والقسوة فصارت البنت معرضة أكثر للوسوسة...... باختصار ليس تدين الحالة مانعا من أن تأتيها وسوسة بأنها تخون زوجها.
عقاقير علاج الوسواس القهري ليست من العقاقير التي تسبب الإدمان وهي تفيد جدا خاصة إذا صاحبها برنامج علاج سلوكي معرفي...... وسأعطيك مجموعة من الروابط توضح لك الكثير، لكنني قبل ذلك أود نصيحتك بأن عليك أن تشترطي عليها شرطا لا جدال فيه وهو أنها إن لم تتابع مع طبيب نفسي وتتناول ما يصفه من عقاقير بانتظام فإنك لن تسمحي لها ولو حتى بالفضفضة معك.... أقول ذلك نظرا لخوفي عليك من الإحساس بالفشل في مساعدتها مع أنك غير مذنبة في ذلك...
اقرئي يا عزيزتي الروابط التالية من على مجانين:
برنامج علاج ذاتي لمرضى الوسواس القهري(4)
علاج الأفكار الوسواسية
هل الوسواس القهري لا يعالج؟
الانتكاسات المرضية لمرضى الوسواس القهري