خطيبته والكعب
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شكري الخالص للدكتورة الفاضلة على الرد على مشاركتي ولكني لدي بعض التعليق على الرسالة
أولا: الدكتورة تقول في الفقرة الأخيرة أنها ليست الشخص المناسب للرد على الاستفسار لأنني على ما يبدو وجهت انتقادا غير مباشر إليها متمثلا في مضمون الرسالة مما أثار عنصر التحيز أو "bias" .
ثانيا: أليس في قمة العقل والنضج أن يقوم إنسان قام اختياره على الدين والخلق (وهي متغيرات من الصعب تغييرها أو اكتسابها) أن يطلب المساعدة في ما يتعلق بالمظهر (وهي متغيرات يمكن تغييرها بأساليب الدعم والتحيز) من أحد الدكاترة المتخصصين.......
ثالثا: إنني عندما قمت بمفاتحة خطيبتي في موضوع الارتباط اشترطت عليها التغيير وربطت التغيير باستمرار العلاقة من أول يوم وأنا لست في صدد "التلاكيك" أو الهروب أنا أسعي للتغيير لأني فعلا أحبها وهي قبلت ذلك من البداية لأنها تحبني ولو أنها لم تتغير ما فكرت أبدا في فسخ العلاقة ولكني أريدها في أحسن صوره في ضوء ما أمر الله به...
رابعا: اسمحي لي يا دكتورة أن أختلف معك...... تقولين أن الإنسان حر في اختيار ما يعبر عن مظهره تجاه الآخرين.... هل هي حرية مطلقة؟؟؟ لا أعتقد أنا لا أحب لبس "البدل" ولكن هذا هو اشتراطات العمل وأنا أكره حلق الذقن كل يوم ولكنني يجب أن أتكيف..... واسمحي أن أؤكد أن المؤشر الوحيد على توقع سلوك المرأة في بيتها بعد الزواج هو اهتمامها بنفسها عند الخروج لأن المحفز واحد...... وهو أقوى المؤشرات والمؤشر الوحيد للرجال للتنبؤ بالصورة المستقبلية...... إنها فلسفة لعب الأدوار
أنا فعلا سعيد لنصيحتك في الرسالة وإن كانت الرسالة هجوميه بعض الشيء ولكني سآخذ نصيحتك على محمل الجد أشكرك على وقتك وعلى مجهودك معنا
وجزاك الله خير الجزاء
6/11/2008
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
لم أتعامل مع سطورك على أنها انتقاد لشخصي حيث كمختصة أمثل عنصر محايد ولا أقبل أن تشكك في مهنيتي لأني اتبعت معك أحد الوسائل العلاجية التي تسمى self disclosure أو كشف الذات في الفقرة التي ألحقتها عن قناعتي بالكعب ووصفي لنفسي فقد كانت طريقة غير مباشرة لأقول أن مظهر الإنسان ليس الوسيلة الوحيدة ولا حتى الصحيحة لتقييمه أو التنبؤ بنجاحه وسعادته.
تستطيع أن تتأكد من موقفي المهني من استشارة سابقة اياك تاخديه جبر خاطر فصاحبة المشكلة فتاة وضحية المظهر رجل ولكني أقدر الإنسان بغض النظر عن نوعه أكثر من اعتباره مجرد منظر أو أن يصبح مظهره جزء من قيمته.
نصيحتي لك بأن تعيد التفكير في الارتباط بها موضوعية جدا فرب العالمين وصف العلاقة بين الزوجين بأنها مودة ورحمة والرحمة تعني التجاوز عن العيوب وتقبلها وهو ما يسميه علم النفس بالتقبل غير المشروط unconditioned acceptance وهو أهم مطلب يفترض في الزوج أن يقدمه لشريكه في الحياة وأراك قد جعلت حبك وتقبلك لها مشروطا –بمظهرها- فأنت تنظر لها من الناحية النفسية كأداة مجردة من الإنسانية وهي احد أهم أسباب الاضطرابات الأسرية عندما يفقد الإنسان قيمته الحقيقة ويكتسبها من خلال كونه موضوع إما للجمال كما تريد من خطيبتك أو كمصدر للتمويل كما يشكو الكثير من الرجال من تغير سلطتهم وقيمتهم في أسرهم في حال تغير أوضاعهم المادية وتسمي dehumanization إن رغبت في مزيد من الإطلاع حول الموضوع فكلامي لم يكن انحيازا جندريا بل كلاما علميا بهدف إرشادك أسريا.
لا تمن علينا -وعليها- وتصور نفسك كإنسان مثالي في قمة النضوج لاختيارك ذات الدين ففي المجتمع الذي تحيطك فيه الحسان ترى أهمية الدين في حفاظ المرأة على نفسها وعلى رعيتها والتي هي أنت وعيالك، فاختيارك لذات الدين ذكاء.
وفي حين تريدها ذات دين من شروط حسن إسلامها أن تخرج تفله للمجتمع دون زينة كي لا تفتن ولا تفتن تحكم عليها من خلال هذا المظهر بأنها لن تحسن العناية بمظهرها في بيتها بحجة أن المحفز واحد وإنها لكارثة إن كنت تصدق ما تقول أو يعجبك ما تحويه كلماتك من معنى.
لديك غضب سالب أي أنك تقمعه ولكنه يأبى إلا الظهور من خلال صور لا تقل إيذاء عن العدوان المعلن -مهاجمتك لي واتهامي بالتحيز وعدم الموضوعية- فانتبه لنفسك كي تحقق مزيدا من الانسجام مع نفسك قبل خطيبتك. انتبه للتناقضات داخلك فبينما ترى أن مظهر الإنسان أمر بسيط يمكن تحقيقه ترى أنه بالغ الأهمية فهل باعتقادك أنه سيكون معيارا لو كان أمرا شائعا ومتاحا للجميع.
كنت أتمنى لو تساعدك كلماتي في إدراك قيمة البشر بعيدا عن الصور ولكن إن كانت قبلتك وفق شروطك فما عليك سوى تذكيرها بشروط الارتباط بوضوح وبساطة دون تحرج فالعقد كما تعلم شريعة المتعاقدين إلا إن كنت فعلا قادرا على التنازل وتقبل مظهرها الحالي. أتمنى وأدعو الله أن يهديك حسن القرار بما تقر به عينك ونفسك.