ضائعة وعصبية ووحيدة مع الملل والاكتئاب
بداية جديدة
السلام عليكم،
الأخت الفاضلة صاحبة المشكلة،
أدعو الله عزّ وجلّ أن يعافيك ويرزقك الصحة والعافية وراحة البال.
ليس لي من إضافة بعد التوضيح الذي قدمته الدكتورة سهام، وما سأقوله ما هو إلا رأي شخصي لا أكثر. كانت لدي نفس مشكلتك مع اختلاف بعض الأمور... كنت أعاني من الوحدة والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس، كما أن صورتي السلبية عن نفسي كانت سيئة إلى حد ما، ولكن قلت لنفسي: إلى متى سأظل في هذا السجن والعذاب؟ ماذا سيحدث إذا حاولت الاقتراب من الآخرين وتعاملت معهم ونجحت في اكتساب الثقة في نفسي.
فأول خطوة أنصحك بالقيام بها هي أن تتعرفي على نفسك وتغيّري أفكارك عنها، بحيث يصبح لديك الشجاعة في التواصل الشخصي بينك وبين نفسك والتفاعل الاجتماعي بينك وبين الآخرين.
حاولي أن تكتشفي مزاياك وما يحبه الآخرون فيك وتنميته والاستفادة منه، وكسب ثقتهم بك. وأيضاً حاولي أن تشغلي نفسك بأي هوايه تحبينها، فالله سبحانه وتعالى جعل لكل شخص منا مميزات وأشياء يجيدها تميزه عن الآخرين، أنا مثلاً هوايتي هي الرسم، بدأت أنمّيها وأشغل أوقات فراغي في طاعة الله أولاً، ثم في ما أجيد وهو الرسم.
وأنصحك أيضاً أن تطبقي طريقة أعتقد أنها جيدة وهي البرمجة اللغوية العصبية؛ وهي أن تغيّري فكرتك عن نفسك، أنت مثلاً تعانين من الوحدة، حاولي أن تقنعي نفسك بالعكس كأن تقولي كل يوم عندما تستيقظين من النوم: "أنا اجتماعية، أنا أحب الناس".
وأيضاً أنصحك بالتقرب والدعاء إلى الله أن يزيح همّك ويفرّج عنك ويرزقك بالسعادة في الدنيا والآخرة بإذن الله، فادعي كما علّمنا حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "اللهم إني اسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة".
وآسف على الإطالة.
17/11/2008
رد المستشار
أخي الكريم،
نشكرك على تفاعلك ونسأل الله أن يبارك فيك على حس المؤازرة لإخوانك.
حقيقة أثبتت الدراسات والتجارب أن التفكير الإيجابي انطلاقاً من فكرة ''ماذا أريد؟'' هي بمثابة الوصفة السحرية التي تغيّر مجرى شعور الإنسان من سلبي إلى إيجابي حيث تتغير معه سلوكياته. أسئلة بسيطة يطرحها الإنسان على نفسه تعيد برمجة عقله وتعطيه دفعة قوية للنهوض والتغيير: ماذا أريد؟ لماذا؟ كيف أحقق ما أريد؟ أسئلة يحدد الفرد بموجبها مساره وأهدافه في الحياة فينشغل بتحقيقها دون الاهتمام بالمعوقات.
أضف إلى ذلك أهمية أن يوحي الشخص لنفسه برسائل إيجابية (أنا قادر على..، أنا واثق من نفسي.. أنا أتعامل بيسر مع الناس...). إن الكلام الإيجابي مع الذات يعتبر الوقود الذي يجعل الفرد يتحرك ويكسر كل قيد.
فلك ولأختنا ولكل من يعاني من صورة ذاتية متدنية، لا تبخلوا على أنفسكم بمدّها برسائل توقظ القوة الخامدة التي أودعها الله في عباده.
تحياتي الخالصة