السلام عليكم
في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع وأهنئكم على النجاح الذي حققتموه، وأود أن أطرح مشكلتي عليكم وهي كالآتي:
أنا شاب أبلغ من العمر 27 سنة، أعمل في شركة خاصة منذ 4سنوات، قبل نحو عام ونيف انضم إلى الشركة شاب يبلغ من العمر 22 سنة وسيم جداً وأنيق جداً جداً، وهذا ليس بشهادتي فقط بل بشهادة الجميع، الكل معجب به وبأناقته، في الحقيقة هو شخص اجتماعي مائة بالمائة يحب التعرف على الجميع والجميع يريد التعرف عليه وأنا من الذين كنت أتمنى التعرف عليه، وكانت أمنية حياتي أن يصبح صديقي.
كانت البداية من قبلة فكان عندما يمر على مكتبي يلقي السلام بابتسامة عريضة ثم في بعض الأحيان يحدثني في أشياء تخص العمل، تطور الأمر وأصبح بعض الأحيان يدخل مكتبي لشيء ما ثم نتحدث عن العمل وغير العمل، للعلم وظيفة هذا الشاب بسيطة جداً وراتبه كذلك ولكنه شخص "لبّيس" من الدرجة الأولى.
المهم بدأ يتقرّب لي وأنا كذلك حتى أتى العيد الصغير، فاغتنمتها فرصة لأعزمه مع مجموعة من الأصدقاء لتناول وجبة العشاء ومنها زادت صداقتنا وأصبح تقريباً كل يوم يأتي إلى مكتبي للجلوس معي ومحادثتي. استمرت علاقتنا هكذا وزادت أكثر حينما طلب مني في يوم من الأيام مبلغاً من المال على أن يترك لي رهناً فرفضت الرهن وقلت أنت صديقي وعيب آخذ منك رهن فكانت سعادته غامرة، وأصبحنا بعض الأحيان نخرج من العمل معاً وأحياناً أعزمه وهو يعزمني على العشاء، وفي العيد يتصل بي ليعايد علي؛
وفي إحدى المرّات كنت أقف خارج مبنى الشركة أنتظر المكروباص وأتى هو إلى جواري وبدء يحدثني ثم طلب أن يقبلني من محبته لي فقلت له لا لأن وجهي يملؤه حب الشباب، فقال حتى ولو كان سماً، ثم قبلني.. أحسست بالسعادة تغمرني ولم أكن مصدقاً لما حدث. المهم تكرر ذلك في عدة مواقف.
مشكلتي هي أنني منذ أن عمل لدى شركتنا وحتى اليوم وأنا أفكر فيه ليلاً ونهاراً، قبل وبعد النوم، في كل وقت.. أتضايق حينما لا أراه أو يغيب أو يمر يوم ولم يحدثني فيه وأتضايق أكثر حينما أراه يتحدث لغيري ويضحك مع غيري ويمشي مع غيري وكأنني تملكته، لم أعد أدري ما العمل؟! أريد أن أعيش طبيعياً، ألا أفكر فيه إلا حينما أراه، ولكن لم أستطع. المشكلة أنه يعزني كثيراً وأنا كذلك، قد تقولون أن الأمر شذوذ وأنا أقول نعم، ولكني معه لا أشعر بأي مشاعر جنسية تجاهه. أرجوكم ساعدوني ما الحل.
أرجو عدم عرض المشكلة على الموقع حيث أن كثيراً من زملائي في العمل يتابعون موقعكم وأخاف أن يعرفوا حقيقة مشاعري تجاهه. أرجو أن يكون الرّد مفصلاً لحالتي.
وشكراً.
16/03/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه العلاقة التي بينك وبين هذا الشاب نمت وترعرعت بمساهمات واستجابات واضحة من كليكما، والعلاقة بنيت على قيمة إنسانية واحدة وهي تشبث الرجل بالرجل ولا نستطيع أن نسميها أي شيء غير أنها مرحلة من مراحل الجنسية المثلية.
الذي يمكن أن تعمله إذا كنت فعلاً تريد التغير هو أن تسأل نفسك هل أنا على صواب؟ هل أنا رجل مثل كل الرجال؟ هل أنا مثل أبي وبقية إخوتي؟ هل أحترم ذاتي وأقدّرها من خلال هذه العلاقة؟ أين رجولتي؟ أين عقيدتي؟ ما هو مصيري بعد أن يذبل الشباب وتنتهي أيام النضارة؟ ما هو مصيري حين أبلغ الخمسين أو الستين وأكون مثل الآخرين أحمل يوماً على تلك الآلة الحدباء؟ إذا سألت نفسك بصدق وتجرّد وتجنبت النكران والتبرير سوف تصحح مسارك وتوقف هذه العلاقة غير السّوية.
اقطع هذه الخيالات والقيم الإنسانية غير الرّشيدة، حين تقول أنّه وسيم جداً وأنّه يعزّك كثيراً وأنّه محبوب فأنت بذلك تدعم هوى النفس وانحرافها.. إن استطعت إصلاحه فهذا خير، وإن فشلت فاتركه لحاله لأن الإنسان يجب أن يقي نفسه قبل الآخرين. نحن لا نريد أن نقسو عليك، ولكن ما دمت باحثاً عن الحقيقة فهذه هي الحقيقة، كما أننا نرى أنّه يمكن أن تكبح نفسك وتجعل الخير ينتصر بداخلك.
وبالله التوفيق.